نص كلمة الحوثي في مسيرة البراءة من الخونة وتمسكا بقضية فلسطين
إب نيوز. 17 فبراير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على كل هؤلاء الحشود في كل هذه الشوارع.
نحن في ختام هذه المسيرة لا نحب أن نطيل عليكم، ولكن يجب أن نصحح بعض المفاهيم، لأن هناك من يريدون فقط أن يوحوا إلينا أنّ ما حصل في “وارسو” هو التطبيع، ما حصل في “وارسو” ليس التطبيع فقط وإنما هو أكثر من التطبيع.
قال “نتنياهو” إن هذه المرحلة ـ “مرحلة وارسو” ـ أتت بعد لقاءات سرية وأدت إلى إلى اجتماع علني، نحن نقول لكم أيها الأخوة: هؤلاء الذين وقفوا في “وارسو” وقفوا من أجل التحالف، “التحالف العسكري”، لا تنسوا هذه الحقيقة التي أتوا من أجلها، لذلك لم يذهبوا للتطبيع فقط، هم قد قطعوا مسافة التطبيع وأصبحوا في مسألة التحالف، الولاية الأمريكية الإسرائيلية العربية التي حصلت في “وارسو” وليست فقط التطبيع، ليست فقط التطبيع.
عندما يقول الله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا) من؟ (الْيَهُودَ) أليس كذلك؟ ، إذن كل يهودي لا يمكن ـ بطبيعته كما حكى الله ـ لا يمكن على الإطلاق أن يتقبّل المؤمنين أن يبتسم للمؤمنين، لماذا؟ لأنه مليء بالحقد على المؤمنين، لاحظتم؟ أليس هو مقياس حقيقي لتعرف من هو المؤمن ممن ليس مكتمل الإيمان، ممن أصبح لديه خللٌ عُقدي، ممن لديه خلل في فهم القرآن الكريم، كلّما خف إيمانك تقرّبت إلى اليهود، كلما زاد إيمانك ابتعدت عن اليهود، إذن هذا هو القرآن الكريم الذي نقيس عليه إيماننا.
إذا كان لدى الإنسان شكٌ في إيمانه فانظر إلى مقياس العداء لليهود، كلما تقرب اليهود من أي دولة أو من أي نظام أو من أي شعب فاعلم بأنه لا يوجد الإيمان الكامل لدى هؤلاء، هذه حقيقة (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ).
أيضاً عندما تجد أن الاجتماع في “وارسو” أتى من أجل التحالف العسكري، عندما تكون مرحلة التطبيع هي بداية فقط للعلاقات السياسية، لكن عندما تكون المرحلة مرحلةَ تحالف فهي ما وراء وراء التطبيع، فهو ما وراء وراء التطبيع، لأنهم أصبحوا (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)، إذن هم وصلوا إلى درجة أنهم (مِنْهُمْ)، سيعملون كما يعملون، فلذلك الكثير يقول “والله الصورة واضحة، هم وضعوه، ما كان بإرادة اليماني، هم وضعوه”، يا أخي، وضعوك، أجلسوك على رأسك، كيف ما وضعوك، الأمر بسيط جداً لأنك دخلت أنت وهم في الولاية، في التحالف، وليس فقط لجلوس، الجلوس هو مهين وهو شيء رذيل، لكن الذي هو أرذل والذي هو أخس والذي هو أفظع أنك ذهبت من أجل أن تتحالف مع إسرائيل، أليس كذلك؟
وعندما يقول قائلهم إننا سنستفيد من الحدث، نحن مستفيدون من قبل هذا الحدث، لأننا نعلم أن الحرب على اليمن هي أمريكية إسرائيلية سعودية إماراتية وتحالفهم، لكن أيضاً نقول لأولئك الذين يبحثون عن مبررات: سقطت كل مبرراتكم، أنتم إذا قلتم اليوم وبرّرتم فاليماني يكذّبكم، لأنه عندما سُئِل لماذا وُضِعتَ في ذلك المكان؟ قال “لم يكن الهدف من أجل فلسطين ولم نذهب من أجل فلسطين وإنما ذهبنا من أجل اليمن”، لذلك نحن خرجنا لندين ذلك الاجتماع ولنتحدث عنه ولنقول بأن ذلك الاجتماع اجتماع أمريكي يهودي وليس اجتماعا إسلاميا.
خروجنا اليوم لنؤكد أن المسار اليماني النضالي هو مسارٌ مع الأخوة الفلسطينيين، مع القضية الفلسطينية، مع أولئك الأحرار الذين يتظاهرون في غزة، مع أولئك الأبطال الذين يقفون في القدس، مع أولئك الأحرار في كل الأراضي الفلسطينية واللبنانية، نقف إلى جانبهم بكل فخر وبكل سرور وبكل عِزّة، نقف إلى جانب الأخوة في المقاومة في فلسطين أو في لبنان خيرٌ لنا من أن نقف إلى جانب “ترامب” وإلى جانب “نتنياهو” إلى جانب “بومبيو” وغيرهم من الأشرار.
إن القرينَ إلى المقارَنِ يُنسب، فنحن نُنسب بإذن الله إلى المقاومة الفلسطينية وإلى المقاومة اللبنانية وإلى كل أحرار العالم، وهم يُنسبون إلى “ترامب” وإلى “بومبيو” وإلى “نتنياهو” وإلى كل أشرار العالم، لذلك فخر لكم أيها الحاضرون أن تنتسبوا إلى الأقصى الشريف بينما هم ينتسبون إلى البيت الأبيض، أن تنتسبوا إلى المجاهدين بينما هم ينتسبون إلى اليهود الصهاينة المعتدين إلى الأمريكيين الغزاة المحتلين، خيرٌ لكم وفضلٌ لكم ونعمةٌ لكم أنكم في هذا الخط، خط الحق خط الجهاد خط السير والنضال من أجل فلسطين ومن أجل قضايا الأمة العربية والإسلامية.
وحقيقة نقولها لهم، لم تذهبوا من أجل فلسطين ولن تذهبوا من أجل فلسطين ولن يهمكم الأقصى ولن تذهبوا من أجل الأقصى، لكنكم ذهبتم من أجل اليمن، وأمامكم هؤلاء الأبطال هؤلاء الأحرار هؤلاء الشرفاء هؤلاء الكرماء في هذه الساحة وفي كل ساحات المحافظات اليمنية وفي كل الساحات القتالية، وإذا كنتم قاتلتمونا لأربع سنوات وأنتم اليوم تعترفون بأنكم ذهبتم إلى “وارسو” من أجل التحالف مع الإسرائيليين أقول لكم، تحالفكم فاشل.
ذهبت وسائل الإعلام إلى أولئك الوزراء الحاضرين فقالوا هل ستعقدون مع (نتنياهو) جلسات خاصة؟، فتلعثمت وجوههم واختبئوا وخافوا وقلقوا لأنهم لا يوجد لديهم ثقة لا يوجد لديهم اطمئنان، أما نحن نقول يشرفنا أن نكون حلفاء للمقاومة الفلسطينية بشتى أنواعها، يشرفنا أن نكون حلفاء لحزب الله.
واسمحوا لي أيها الأخوة لنقول أيضاً للوزير البريطاني الذي قال سيجتث أنصارالله، أمامك جبال أمامك أحرار اليمن في الساحل، ووالله إني بالأمس متواصل مع أولئك الأبطال الذين لم ينثنوا على الإطلاق في الدريهمي وإن معنوياتهم تساوي الجبال، لأنهم أناسٌ باعوا لله أنفسهم، باعوا لله جماجمهم، فهنيئاً لكم يا شعب اليمن، لا يقلقنا تصريح الوزير البريطاني إنما يؤكد ما اجتمعوا من أجله في “وارسو”، أنتم تحالفتم ضد اليمن وذهبتم للتحالف مع إسرائيل ومع أمريكا في “وارسو” ليس جديداً عليكم فها هو الوزير البريطاني يقول قد نفد صبره أو كاد ينفد، أما أنتم أيها الأحرار فإن صبركم وجهادكم لن ينفد كما قال قائد الثورة حتى يوم القيامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي