مابين عذاب أليم وبذل عظيم عاش حمزة مبارك..
إب نيوز ٧ فبراير
بــقــلــم/ إقــبــال جــمــال صــوفــان
“حمزة علي داحش مبارك”أحد مجاهدي الجيش واللجان الشعبية الذي إنطلق للجهادِ في سبيل الله ولم يخشَ لومة لائم مضى في دربِ الجهاد باذلً لروحهِ ودمه واثقً بوجود الله معه مُعينً وهاديً ونصيرآ وقع حمزة أسيرآ في قبضةِ من لا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمّة وتم حبسهُ في سجنِ”خميس مشيط ” تلّقى شتى أنواع التعذيب الموجع من قبلِ أعداء الإنسانية فتم تقطيع أصباع كفّيهِ واحدة تلو الأخرى وتلاها أصابع قدميه ولكن هل مرة واحدة فقط؟! وهل في وقت واحد؟! لا وإنما تدريجيآ يومآ بعد يوم جعلوه يتقطع ويتمزق ألمٌ نابعٌ من أوساطِ أحشائهِ المنهكة ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالمشي ذهابً وإيابً فوق قدماه المبتورتان وهم مُرتدون البيادات العسكرية إستمتعوا وأستلّذوا بالوجعِ الذي ضم أطراف حمزة ولكن آية من آيات اللهِ كانت تجول في خلدهِ وتتردد بهمسٍ خفي ّعلى لسانه آلا وهي :
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
[سورة المائدة 33]
لابد لهم من يوم تتقطع فيه أوصالهم قبل أنفاسهم فاليوم هاهنا دنيا وغدآ أيها المجرمون هنالك آخرة وصدق الله القائل :
(فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ)
[سورة هود 39]
كما أصدروا عبارات الإرهاب والتخويف لحمزة بقولهم له وهو يتلو آيات الله : الحكم صدر بالشنق، الحكم صدر بحد السيف اليوم هو يوم قطع رأسك إستعد !! فيرد عليهم قائلآ :
“”ماكــتبــه الــلــه لــي فــأنــا ألــقــاه “”
أيضآ لايوجد لديهم إنسان يرتاح لأنهم لم يسمحوا لحمزة بالتمددِ أو الراحة لبعض الوقت وإنما ألزموه بالجلوس يوميآ من الساعة الثانية فجرآ وحتى الساعة التاسعة ليلآ فـــ أي حرقة ؟! أي صرخة؟! أي دمعة؟! أي غصة؟! ستفيّ حق حمزة في تحمّله لكل تلك الأوجاع التي باتت تصرخ من شدة تكدسها؟!
لقد جرعوه مرارة تمزق خيوط الأنسجة حتى وصلوا إلى أعمق نسيج يتصل بخلاياه الجسمية الطاهرة إنهم أناس تحولوا إلى حيوانات جامحة لا ترحم أحدآ هدفهم إثارة الفتن لأجل ضياع الأمة وشتاتها تغلفت قلوبهم بالحقد ومُلئت أرواحهم بالخبث لأنهم كلاب مسعورة ظهرت على حقيقتها ليسو بشرآ بل شياطين بلباس الآدميين أصبحوا مقرآ لإبليس في أجسادهم ألا ليت سواعدهم شُلت وأفواههم بكمت وأبصارهم عميت وأسماعهم صمت فيصبحون
(صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ)
[سورة البقرة 18]
نعم هزلت أجسادنا وأنهمر الدمع من أعيننا وأُنهِكت أرواحنا وتفطّرت قلوبنا وجعآ عند مشاهدتنا لحمزة دون كفّيه وقدميه لقد كان هزيل في جسدهِ حزين في عينيهِ منهكٌ في ملامحهِ يسحب كلامه بصعوبة بالغة ولكنّا تفاجئنا بقوله :
“”لقد أَنفقتُ كفايّ وقدمايّ إنفاق في سبيل الله فليس الإنفاق فقط بالأموال وإنما بالأنفس والأجساد والأرواح وبكل مانملك””
لك مِنّا كل سلام أيها الحر، سلامٌ على صبرك وصمودك أمام الوحوش البشرية، سلامٌ على عقيدتك الفولاذية التي لم تلين، سلامٌ على ثقتك الإيمانية التي عَلِمت أن بعد العسر يسرآ ، سلامٌ على وفائك لقائدك ولشعبك الذي يفتخرُ بأنه ينتمي إليك أيها الشامخ الأبيّ….