السعودية تدشن “تجمع الملكيات العربية” بدعوة العاهل المغربي لحضور القمة الخليجية.. ولكن لماذا جرى استثناء العاهل الاردني منها؟ وما هو رد الجزائر على تأكيد الخليج على “مغربية الصحراء”؟ وهل نحن على ابواب حرب جزائرية مغربية ام حل سياسي؟
إب نيوز 21 إبريل
السعودية تدشن “تجمع الملكيات العربية” بدعوة العاهل المغربي لحضور القمة الخليجية.. ولكن لماذا جرى استثناء العاهل الاردني منها؟ وما هو رد الجزائر على تأكيد الخليج على “مغربية الصحراء”؟ وهل نحن على ابواب حرب جزائرية مغربية ام حل سياسي؟
العاصمة السعودية الرياض تزدحم هذه الايام بالعديد من القمم، فهناك قمة سعودية امريكية، وقمة سعودية مغربية، وقمة خليجية امريكية، بحضور الرئيس الضيف باراك اوباما، واخيرا هناك قمة خليجية مغربية بحضور العاهل المغربي محمد السادس.
المحور الرئيسي لكل هذه القمم هو “امن الخليج”، وجعل المملكة المغربية جزء رئيسي منه، بعد ضمان الدعم المصري، في خطوة لاحياء خطة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي تحدث عنها في بداية “الربيع العربي”، لتأسيس مجلس تعاون “عربي سني ملكي” يضم الاردن والمغرب الى جانب دول الخليج الست.
البيان الذي اصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز باسمه، وباسم قادة دول الخليج اثناء استقباله العاهل المغربي، اكد ان هذه الدول حسمت امرها كليا، وقررت دعم المغرب في قضية الصحراء، وفي خلافه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الامر الذي ربما يؤدي الى احداث “قطيعة” مع الجزائر، عقابا لها على عدم تأييدها للموقف السعودي الرامي الى اطاحة النظام في دمشق، ورفضها تجريم “حزب الله” ووصفه بـ”الارهاب”، واتخاذ موقف يعادي ويدين “تدخلاتها في الشؤون العربية”.
كان لافتا ان بيان العاهل السعودي كان صريحا وواضحا في هذا الاطار، ويصدر للمرة الاولى منذ بدء النزاع في الصحراء عام 1975 بهذه القوة، حيث قال، وننقل حرفيا هنا، “نحرص ان تكون علاقة دول الخليج مع المغرب على اعلى مستوى في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية”، واضاف البيان، وهذا هو المهم والجديد “نؤكد على تضامننا جميعا ومساندتنا لكل القضايا السياسية والامنية التي تهم بلدكم الشقيق (المغرب) بما فيها قضية الصحراء المغربية ورفضا لاي مساس بالمصالح العليا للمغرب”.
بيان العاهل السعودي استخدم مصطلح “الصحراء المغربية” وليس “الصحراء الغربية”، وهذا يعني التأييد الكامل لطرح المغرب حول “الوحدة الترابية المغربية”، ودعم الشعار المغربي الذي يقول “المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها”، الامر الذي قد يحدث ازمة دبلوماسية وسياسية مع الجزائر التي ترى حكومتها ان الامور عكس ذلك كليا، وتقدم كل الدعم لحركة “البوليساريو” وموقفها المطالب بالانفصال.
العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي حظي بترحيب غير مسبوق، وان كان متوقعا، من قادة مجلس التعاون الخليجي، والعاهل السعودي بالذات، اوضح في كلمته امام القمة الخليجية الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع الذي يؤسس لمنظومة ملكية عربية، عندما حذر من مخططات مبرمجة تستهدف الممالك العربية، ومؤامرات تستهدف المس بالامن الجماعي لدول الخليج، والمغرب والاردن، ولهذا يرى ان امن الخليج واستقراره من امن بلاده، وتحدث عن “شراكة استراتيجية للتصدي لمحاولات تمزيق دول المغرب بعد نجاحها في تمزيق دول المشرق العربي”.
المملكة العربية السعودية، التي اقامت تحالفا اسلاميا، ثم تحالفا عربيا (للحرب في اليمن)، واضفت الطابع “السني” على منظمة التعاون الاسلامي اثناء اجتماع قمتها الاخيرة في اسطنبول، ها هي تضيف الى “مجموعتها” تجمعا عربيا مغلقا ومقتصرا على الانظمة الملكية، في طلاق “شبه بائن” مع كل الجمهوريات العربية القائمة.
الغريب، وفي ظل هذا التوجه، ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، استثني من الدعوة لحضور اجتماعات القمة الخليجية، رغم انه الاقرب جغرافيا وسياسيا الى دول الخليج، بالمقارنة مع المملكة المغربية البعيدة، وله حدود مشتركة مع المملكة العربية السعودية.
يصعب علينا ايجاد اي تفسير لعملية التغييب هذه للاردن عن القمة الخليجية المؤسسة للنادي الملكي الجديد، خاصة ان السيد ناصر جوده، وزير الخارجية الاردني، دعي الى اجتماعات سابقة لوزراء خارجية دول الخليج، واستدعت بلاده سفيرها من طهران للتشاور في خطوة مفاجئة، وغير مبررة، جرى تفسيرها بأنها محاولة للاصطفاف في الخندق السعودي ضد ايران.
العاهل المغربي عندما تحدث عن مؤامرات تريد المس بما تبقى من البلدان العربية، “الملكية” التي استطاعت الحفاظ على امنها واستقرارها وانظمتها السياسية لم يحدد هوية هذه الجهات مطلقا، وربما كان يلمح الى ايران التي قطعت بلاده العلاقات الدبلوماسية معها منذ سنوات.
انها “زحمة” تحالفات ومحاور اقامها العاهل السعودي الجديد في العام الاول من توليه للعرش، حتى بات من المتعذر على الكثيرين حفظ اسمائها، واللهاث خلف قراراتها، ومواعيد اجتماعاتها، والاهداف المرجوة منها، فلا بد ان هناك خطرا كبيرا يستدعي ذلك لا يستطيع كثيرون رصده او رؤيته، وهو قطعا ليس الخطر الاسرائيلي في كل الاحوال.
مشرط التقسيم الطائفي فرق المشرق العربي، وجاء الدور الآن لوصول هذا المشرط الى المغرب العربي الاسلامي، وربما يكون عنوانه جغرافيا، ويتمحور حول ازمة الصحراء، واشعال فتيل الحروب على هذا الاساس، ولا شيء مستبعد على الاطلاق، وندعو الله ان نكون مخطئين.
“راي اليوم”