أمــهـات الـشُـهداء تحـمُّل آلآم وتجلّي آمـال !!

إب نيوز ٢١ يناير

بــقــلــم / إقــبال جـمــال صــوفــان….

“أم شهيد” لقبٌ عظيمٌ يحملُ من السموِ والعز الشيء الكثير تَحمِلهُ من أنجبت شجاع ضحّى بحياتهِ من أجل الوطن إن تلكَ الأم تملك في قلبها مزيجآ من المشاعرِ مشاعر حزن وأسى ومشاعر فخرٌ وإباء لكن هذه ِالمشاعر تُغلف بالدعاء لله أن يديم ثبات الإيمان على تلك القلوب . لَكم تعلّمنا الصبر والثبات، التفاني والإخلاص، القوة والكفاح ، كل ذلك من أمهات الشهداء هن أجمل الأمهات اللواتي يرتدين رداء الكمال الإيماني ، ويتحدّثن بحديثِ التحدي الزينبي ، من بحور عطائهن إغترفنا الكرم، ومن فيض بذلهن إستقينا الجود، نعم يذرفن دموع الشوق المضني لأبنائهن لكن سرعان مايؤكدن لنا بالقول أن الوطنَ لا يُهدَ إلا الدماء ليبقَ بعزة وكرامة وحرية أمهات لم يستحوذن على فلذات أكبادهن بل قلن إنهم ليسو مِلكنا بل مِلكُ مَالكنا ومالكهم ربُ السماوات والأرض وقد قدمناهم قربانآ للنصر المؤزر بإذن الله إنهن حريصات على الإخلاص لله وللوطن مُصّرات على الدفاعِ عن الدين والأرض وحدهنَ من عززن نهج البطولة والمقاومة والنضال ضد كل المعتدين الظالمين حقٌ علينا أن نقدّس الأمهات اللواتي هذّبن وعلّمن وزرّعن حُــب الجهاد في أرواحِ أبنائهن مؤكدات لهم ألا رجوع لهم إليهن إلا بوسامِ النصر أو الشهادة وهنا أسرد لكم بشكلٍ مختصرٍ ثلاثة نماذج مشرفة لثلاثِ أمهات شامخات….

أولآ :أم عمارة(نسيبة بنت كعب الأنصارية)
إمرأة مخلصة في نشر دين الإسلام شاركات في معركةِ أُحد مع زوجها غزية بن عمرو وإبنيها لتسقي الجرحى وتطبّبهم ولكن حين أشتد القتال دخلت إلى ساحة المعركة وأبلت بلاءً حسنآ كما شاركت في معركة اليمامة في حروبِ الردة بعد وفاة النبي صلّ الله عليهِ وآله وسلم قُتل ابنها “حبيب” على يدِ مسيلمة حينها أردفت والدة الشهيد :
“لمثل هذا أعددته وعند الله أحتسبته”

ثانيآ: أم الكرار (وردة علي الرميمة)
إمرأة وقفت إلى جانبِ الرجال في الدفاعِ عن كرامةِ وعزةِ وطنها حملت السلاح في وجهِ أعدائها ونكلت بالعشراتِ منهم ألطافُ الإلٰه أحاطت بها منذ قتالها وحتى إنتصارها سميت بــ”كربلائية حدنان” لما تميزت بهِ من شجاعةِ وإستبسال ، دمر الأعداء جميع منازل أبيها في تعز وتم هناك سحلٌ ذبحٌ رميٌ وحصار لمعظم أفراد أسرتها ولكنها صبرت صبر زينب في كربلاء وتحّملت كل تلك المشاهد ماضية في درب الكفاح قدمت وحيدها في دنياها إبنها ” عمر ” فداءً للهِ وللوطن وصلها خبر استشهاده فقالت :
“الحمدلله الحمدلله سلامٌ عليكَ يوم ولدت ياكرار ، كرار ياشبل المصطفى ، ياشبل حيدر بالوفاء ، صلّى عليك يام، وصلّت عليك ملائكة السماء ، وهنيئآ لك الشهادة”

ثالثآ : أم الشهيد محمد عبدالصمد المتوكل
إمرأة لا تألو جهدآ في مواجهة العدو تسخر جلّ وقتها بالجهادِ في سبيلِ الله غيّرت من واقع الكثير وسار على طريق الحق العديد من الأشخاص وذلك لما قدمتهُ من دورات ثقافية وتربوية متتالية تتميز بالتواضع في تعاملها وبالرقي في حديثها تشربت ثقافة القرآن فعملت على نشرها إستقبلت إبنها “محمد” شهيد بكل فخر وعز قائلة :
“الحمدلله الذي إصطفى إبني شهيدآ، اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ”

‏تغشّتني الدهشة من أمهات لديهن سخاء في العطاء، وعظمة في الصبر، وعزيمة في الصمود وهدوء في الرِّضاء، على الرُّغم من وجود هذا العالم الّذي يضخّ الحرب والدمار، إلّا أنّهن عرفن أن لا خسارة مع الله مرددات لقول الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)
[سورة الصف 10 – 11]

فيا أمهات الشهداء إني أكتب عنكن وقلمي خجول وحروفي حائرة وكلماتي مبعثرة لم أستطع أن أعبّر عن كامل عظمتكن ووفائكن وكرمكن أنتن من رسمتن لوحة الصمود بصبركن الأسطوري أنتن من دفعتن بأبنائكن كي نحيا في أمن وسلام واستقرار أنتن من تحملتن مرارة الفقد من أجل الغير أنتن من فارقتن جزء من أرواحكن حتى ننعم بالسلام أنتن الواثقات بالله بأن بعد العسر يسرآ أنتن من تحملتن الآلآم حتى تتجلّى الآمال لهذا الوطن الأبي أنتن شموس لاتنطفئ وأقمارآ لا تغيب ونجوم لا تأفل فسلام الله عليكن مابقي الليل والنهار….

You might also like