ها هو التاريخ يعيد نفسه ..

إب نيوز 20 إبريل

ها هو التاريخ يعيد نفسه ..

بقلم / عبدالغني العزي

 

عندما نقول أن التاريخ يعيد نفسه فلا نعني أننا نعود للوراء وان أحداث التاريخ الغابرة تتجلي أمامنا بشخوصها ووقائعها ولكننا نعني أن ما نعيشه في عصرنا من أحداث سبق وان سجل التاريخ وقائع شبيهة لها آو قريبة منها.

اليوم ومع كثرة الأحداث علي المستوى العالمي والإسلامي والعربي والإقليمي والوطني كان للتاريخ محاكاة لبعض منها وكان قدر رسم لنا في صفحاته ملامح لها تتجلي في الصراع القائم اليوم بين الشعب اليمني ومكوناته الفكرية والسياسية والشعبية والاجتماعية من جهة وبين المعسكر المقابل بكل دولة و تحالفاته وترساناته العسكرية والمالية من جهة أخرى والتي لا وجه للمقارنة بينهما علي كل المستويات.

وبما أن الطرف العدواني يمتلك كل مقومات التدمير والإبادة للبشر والشجر وهذا ما حدث منه للشعب اليمني وتم توثيقه بالصور والتاريخ والجغرافيا إلا أن الطرف الآخر الممثل بالشعب اليمني والذي يعد الأضعف في معادلة القوة يمتلك عوامل نصر حقيقة جعلت من ضعفه قوة ومن تدميره عوامل نصر وهزيمة للعدوان علي مدى الأشهر الماضية مما اجبر العدوان وتحالفه إلي الذهاب نحو تكتيك آخر بدعوى المفاوضات لإحلال السلام في اليمن كما هو دعواهم وهنا يمكن أن يستشرف المتابع أن هذه الخطوة التي جنح لها العدوان ليست إلا محاولة لتحقيق مكاسب بهذه الطريقة وعبر هذا الأسلوب بعد أن وصل إلي قناعة أن تحقيق مكاسب عن طريق القتل والتدمير والإبادة بات مستحيل بل وربما أن لديه حسابات دوليه غير الحسابات اليمنية قد يقع فيها في حال استمراره في عملية الإبادة الجماعية للشعب اليمني.

خطوة المفاوضات تعد ايجابية من حيث المبدأ وقد تحقق نتائج علي المستوى اليمني لصالح إيقاف سفك الدم اليمني أن حسنت نية العدوان وان استمر في ركوب هذا المصطلح من اجل تحقيق غايات أخري فإنه من المؤكد أن عقد المفاوضات وعدمها سيان.

مفاوضات الكويت التي كان المقرر لها الانعقاد قبل يومين جعلتنا نسترجع أحداث التاريخ ومعارك المستضعفين مع المستكبرين وكيفية السعي الحثيث من قوى الاستكبار لتركيع الخصوم ولو معنويا بعد صعب تركيعهم عسكريا .ففي معركة كربلاء التاريخية والتي مثل خط الدفاع فيها عن الأمة ودينها الإمام الحسين وقال حينها قولته المشهورة (إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة ) فهو هنا رسم للأمة خط العزة والقوة والصمود والتضحية رغم قلة ما يملكه من عتاد وعدة في مواجهة معسكر الطغاة والمستكبرين وبين للأمة أن هذين خطين لم يزالا ولن يزالا في صراع ولن يتفقا في التعايش كون احدهما يمثل الحق بكل أركانه والآخر يمثل الباطل بكل عوامله . وقد تجسد الحدث التاريخي ومعقولة التاريخ يعيد نفسه من خلال مواقف الطرفين اليوم قبيل مفاوضات الكويت.

الطرف الممثل لقوى الاستكبار وأعوانه وعملاؤه يصر علي استمرارية القتال الداخلي وقصف الطيران في ظل توقيع الطرفين علي اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وفي ظل لجان مراقبه مشكلة لهذا الغرض ولكن ذلك لم يروق لقوى الاستكبار كونهم عجزوا عن تحقيق استسلام للطرف الآخر بالصورة التي في مخيلتهم.

وقد جاء موقف الممثلين في الحوار للمكونات السياسية الوطنية الرافضة للمغادرة إلي الكويت في ظل استمرار العدوان السعودي وخروق عملاؤه بالداخل مجسدا لموقف الإمام الحسين عندما قال “هيهات منا الذلة” كون العدوان يريد أن يصل إلي عدم اعتراض من المفاوضين علي استمرارية قتله للشعب اليمني أو أن ي رفضوا المفاوضات فيكون له مبرر في استمرار القتل للشعب اليمني .. وبمعني أوضح أن استمرارية قتل الشعب اليمني هدف استراتيجي للعدوان سوى في ظل المفاوضات أو في غيابها .

وقد كان خيار عدم الذهاب من الوفد الوطني للمفاوضات هو الخيار الوطني الصحيح ولسان حالهم يقول إن لم يكن إيقاف العدوان والقصف علي شعبنا هدف للمفاوضات فلا يشرفنا المشاركة فيها ونفضل أن نبقي نقاوم العدوان بكل ما لدينا بدلا من أن نمد أيدينا لسلام وهمي ليس إلا غطاء لتدمير وقتل من تبقي من شعبنا العظيم … أما موقف الأمم المتحدة فليس عليه أي معول كون مواقفها بيعت في سوق النخاسة بالمال السعودي والإرادة الأمريكية ….. والعاقبة للمتقين

 

You might also like