هكذا يطوع الحكام جماهيرهم ليطيعوهم تثبيتا وأستقرارا لملكهم وسلطانهم(2)
إب نيوز ٢١ يناير
بقلم/ د.يوسف الحاضري
(فاستخف قومه فأطاعوه) (2)
أسلوب آخر يستخدمه الطغاة لضمان تحصين جماهيرهم من الوقوع في الحق والذي يجدونه هؤلاء الطغاة خطرا كبيرا على ملكهم وسلطانهم وهذا الأسلوب هو (الحوار المباشر معهم عبر الحديث مع نفسيتهم والتركيز على متعلقات هذه النفوس ) وكونهم حكموهم فترات طويلة فهم يدركون تماما كيف اصبحوا بعد سنين من تعليمهم وتأهيلهم وتوجيههم وتدريبهم ، ونادى فرعون قومه قال يا قوم !!! بدأ يخاطبهم بقوله يا قومي رغم انه كان قبل ذلك يستعبدهم ويدعي ألوهيته عليهم ، كما رأينا كثير من الحكام كيف عندما يشعرون بخطورة على مناصبهم كيف يلجأون إلى الحديث مع الجماهير مباشرة واعطاءهم وعود كلها مادية لا ترتبط بالعزة والحرية والكرامة بشيء ولعل اخرهم رئيس فرنسا قبل يوم ومثله حكام العرب !
ثم يلجأ هؤلاء الطغاة بعد اظهار ملكهم المادي وما يحوزون عليه يبدأون بالتشكيك في الآخر والأستهتار بشكله ولسانه وبعض الامور الخلقية الخارجية (أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين ) يعني هذا الذي ملبسه وشكله ليس مثل فرعون من العظمة والبذخ وايضا كلامه غير واضح ولا يستطيع احد ان يفهمه الا بصعوبة (استحقار بمشكلة في لسانة ادت لصعوبة في حديثه) ، ثم استهدف فقره وما يمتلك مقارنه بما يمتلك الطاغي هذا والحاكم ذلك لذا نجد كثير من اتباع ال سعود وحكام الخليج كيف يحاجوننا من الجانب المادي ولم نسمع عنهم طرحا فكريا او ثقافيا ( فلولا ألقي عليه اسورة من ذهب).
استمر هذا الحاكم الطاغي (وأمثاله في عصرنا هذا) في خطاب جماهيره بدون حجة واضحة ولا فكرة بينة ولا كلام حق بل كلها عبارات مادية تسيل لعاب الجماهير الضالة والذين وصف الله عقولهم بأنها عقول (مستخفة) اي خفيفة ليس فيها شيء مستغبية ومغيبة عن الحقيقة (فأستحف قومه فأطاعوه) حتى أصبحت كل الآيات العظيمة التي كان يأتي بها موسى لهم لا تؤثر فيهم وهذه عقول لا تأتي فجأة بل هي تراكمات حياة كاملة لهؤلاء الذين كانت كل حياتهم متعلقة بالمادة وليس غير المادة (إنهم كانوا قوما فاسقين) فسق وظلم وبخل ولكم الآن ان تتقصوا خلف اولئك الذين مازالوا متعلقين بعفاش مثلا كيف كانت حياتهم حتى في ظل حكمه مرفهين كيف كانوا فسقة في البذل والعطاء والكرم والإنفاق لذا استمرار تعلقهم بعفاش هي تراكمات فسق نفسياتهم وهؤلاء أهدافا سهلة نراها تسقط بسهوله أمام اكاذيب دول العدوان المرتبطة بالرفاهية لذا فسقوا وابتعدوا عن الفطرة السوية التي ترتكز على الدفاع عن الأرض والعرض فارتموا في رغبة الأحتلال الأمريكي الخليجي لهم ظنا منهم انهم سيعيشون في رفاهية ولا يهمهم ان اصبحوا بلا كرامة ولا عزة ولا شرف .
هؤلاء وصفهم الله انهم في نطاق اللاعودة واللافائدة من عودتهم للصراط المستقيم فضلالهم لا هداية له (فلما أسفونا أنتقمنا منهم) بعد ان اصبح وجودهم لا فائدة منه ويرتكز على كيف يأكل وينام كأقصى حدود اهدافه من الحياة وهذا اصبح عبء على الحياة (انه لن يؤمن من قومك الا من آمن ) فجاء (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك ان تذرهم يظلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) .
نستطيع عبر القرآن ان نحصن أنفسنا من كل اساليب وطرق وتحركات وافكار ومؤامرات الأعداء الذين توعدنا قائدهم الشيطان مقسما بالله امام الله بأنه لن يمل ولم يكل في سعيه لإضلالنا (قال فيما أغويتي لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )
#معا_لتصحيح_ثقافتنا_وتاريخنا_الإسلامي