أم الشهيد !!
إب نيوز ٢١ يناير
*كتبت/إكرام المحاقري
لا أدري بماذا أبدأ وماذا أكتب!! جف المداد وتلعثم اللسان وعجز البنان وأنحنت أوارق دفتري إجلالاً وتعظيماً وتقديراً “لأم الشهيد” .
فعندما تحضر أم الشهيد فهي تتصدر المشهد فلا يبقى لأي شئ دونها أي معنى ، هي أم الأحرار ومربية الأجيال ومصدر الإنتصارات، وذخيرة الجبهات إذا أنقطع الحديد.
فذخيرتها هم أبناءؤها رجال الرجال من نكلوا بسواعدهم القوية بقوى الإستكبار.
هي من رفدت الجبهات ورفدت الجنان ورفدت الدين وضحت من أجله ومن أجل المستضعفين بالغالي والنفيس ، هي نفس الرحمن وترجمان القرآن وحفيدة المصطفى ووليته في آخر الزمان.
جهادها في صبرها واحتسابها ، تتخذ من الزهراء عليها السلام مثلاً أعلى ، وتحاول أن تأخذ صبراً وثباتاً وبلاغة من العقيلة زينب عليها السلام.
فمهما تكلمنا ومهما وصفنا لن نفيها حقها فهي من رفدت الجبهات بأبنائها وروت الأرض بدمائهم ورفدت الجنة بأرواحهم العطرة والزكية.
وهاهي الملائكة تنحني مقدسة لها كما أنحنت لأم وهب النصراني في حادثة كربلاء من قبلها ، فكلاهما وقفا في وجه الطاغوت بنفس الموقف “نحن لانسترجع شيئاً قد بذلناه في سبيل الله ” هي هكذا وهذه مواقفها!!
نعم فهي من قرنت نفسها بالقرآن، وحصنت نفسها بالرحمن، وزكت نفسها بالجهاد والإنفاق، وتاجرت مع الله بأرواح عزيزة عليها ؛ فتقبلها الله منها وها هي اليوم مخلّدة في ” جنات تجري من تحتها الأنهار “.
هي جبهة في وجه المستكبرين، ونبراس حق يسطع نورا مبينا للعالمين ، هي منبرا يعتلي عليه الحق متربعا ليبطل زيف ودجل ومكر عباد الشيطان المبطلين.
هي رمز العطاء وأصل الوفاء ودرع تحصن به جميع الأوفياء ، هي أم الشهيد وأخت الشهيد وزوجة الشهيد هي عطاء بلا حدود.
هي شمس مشرقة تُفرع سطوع نورها الذهبي ما بين جبهات العزة والكرامة في نجران وجيزان وعسير، وتعز ومأرب والجوف والبيضاء والحديدة وحجة وصنعاء وفي كل أرض يمنية محتلة ، لتضيء للمجاهدين الصادقين بذلك درب الحرية والثبات والإنتصار للقضية والتضحية بالنفس الزكية.
هي من أطلقت الرصاص مستقبلة جثمان ولدها الشهيد قائلةً “أهلا يا ولي الله حيا الله من جاء ” مبتهجة بولدها الشهيد ومفتخرة به وبما قدمه من أجل دينه ووطنه . ومن أجل أن يبقى للإنسانية معنى في الحياة.
هي من تلقت إتصال من كلب مسعور يتلذذ بالإجرام قائلا لها ” هنا توجد جثة ولدك تعالوا خذوها ” فإذا بها ترد عليه بكل قوة إيمان “كلوها نحن قد بذلناه في سبيل الله غير متاسفةً بذلك على ذلك الكلب المسعور قائلة له ” الأسف عليك انت يا من بذلت نفسك في سبيل اليهود والنصارى “وكأنه هو المعنى.
هي من أستقبلت الشهداء بالزغاريد والتهاليل والفل والرياحين، ونثرت الورود على جثامين الشهداء الطاهرين، هي من بذلت الشهيد تلو الشهيد تلو الشهيد حتى أرتقت من أم الشهيد إلى ” أم الشهداء ” ليكون لها في الجنة يومئذ عدة من الشفعاء.
هي من قنتت لربها، ونصرت دينها، وأحسنت تربية أولادها على نهج المصطفى وآل المصطفى، هي من جعلت من كربلاء وكل ما حدث فيها من مواقف مزرية للنساء عبرة وعظة لها، وهي من جعلت من مواقف العظيمات في العالمين قبلة لها.
هي تلك “أم الشهيد ” وهذه هي ذكرى الشهيد ، وما هم إلا ككلمة طيبة فشبهها الله كشجرة طيبة أصلها ثابت في الأرض وفرعها في السماء . فهم كلمة طيبة ودماء زكية وصمود إسطوري ومنهج نبوي ونور قمر منير يتوسط السماء لينير ببريق نوره هداية للعالمين ” تلك هي “أم الشهيد” .
#الذكرى_السنوية_للشهيد