ومن كسيدات الطهر فاطمة وزينب (عليهما السلام): فرادة الشخصية والعلم والوعي والإرادة .
إب نيوز ٧ فبراير
بتول عرندس
لطالما حاول الغرب أن يفرغ قيمة المرأة ودورها من مضمونه في سعيٍ لخلق مجتمعٍ ليبرالي واختراق الأسر المحافظة والمتدينة. يريد الغرب توهين المرأة وتوجيهها نحو الجهل وهو اسفافٌ مقيتٌ يمس بكرامتها وقداستها وانسانيتها.
يريد الغرب أن يحرف النساء المحافظات الملتزمات عن نهج فاطمة وزينب (ع)، الللتان يحار الباحث كلما تفكر وتدبر في عظمتيهما وهما اللتان بهما قام الدين وأثمر. فرغم الظروف الصعبة تمكنت هاتين الشخصيتين في سن الشباب المبكرة من إحداث بصمتيهما الواضحتين في التاريخ الإسلامي.
وفعلًا يعجز الباحث عن الإحاطة بكافة الجوانب العلمية والمعنوية والروحية اللتان اتصفتا بها. كلهما ولدتا في وسط الأحداث السياسة الثقيلة التي واكبت ظهور الإسلام وامتداده، فكانت حياتهما مليئتان بالنشاط السياسي والحربي والتوعوي، كذلك مرفقةً بسيرةٍ عباديةٍ وتعلقٍ وتعمقٍ بالصلاة والدعاء.
لقد كان جهادهما جهادًا نموذجيًا وكانت حياتهما الإجتماعية حياةً مثالية. كانتا البنت والزوجة والأم والمجاهدة العالمة الواعية المعلمة الحريصة على قيم الإسلام ومبادئه.
من هنا، على النساء الرساليات أن يسرّنَ بهديهما في مسيرة تهذيب النفس وصقلها وتربية الشخصية وتعليمها وتطويرها وبناءها.
مما لا شك فيه، بأن تهذيب المرأة لنفسها وتكريس حياتها للعمل الإجتماعي والأسري الرسالي، مع الحفاظ على قيم العفة والطهارة، لأمرٌ مهم ومطلوب ومقدس. فهن الكنف الحنون والمدرسة الإجتماعية الأولى.
الإسلام يريد رفعة المرأة وحمايتها من العيون المتلذذة الطائشة الشيطانية التي يروج لها المتشدقون ب”حرية المرأة.” وإنما هذا ظلم وهدم للركن الأساسي للمجتمع القوي وما توفره المرأة من جو قيمي وتربوي وروحي وعاطفي.