بــقـــلـــم الـــحــــزن أكــــتــب..
إب نيوز ٢٧ يناير
بقلم / إقــبــال جــمــال صــوفــان
أيتها الحروف دعيني أدونك بمداد يتلون من ترح يشد ساعدي كي أخط كلمات لفتاة صعداوية رحلت إلى السماء بغارة جوية إستهدفتها وهي بعمق بستان مران الأخضر…
” أفراح مفرح ” أسم يجمع كل معاني البهجة والسعادة والسرور لفتاة من مواليد صعدة الإباء تعيش حياة متواضعة في منزل بسيط يتسع فقط لها ولنعجتها التي ترعاها خرجت أفراح ورفيقتها النعجة صباح يوم الأحد لتجمع بعض العشب وتعود إلى منزلها ولكنها في هذا اليوم لم تعلم أنها ستحث خطاها نحو طريق الإستشهاد لم تعلم أنها ستفارق رفيقتها بهذه السرعة القصوى فوجئت أفراح بغارة جوية غادرة أدت إلى فصل رأسها عن جسدها وتقطعت أوصالها قبل أنفاسها فزرع العشب التي كانت تستجمعه منذ الصباح في جوف بطنها وكأنها تقول لرفيقتها لاتخافي فقد أمنت غذاؤك في أحشائي، جلست النعجة إلى جانب أفراح وقد فقدت جزء من وجهها متسائلة ماذا حل برفيقتها؟! ولكنها لم تجد جوابآ من أفراح سوى بسمة إرتسمت على محياها فتجلت ملامح الوداع الأخير بينهما بإغماض أفراح جفون عينيها الممتلئة بدموع الفراق.
لقد فاضت عواطفي تجاه كل شيء عند مشاهدتي لأفراح ورفيقتها وأيقنت أننا فعلآ في دار فناء لا دار بقاء وأدركت أن هنالك قدرآ من المعاناة لايمكن تجنبها وأن الحياة مكونة من خسارة وألم وفراق ومن موت ايضآ ويجب علينا أن نعلم أنه عندما ترمينا الحياة بمساوئها سنصبح أقوياء تجاهها من دون أن نبذل جهدآ كبيرآ في ذلك ففي نهاية المطاف تظل الطريقة الوحيدة للتغلب على الألم هي تحمل ذلك الألم فالحياة سلسلة غير منتهية من الآلآم ولكن لابد أن نتذكر دائمآ أن للآلآم غاية لابد من الوصول إليها….
وفي الأخير ماأنا إلا قلم وصف ماوجده في مران الصمود مذكرآ العدو….بقوله تعالى :
(بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ)
[سورة التكوير 9]