و لأمّهات الشّهداء حديث .
إب نيوز ٢٤ يناير
في جولة لقلم الحقيقة الذي استقى حبره من فيض أرواح نساء فاضلات و أمهات مربّيات لأصدق الرّجال عهدا مع اللّه ، و أعظمهم بذلا و من سوى الشّهداء الذين قضوا مدافعين عن عقيدة وأرض و عرض، مَن سواهم الأشرف و الأطهر و الأصدق ؟ !
حطّ ذلك القلم عصا سفره ليوثّق عنهن كلمات ( بمناسبة الذكرى السّنوية للشّهيد) من قلوبهنّ التي أشبهت الطّيور المهاجرة التي لا تنسيها الحياة بزخمها و زحمتها وكفاحها فلذة كبدها فلا تكتمل سعادتها إلّا بذكره ، و لا تقرّ عينها إلّا بأن تمتلئ من صورته لتقرئه السّلام ، وهي تعلم بما علّمها هو قبل رحيله إلى ربّه أنّه ما مات لو استشهد، فلا تبكيه بل تزغرد ، و تفرح ، ولا تحزن ، و قد عرفت و آمنت بأنّه مضى في سبيل اللّه على الصّراط المستقيم لا منحرفا لنساء ، و لا طالبا شهرة ، و لاقاصدا منصبا ، و لامنتظرا شكرا من بشر ، مضى محبّا بائعا للّه روحه و قد أحبّه خالقه و قَبِل بيعه فانتقاه شهيدا و منحه جائزة الحياة الأبدية حيث و قد قال ( تعالى ) : ” و لاتحسبنّ الذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون” ،
نعم : كان لقلم الحقيقة حديث مع بعض من أمهات الشّهداء اللاتي تنوّعت أساليبهن بتنوع ثقافاتهنّ و مرجعيّاتهن و بيئاتهن النّفسيّة ، و…الخ و لكنّهن جميعهن توحّدن في قيمة واحدة و هي : الإصرار على الثّبات و كان في نبرات أصواتهنّ و حروفهن عنفوان جعل إيماني و يقيني بأنّ هذا الشّعب من بين شعوب العالم هو الذي وصفه اللّه بالقوّة و البأس الشّديد ، و بأنّ هذه القوة و البأس لو لم يرضعها أولئك الرّجال مع حليب أمهاتهم و هم في المهد ما كانوا عظماء قدر انتقاء اللّه لهم و منحهم هاتين الصّفتين ،
نعم: هم عظماء من عظيمات ، _ فهذه أمّ الشّهيد: إسماعيل المحاقري في رسالتها (كأمّ شهيد ) تقول :
“اللحظة مفصلية ، و الوقت وقت عمل ، ولا مكان للتّخاذل و لا وقت للّامبالاة ، فلتمضِ المرأة مجاهدة بالمال و الولد و الكلمة الواعية ، فلا تثبّط زوجها و بنيها عن الجهاد و لتدفعهم إلى ساحات البطولة ليكملوا مسيرة الشّهيد الذي انطلق مع اللّه وباع للّه و كسب البيع ، فهنيئا له و لكلّ الشّهداء “.
_ و هذه أمّ الشّهيد: محمّد علي كُريش تقول : ” الشّهادة نعمة من اللّه كرّم بها الشّهداء الذين ساروا دفاعا عن العقيدة و الأرض و العرض ، فهنيئا لهم و هنيئا لكلّ أمّ قدّمت فلذة كبدها في سبيل اللّه “.
_و هذه أمّ الشّهيد : محمّد المهدي توجّه ثلاث رسائل أولاها للشّهداء ، و ثانيتها للأعداء ، وأخيرتها للسّيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي، تقول في الأولى : ” الحمدللّه الذي وفّقني فكنتُ أمّ شهيد و أفتخر أن ربّيت مجاهدين ، و منهم الشّهيد الذي أقول له و لرفاقه : أنتم العظماء من نلتم ضيافة أبدية عند مليك مقتدر ، و نحن السّائرون على خطاكم ، و المحافظون على دمائكم الزّكيّة بمحافظتنا على النّهج القرآني و نشر هدي اللّه ” .
و أمّا الرّسالة الثّانية لها فتوجهها للأعداء قائلة : ” وكما قدّمنا فلذاتنا في سبيل اللّه شهداء سنستمرّ في دعم المجاهدين بكلّ ما نملك من مال و جهد و توعية و نشر ثقافة القرآن، و سنتحصّن ضد حروبكم الباردة و النّاعمة التي تستهدفون أكثر ما تستهدفون بها شريحة النّساء ،لكنّنا سننشر الوعي و سننتصر على حروبكم بكلّ مسمياتها “.
_ و للسّيّد القائد العَلَم الطّاهر / عبدالملك بن البدر الحوثي : ” نحن نفتخر و نعتزّ و نحمد اللّه أنّنا تحت إمرتك و قيادتك التي أعزّتنا بعزّة اللّه و عزّة القرآن الكريم ، و نحن نقدّر نعمة قيادتك و سندفع برجالنا لجبهات العزّة ، و نعدّ القوافل لأسرّ الشّهداء، و سننتصر بإذن اللّه”.
_ و توجّه أمّ الشّهيد: مروان يحيى دومان للأبطال المجاهدين رسالة تقول فيها : ” اثبتوا ، و رابطوا ، و داوموا على تطبيق برنامج رجال اللّه ، و لكم النّصر المبين ”
كما تقول للشّهداء : ” هنيئا لكم و قد رفعتم رؤوسنا للسّماء ، و هنيئا لكلّ أمّ قدّمت فلذة كبدها في سبيل اللّه دفاعا عن العقيدة و الأرض و العرض، و نحن على نهجكم لن نحيد ”
كما تقول للعدوان : ” نحن صامدون ، مدافعون عن ديننا و أرضنا و عرضنا ، و لايمكن أن نتنازل لو مابقي من يخبّر في الدّنيا هذه ، و ما معنا إلّا النّصر أو الشّهادة” ،
و تكمل رسالتها بدعواتها بالنّصر للأبطال ، و بالحريّة للأسرى ، و بالشّفاء للجرحى .
_ و أخيرا تبعث أمّ الشّهيد : أحمد عبداللّه السّلطان رسالتها فتقول : “أفتخر و أعتزّ بأن فاز فلذة كبدي بالشّهادة في سبيل اللّه، و هو حيّ يرزق ، و صحيح أنّ الفؤاد مفارق له لكن ( سبحانه ) عصّام القلوب ، و أسأل اللّه أن ألتقيه في مستقرّ رحمته ، و رسالتي لكلّ أمّ و أبّ : أن يدفعوا أبناءهم للجهاد في سبيل اللّه، و أقول للذين لازالوا في صفّ العدوان : عودوا لكتاب اللّه و للوطن ” .
و هذه نهاية مقالات أولئك العظيمات أمّهات العظماء، و حقّا و صدقا و عدلا فــ : شهداؤنا عظماؤنا ، و السّلام .
أشواق مهدي دومانخ