من المغرب العربي إلى الهند وباكستان.. المظاهرات تستقبل بن سلمان في كل مكان
إب نيوز ١٩ فبراير
في جولته الثانية منذ جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي لم يتغير أي شيء في استقبال النشطاء السياسيين والحقوقيين في العالم لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وربما يكون الفرق الوحيد أن بن سلمان قدم هذه المرة من سقف الكعبة إلى زيارة بلدان وشعوب آسيوية تحظى فيها المشاعر المقدسة باحترام وتقدير ليس من مفرداته الصعود إلى سقف البيت المقدس.
في الهند وباكستان
نال الأمير محمد بن سلمان استقبالا على الطريقة الهندية عبر حشود كبيرة استبقت وصوله بالهتاف الغاضب والتنديد بزيارته إلى الهند، رافعة شعارات تظهر الأمير الشاب ملطخ اليدين والوجه بالدماء.
ولم تغب حقوق وظروف العمالة الهندية في السعودية عن هذا الاحتجاج، حيث ندد المتظاهرون بما يرونه سوء معاملة لأبنائهم العاملين في مختلف مدن وقطاعات المملكة العربية السعودية.
ولم تكن هتافات الهنود وهم يستبقون زيارة “رائد التحديث في المملكة العربية السعودية” غريبة عليه، فقبل ساعات قليلة كانت حشود مماثلة تردد الشعارات الغاضبة نفسها وتحمل صورا شبيهة بتلك التي حملها الهنود لتستقبل الأمير الشاب بغضب باكستاني يعبر عن حجم الاستياء الذي رافق الأمير في مختلف جولاته وكان الناظم الأساسي بين رحلاته إلى البلاد العربية والدول الإسلامية والعالم الغربي.
واختصر الأمير رحلته الآسيوية دون التوجه إلى ماليزيا وإندونيسيا، وتحدثت مصادر إعلامية عن أن ذلك عائد إلى مخاوف أمنية وإلى توقعات باستقباله هناك بمظاهرات واسعة خلال وجوده في البلدين ذَوَيْ الأغلبية المسلمة في الأرخبيل الآسيوي.
على خطى الاحتجاج
الاحتجاجات الآسيوية ضد زيارة ولد العهد السعودي ليست إلا قسيما لاحتجاجات عربية نالها الرجل في كل من تونس التي رفع فيها شعارات الرفض نشطاء حقوقيون ومحامون ونقابيون وطالبوا حكومة بلادهم بعدم استقبال الأمير الذي تشير إليه أصابع اتهام متعددة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وحصل الأمر نفسه مع الأمير الشاب في موريتانيا، حيث رفعت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني شعاراتها المنددة بزيارة الأمير بن سلمان إلى موريتانيا، كما شحذ موريتانيون عدة سلاح الشعر في هجائيات متعددة للأمير الزائر.
وفي مصر، عبر سياسيون ومعارضون عن رفضهم زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة على خلفية الشبهات بشأن ضلوعه في قضية مقتل خاشقجي.
وعبرت الحركة المدنية الديمقراطية المعارضة -التي تضم تسعة أحزاب وشخصيات سياسية بارزة- عن امتعاضها الشديد من زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة.
وفي الأرجنتين لم يكن الأمير بمنجى من حالة احتجاج واسعة خلال زيارته إلى البلد قبل نحو شهرين، فقد اندلعت احتجاجات ضده في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، كما تجمع عدد من المحتجين أمام السفارة الأرجنتينية في واشنطن لمطالبة حكومة الأرجنتين باعتقال ولي العهد السعودي.
مع بن سلمان تأخذ زيارات المسؤولين السعوديين وجها آخر، فلم تعد لدى الشعوب الإسلامية والعربية زيارة قادم من بلاد الحرمين يحمل معه عطرا من أرض الحجاز ونفحات من نسيم الحرم، ولم تعد لدى الغرب زيارة مسؤول يحمل في حقائبه مشاريع اقتصادية ضخمة، بل صارت لدى الطرفين زيارة شخص غير مرغوب فيه شعبيا على الأقل.