يمانيون إلى الكويت لم يعبروا طريقاً واحداً، وَلكن عبروا طريقين مختلفين !!
إب نيوز |21 | إبريل.
الشيخ عبدالمنان السنبلي
غادر الوفد اليمني مطار صنعاء حاملاً معه مشاعر وَمعاناة الشعب اليمني العظيم طوال أكثر من سنة من القصف وَالقتل وَالتدمير جراء العدوان الكوني الغاشم، إلا أنه في نفس الوقت متسلحاً بصمودٍ أسطوريٍ لشعبٍ لم ينكسر أو ينحسر أذهل العالم ؛ العدو قبل الصديق..
لم يغادر حاملاً في جعبته مشروعاً فارسياً أو روسياً أو حوثياً أو عفاشياً كما ظل يُروج له طيلة أكثر من عام على قنوات الدجل وَالعهر الإعلامي التابعة لقوى العدوان، وَإنما غادر وَهو يحمل مشروعاً وطنياً جامعاً يلخص الحالة اليمنية بكل تفاصيلها وَتشعباتها.
لم يُغادر أيضاً باحثاً عن طوق نجاةٍ أو حبل إنقاذٍ ينتشل به فريقاً بعينه أو حزباً بذاته، فليس ثمة غريقٌ هنا أو مأزومٌ في ظل هذه الرغبة الشعبية وَالجماهيرية الجامحة وَالعجيبة على البذل وَالتضحية وَالاستمرار في مواجهة قوى البغي وَالإجرام العالمي، وَإنما غادر طامعاً في إقناع أولئك المارقين من بني جلدتنا على العودة إلى أحضان الوطن وَلملمة جراحه لعلهم يهتدون…
لم يغادر كذلك ليبحث هناك عن شرعيةٍ لم يجدها هنا، وَإنما ليثبت للعالم أن لا شرعية لأحد سوى شرعية الشعب، شرعية الملايين التي خرجت وَتخرج كل يوم رافضةً للعدوان وَحاضنةً للجيش وَاللجان الشعبية المدافعين بكل شجاعةٍ واستبسال على حياض هذا الوطن.
لم يغادر أصلاً لاهثاً وراء فتاتٍ قد يلقى عليه من هنا أو هناك في ظل شعبٍ لديه الاستعداد اللامتناهي على الجود وَالعطاء واقتسام كسرة الخبز بينهم، وَإنما غادر ليعلن للعالم أن كرامة وَحرية وَاستقلال هذا الشعب العظيم المقدام لا يمكن أن تُشترى وَلو بأموال الدنيا وَكنوز الأرض …
على الجانب الآخر..
وصل منذ ايام الوفد الذاهب للكويت من الرياض حاملاً معه مشاعر الإحباط وَالمأزق الذي وصلوا إليه بسبب عدم تمكن أولياء نعمهم وَقَاتِلو شعبهم من تحقيق ما كانوا يحلمون به وَهماً في رفع العلم اليمني في (مرّان) وَنزع العلم الإيراني من هناك بحسبهم !!
لم يصل حاملاً معه مشروعاً يمنياً، وَإنما يحمل مشروعاً سعودياً تآمرياً بامتياز يحاولون من خلاله الإبقاء على اليمن مرتهناً للإرادة الملكية السعودية حتى وَلو أدى ذلك إلى فناء الشعب اليمني وَتشظي وَحدته وَأرضه…
لم يصل أيضاً طلباً وَطمعاً في وقف العدوان على وطنهم وَشعبهم، وَإنما وصل في مهمةٍ محددةٍ تتمثل في البحث عن مخرجٍ للسعودية وَتحالفها من المأزق وَالمستنقع الذي أوقعوها فيه جراء عدوانهم على اليمن.
لم يصل كذلك بحثاً عن كل ما من شأنه فك الحصار عن شعبهم وَرفع معاناتهم، فهذا الأمر لا يعنيهم طالما وَهم وَعائلاتهم ينعمون بالأمن وَالأمان الغذائي وَالمعيشي هناك في ضيافة من ذهبوا ليفاوضون لعينيه وَلأجل مصلحته، وَإنما وصلوا الكويت ليضعوا العوائق وَالعراقيل لعلهم بذلك يطيلون من أمد العدوان وَإحكام الحصار على شعبهم.
هكذا هي الصورة الظاهرة لحقيقة الوفدين من خلال عامٍ وَنيفٍ من العدوان وَكذلك تجارب سابقة أوضحت ذات الصورة، وَأمام هذين الوفدين وَالمشهدين فإن الشعب اليوم قد بات على دراية وَمعرفةٍ تامة بمن يحق له أن يمثله وَيتحدث بإسمه وَمن لا يمثله.