ضيوف الرحمن !
إب نيوز ٢٥ يناير
*كتبت/إكرام المحاقري
لا من أجل شئ وإنما من أجل الله وحده بذلوا نفوسهم وضحوا بدمائهم واختصروا أجآلهم والتحفوا الأرض، وعانقوا الجبال وقبلت أقدامهم الحافية الرمال ، وساندتهم الحجارة متجندة لنصرة القوي الجبار.
وظللتهم السماء بسقفها وأنارت لهم الظلام بنور قمرها ، وأدلتهم على الطريق ببريق نجومها ، أولئك هم “ضيوف الرحمن “.
لم يهنوا ولم يكلّوا ولم يملّوا ولم يتراجعوا خطوة واحدة إلى الورى وهم يواجهون شراذمة شاذون عن الدين وعن الطريق القويم.
ضحوا بدمائهم الزكية وأحيوا بها أمة كانت ميتة تحت سطوة الظلم والإستكبار ، وهدوا بدمائهم أمة تائهة في دياجير الظلمات ، وحركوا بنهر دمائهم نهج القرآن ، وجعلوا منه كتاب حق منتصراً مهيمناً على كافة تفاصيل حياتهم .
هم الصادقون حقا ، هم الطاهرون طهرا ، هم الثابتون في وجه الطغيان ، وهم الأنصار وحواريو آخر الزمان ، وهم خليفة الله في أرضه ، بل هم أولياء الله وأحباؤه.
هم القانتون المسبحون والمستغفرون والخاشعون، هم من خشعت الأرض من خشيتهم وتلألأت السماء نورا من نورهم ، وتعلمت الجبال الراسيات معنى الثبات والصمود منهم.
هم المجاهدون المقاومون ، هم صفوة الله من عباده ؛ إختارهم وها هم اليوم ضيوفاً بجواره.
أخلاقهم راقية ، كلمتهم طيبة ، ثقافتهم قرآنية، أهدافهم في الحياة نورانية، نفوسهم زاكية ، دماؤهم عطرة طيبة طاهرة ، هم الشهداء الأحياء.
يعجز اللسان عن وصف مواقفهم ، لم يرتقوا إلى جوار ربهم إلا بعد تنكيلهم بالعدو تنكيلا . دحروا الأعداء وصدوا الزحوفات ، وكسروا غرور المحتلين وغطرستهم . ومرغوا أنوفهم في تراب اليمن ، وملأوا الصحراء من جثث الحاقدين ، فاصبحت متضايقة منهم لأنهم رجس من الشيطان الرجيم.
حفتهم الملائكة الأبرار ، وفرشت لهم أجنحتها سبيلا ممهدا كمعراج من الأرض إلى السماء ، وزفتهم إلى جنة المأوى عند سدرة المنتهى ، حيث لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
حقا هم ضيوف الرحمن “أحياء عند ربهم يرزقون” عند الله في ضيافته ورعايته وإحسانه مستبشرين بمن بعدهم ، وفرحين بما أتاهم ربهم.
إنتصروا بدمائهم على قوى الإستكبار ، وتجلت الحقائق بدمائهم فأصبحت واضحة وجلية لكل من لا يفقه من هم حزب الله ومن هم حزب الشيطان.
هؤلاء هم “ضيوف الرحمن” {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (آل عمران-170)
#الذكرى_السنوية_للشهيد