في أسبوع الشهيد ، تحية إجلال وإحترام للمعلم المجاهد .
إب نيوز ٢٣ يناير
بقلم د.يوسف الحاضري
سيستغرب الجميع عندما يقرأون العنوان وكيفية الحديث عن المعلم في أسبوع هو خاص بالشهيد ، نعم هو اسبوع خاص بالشهيد ذلك الذي قدم أعظم تضحية وقربان يمكن أن يقدم لله وهو الروح ، فتقديم الروح والنفس لله حبا فيه واستجابة لدعوته وسعيا لضيافته لا يضاهية أي تضحية وأي استجابة مهما عظمت ، ولكن دعونا ننظر إلى الموضوع من جانب آخر سنجد ان هناك ذرية ضعفاء تركوهم هؤلاء الشهداء خلفهم يتمثلون في ابناءهم (ابناء الشهداء) والذين فقدوا سندهم التربوي والتعليمي والتوجيهي لهم المتمثل في (أبيهم) وهنا برز لنا (المعلم) ليتقمص قميص الأب والمعلم والمربي والموجه بتلك النفسية الراقية والواعية والمدركة لحجم مسئوليتها العظيمة التي هي ملقاه على عاتقها في ظل هذه الظروف ، فشحذ سلاحه (القلم) واحتزم بجعبته (الكتاب) وأنطلق إلى مترسه (المدرسة) فرابط فيها منذ 4 سنوات غير آبه على الإطلاق بتحزب الأعداء عليه من كل جانب سواء كانت تلك الأسلحة التي تلقى عليه (قطع الراتب ) والذي مازالت دول تحالف العدوان تمطرهم يوميا دون توقف منذ 28 شهرا ، او كان السلاح التي توجه نحوه (التضليل النفسي والفكري) الذي مازال يصب عليهم صبا منذ 44 شهرا ، فلم يأبهوا ولم يستكينوا ولم يضعفوا بقوة وصبر وثبات خاصة وهم أرباب الفكر والوعي ومن غير المعقول أن يكون منوري العقول والقلوب والافكار ضحايا لمضلليها خاصة ومن يمتهن التضليل هم اكثر الناس ضلالا وتيهانا .
المعلم الذي بمجرد ان سمع داعي الله يقول (إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) لم يتوان لحظات في الأستجابة لله مستنفرا كل طاقته وامكانياته وفكره ووعيه وماله سواء راتبه الذي لم يؤثر إنقطاعه الدائم على انطلاقته فأعتبرها جزء من (جهاده المالي) فأرسلوا خلال 4 سنوات رسائل قاتله لكل تحالف العدوان ان اليمن تعليميا سيبقى في خير وستستمر العملية التعليمية في الإنطلاقة ولم يكن لهذا (الإنجاز الحربي) ان يتحقق ولهذا (السلاح البالستي) ان يصنع ويصيب هدفه لولم يقم عليه هؤلاء المعلمون بهذا الصبر وصدق الله العظيم عندما تكلم عنهم (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين) وكلما اشتد عليهم الحصار والحرب وازدادت فاقتهم وحاجتهم رفعوا ايديهم قائلين(وما كان قولهم إلا ان قالوا ربنا افرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين) ومنتظرين العقبى من الله جل وعلا وقريبا جدا سينكسر هذا العدوان وسينتصر اليمن ومعلموا اليمن وكل ابناء اليمن وسيحصدون ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة (والله يحب المحسنين).
نعم بالفعل ، اي إحسان يفوق إحسان المعلم والطبيب (بإستثناء المحسنون في الجبهة المرابطون والمقاتلون هناك) فالمعلم يحسن إلى ابناء المحسنين عندما يقدم له العلم والتربية والتهذيب بدون أي مقابل إلا وفاء لوفاءهم ، فعندما نتكلم عن عشرات الآلاف من ابناء الشهداء يتلقون العلم والتربية على ايدي هؤلاء المحسنين فنحن نتكلم عن ذلك الإحسان الذي يرضى الله عنه ولأننا في اسبوع الشهيد يجب ان نشيد بهذا الدور العظيم الذي يقدمه المعلم لابناء الشهداء ايضا ذلك الدور الذي يقدمونه دعما للجبهات واسنادا للجبهة الخلفية للجبهات الأمامية وهو جبهة استقرار المجتمع من الجانب التربوي التعليمي وستذكرون ذات يوم بعد سنين وأنت أيها المعلم تتحدث مع أبنا لك او حفيدا عن هذه اللحظة الزمنية العظيمة من التاريخ البشري فتسرد له ذلك الدور العظيم الذي قدمته في التصدي لهذا العدوان في معركة التاريخ ليكون لأبنك او حفيدك مادة افتخار يسردها كل وقت وحين متفاخرا ان يكون مجيئة للدنيا من صلب (مجاهد) ومرابط وصابر وانسان كان له بصمة واضحة وناجحة في كسر هذا التحزب العالمي .
ما أعظم ان نتذكر هذه التضحيات العظيمة التي ساهم فيها كل ابناء اليمن ونحن في اسبوع اعظم التضحيات (اسبوع الشهيد) فالأنتصار هو خليط من التضحيات المتنوعة والمختلفة ، فهناك من ضحى بنفسه وماله ، وهناك من ضحى بماله ، وهناك من ضحى بنفسه وهناك من ضحى بأبناءه ومسكنه وتجارته وغير ذلك ، والمعلم جزء من هذا الخليط والذي سيواصل مسيرته في التضحية والبذل والعطاء مهما بلغ تعنت العدوان عنان السماء فسيسقط على رأسه وينكسر تحت اقلام دفاتر المعلم فيذهب جفاء كالزبد ويبقى ما يعلم وينفع الناس في اليمن ثابتا شامخا مرددا مرة أخرى (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا ) .
شكرا للمعلم وشكرا لصبرك ورباطك وثباتك وجهودك واستمرارك في العطاء والبذل رغم استمرار العدوان في قطع راتبك في شهره ال27 دون ان يؤثر قيد أنملة على مستوى اداءك وبذلك وعطاءك ، وإن وجدنا هناك متخاذلين ومثبطين ومرجفين ومتثاقلين إلى الأرض فهذه سنة حياتيه لامثال هؤلاء المنافقين ومرضى القلوب حتى من اولئك الذين كانوا حول الرسول صلى الله على وآله وسلم ومازالوا يرددون ما كان يردده اجدادهم المنافقين (قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا ، أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رايتهم ينظرون إليك كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد أشحة على الخير ، اولئك لم يؤمنوا فأحبط الله اعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا) وهؤلاء لن يظروا الله والمؤمنين شيئا ولت يظروا الا انفسهم ونسلهم خاصة عندما يعرف احفاده ان أباهم كان من هذه العينة التي سيستحون امام نظراءهم عندما يعرفون انهم من نطفة نجسة وخبيثة ومتنتة لم يكن لها يد ايجابية في هذه المعركة معللين ذلك بما يسمى (الراتب) والذي لو كان الراتب سلاحا فتاكا كنا رأيناهم ماتوا من انقطاعه خاصة ونحن نتكلم عن اكثر من 800يوم من انقطاعه ولا يموت الا من انقطعت عزته وكرامته وحريته ورجولته وشهامته وشموخه وإنسانيته .