ثقافة الارتزاق و التّصالح مع الذّات !
إب نيوز ١٣ فبراير
في الحديث عن تصالح الإنسان مع ذاته لنتأكد أنّ المقاتل ضدّ العدوان هو أكثر النّاس تصالحا و راضيا عن ذاته و لهذا يتقدّم و ينتصر شهيدا أو مجيدا بينما العكس صحيح فالخونة يقاتلون تحت رايات متناحرة متنازعة تنعكس على و في نفوسهم معاركا تهزمهم من داخلهم ، فلا ينتصرون و لن ينتصروا ،،
و لو تصالحوا مع أنفسهم لعرفوا أنّ من يقاتل دون عرضه و أرضه فهو في سبيل اللّه و هذا الفريق هو فريق رجال اللّه الذين يلتفّون حول قائد واحد هو السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي ، و أما جنرالات و قوادو التّحالف ، أقصد : قادة التّحالف العدواني و مرتزقتهم فقد كثروا و أصبحوا كعدد دجاج جارتنا ، و تشتّتوا بين بني سعود و زايد، و ما عادت لهم هويّة ، و لا عادت لهم روح حقيقيّة فنجدهم كبيت العنكبوت و لعلّ ما يحدث خلف الكواليس من تناحر لقادة الارتزاق في فنادق و شقق المستعمرين هو أقوى دليل على تناحر أرواحهم و على فصامهم و تشتتهم ذهنيا ونفسيا و أيدلوجيا حيث يجرّم بعضهم الآخر ما يوحي بعدم تصالحهم مع ذواتهم ، فكيف لذات لا تتصالح مع من يتسمّى فيها و هو الإنسان ( الذي تتشكّل فيه ) أن تنتصر ؟!
و بالتالي : كيف لذات أن تتصالح مع من حولها و هي ( أساسا ) غير متصالحة مع نفسها ؟!
و قد شاهدتُ بالأمس نهاية حلقة الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة و لفتني كلام ذلك الإخوانجي الذي كان في المقابل مع لبناني يذوب في بني سعوزايد ذوبان الملح في الماء ، و في الاتجاه المعاكس ذلك اليمني الإخوانجي الذي تفرّقت به الطّرق و تشتّت به المواجع حين تشارك فيه أكثر من شيطان ، فهو يعترف بأنّه يوما أيّد العدوان على بلاده ، فاكتشف بغباء الإخوانجي و إحساسه البطيء أنّ الإمارات تتخلّص منهم و إن كانت إلّا مستعمرة بريطانيّة ، و المسكين يكتشف ( أيضا ) مؤخرا أنّ السعوديّة ( مستعمرة أمريكا ) هي شقيقة الإمارات ، و لهذا فقد بدا حنقه منهما و لكن في الوقت ذاته لازال يكره من يطالبه بالرجوع إلى أرضه و الالتفاف حول الوطن ووضع الكفّ على الكفّ لمواجهة العدوّ الحقيقي لليمن أرضا و شعبا ، لازال يحقد على الحوثي( قولته ) و تتناثر من بين شفتيه ثارات العقد المذهبيّة على قائدنا المغوار قائلا و محرّضا أسياده : ( بتصرف ) :
،، التحالف لم يقتل الحوثي في الصالة الكبرى ،،
،،التحالف لم يقتل الحوثي يوم قصف بثينة عين الإنسانية ،،
،،السبعين في إحدى احتفاليات الحوثي كان فيه كلّ المقاتلين و مع هذا ما قصفهم التحالف ،،
فما رأيتني إلّا أقول : ” قد اليهودي يهودي و لو اسلم ”
و الخلاصة في قوله ( تعالى ) : ” ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتّى تتبع ملّتهم ”
و هذا المسكين سبق و والى يهود الحجاز و الخليج ، و تآمر على هويته اليمانيّة التي ربطها بأربابه فاعتادت أن تكون ذليلة مستعبدة ؛ و لأنّه جرّب موالاتهم فلن يتصالح مع نفسه ، و لازالت تلك العقد في نفسه على من يدافع عن أرضه بثبات و هو في الخارج يتنطّع و يتسكّع بين أحذية حكّام الخليج يطلبهم الرّحمة و الغوث ، و حقّا : ” ما يعزّ اللّه هيّن “.
أشواق مهدي دومان