الأبعاد الإستراتيجية للعدوان على اليمن !
إب نيوز ٣٠ يناير
مصطفى حسان
ماذا تظنون كيف سيكون الطريق الى الحل لحرب أشترك فيها أكبر تكتل دولي ودول عظمى ذات قوة إقتصادية وعسكرية على شعب أعزل فقير وبهذة الهيلمانة هل تعتقدون إنها من أجل عودة شخص واحد هوا عبد ربه منصور هادي كما يدعون الرئيس الشرعي وهل هذا الشخص يستحق أن يأتي الكون بأكمله من أجله المنطق والعقل لا يقر بهذا .
من جانب أخر أطلقوا عذر أخر لمنع التمدد الشيعي الإيراني وهذا يدل على مستوى التأرجح في تناقض الأعذار وتنقلها من مبرر الى أخر وهذ التأرجح كان بسبب طول الحرب الذي كان من المفترض أن تحسم المعركة خلال أسابيع محدوده أو في أسؤ الأحوال من شهرين الى ثلاثة بناءً على حساباتهم والعوامل التي وفروها من تحالف خليجي وغربي وأمريكي صهيوني بكل مقومات هذا الحلف المالية لأثرى دول العالم ( النفطية ) والقوة البشرية ( القوات المقاتلة من جيوش رسمية وعناصر القاعدة وداعش من جميع أصقاع العالم ) والدعم اللوجستي بما يمتاز به من أحدث التقنيات التكنلوجية في عمليات التجسس التي تتميز بها وبخبراتها الطويلة في هذا الميدان هي ( أمريكا وإسرائيل ) وأيضاً القوة التسليحية للتحالف المتطوره من طائرات وصواريخ وبوارج حربية ومعدات عسكرية عالية الدقة والمتانة المقاومه للهجمات الصاروخية المستورده من كبار الدول المصنعة في العالم لحسم المعركة في هذه الفترة الزمنية المفترضة ولكن نتيجة لفشلهم طالت فترة الحرب وكشفت الكثير من الأوراق ومنها تلك اكذوبة تلك المبررات التي فضحت بشكل سافر أمام الرآي العام العالمي الذي أفسح المجال لكبار المحللين السياسيين في العالم الذين قاموا بدورهم بإستخدام حنكتهم التحليلية الناجمة عن خبرات طويله في هذا المجال في تحديد الأهداف الحقيقية لهذا العدوان المهول بمستوى عالي من الدقة والواقعية الذي أثبتوا فيها بأن هناك أهداف من وراء الكواليس هي الأهداف الحقيقية من هذا العدوان تنفي ما وضعة التحالف من أهداف ضبابية ملبدة بالكثير من الملابسات والوهم والمطويه بكثير من الألغاز الإستراتيجية بعيدة المدى لمخططات قادمة فضحتها المستجدات الجديدة على الساحة الخليجية والعربية من زيارات علنية لكبار المسؤلين الإسرائليين لدول خليجية الذي يمثل بداية الطريق للمشاريع الصهيوأمريكية والغربية للتشكيلة الجديدة للشرق الأوسط في ( التطبيع الإسرائيلي الخليجي + صفقة القرن + حلف الناتو العربي + إزالة المفهوم السابق بالصراع العربي الإسرائيلي وإستبدالة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني بمعنى أنه لم يعد شأناً عربياً وإستبدال العدو الإسرائيلي بعدو وهمي شيعي إيراني مجوسي قامت بالإعداد له عقائدياً في المنابر الوهابية للملكة بني سعود ) .
فلما طفت على السطح جريمة مقتل الصحفي جمال حاشفجي ( التي جعلوها لغزاً محيراً كقصة بقرة بني إسرائيل ) في مقر قنصليتها في تركيا وتداول تسجيلاتها وصورها وفيديوهاتها إستخباراتياً وإعلامياً أثارت ضجة إنسانية وإنقسامات داخليه سعودية وأمريكية دفعت بالمنظمات الإنسانية والحقوقية لإعادة النظر في الجانب الإنساني المريب الذي يتعرض له الشعب اليمني طوال حرب منسية أربع سنوات وكان من نتائجها أيضاً تقريراً لمؤسسة ( أتلانتك كانسل ) بأن الكونكرس يجب أن يضغط على ترامب بتقييد المساعدات العسكرية للسعودية في حربها على اليمن كونها الأمل الوحيد في إنها هذه الحرب . مضيفا بأن تهديد السعودية بإيقاف الدعم العسكري إذا لم تقوم بإيقاف الحرب على اليمن من شأنة أن يفسح المجال أمام حل شامل لجميع الأطراف فهذا هوا المنطق والواقع التي توصلت إليه كل المؤسسات والهيئات الإستشارية السياسية في دور العدوان المدعوم من أمريكا في صناعة حرب اليمن وإطالة أمدها .
كما ذكر التقرير بأن إدارة ترامب بإفساحها المجال لولي العهد السعودي للإفلات من تداعيات مقتل خاشفجي ومحاولة تظليل المنظمات الإنسانية والحقوقية والتغطية على جرائم قتل المدنيين في اليمن يمنح ولي العهد فرصة لإطالة أمد الحرب في اليمن وهذا يكشف بدوره المخطط الإستراتيجي الغربي الصهيوأمريكي في تمزيق اليمن وتقسيمة الى دويلات تحت مسميات ( أقاليم + حكم ذاتي ) ليتمكنوا من السيطرة على أهم الممرات وعلى ثرواته .
إدارة ترامب وفي محاولة منها لإرضاء منتقدي سياسته مع السعودية أوقفت تزويد طائرات التحالف بالوقود التي تقودها السعودية والإمارات وما إذا كانت مرضية للكونجرس الذي يدعوا الى وقف الدعم العسكري بالكامل الذي سيضع إدارة ترامب في موقف محرج أمام تنفيذ مشروعة لمواجهة إيران المتمثل بالناتو العربي المكون أساساً من الدول الخليجية السعودية والإمارات والعربية مصر والأردن وهذا سيكون ممتلكاً لعدة مقومات ( مالية وتكنلوجية السعودية والإمارات ) ( قوة عسكرية وبشرية في مصر ) قادرة على مواجهة إيران لكن من الواضح إن تفكير ترامب وحساباته كانت جنونيه ولأنها جائة مستندة لحسابات تجارية تتسم بالمغامره وفقاً لخبرته كتاجر والمتعارضة تماماً مع الحسابات السياسية وواقع القوة في الميدان التي تشير الى تعثر قوات التحالف عسكرياً ولن تكون لها نهاية محدد ولن تحقق أي نتائج ملموسه سوى مفاقمة الأوضاع الإنسانية وتدمير البنية التحتية لليمن أما بالنسبة للحوثيين فلن يتمكنوا هزيمتهم أو القضاء عليهم بل العكس من ذالك فهم من الجانب العسكري يزدادون قوة ويزداد إرتباطهم بالعدو الإستراتيجي لهم المتمثل بإيران ويزداد نفوذ القطب الأخر المتمثل بروسيا الذي سيملئ الفراغ الذي ستتركه أمريكا وهذه هي الحسابات السياسية المستقبلية البعيدة عن الحسابات التجارية