عـادت الـبهجة الإيـمانية لـتغذي أرواحـنا !
إب نيوز ٢٢ فبراير
بــقــلــم/ إقــبــال جــمــال صــوفــان
بينما كنتُ أستقبل أبي وهو آتٍ من المسجد بعد آدائهِ لصلاةِ المغرب والعشاء وما إن مكث بالجلوس بجانبنا إلا وقد سمعنا جميعنا تسبيح روحاني بُث عبر مكبر المسجد الذي بحيّنا فسألت أبي ماالمناسبة لهذا التسبيح؟! قال إنها ليلة الجمعة ياإبنتي ! هرعت مُسرعة ً إلى جانب نافذة غرفتي وأطفأت الأضواء وأنسجمت مع ذلك الصوت الذي كالسلسبيل في إنسيابهِ على مسمعي إنه صوت يحمل في طياتهِ الأمل الكبير والطمأنينة الغزيرة والسكينة العامة لقد شعرت بروحي مرفرفة فوق السحاب وسرحت بخيال عيناي إلى تأمل تلك القمر المنغمسةِ في كبد السماء إنها ليلة قمراء ممزوجة بنفحات من ذكرِ الله العطر أعادتني هذهِ الليلة إلى ذكريات الطفولة البريئة والطاهرة تلك الذكريات التي كانت تضج فيها كل المساجد بالتكبير والتهليل والتحميد والتسبيح في ليلة الجمعة التي تعطي معنى الحياة برفقةِ خالقها وتشعرنا بآية من آيات الله وهي قوله تعالى :
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)
[سورة النور 36]
إنها التغذية الروحية ياسادة إنها المشاعر الروحانية إنها القوة الإيمانية بعد أعوام كثيرة من الهدوء المخيف والظلام الدامس والوحشة الليلة لم نكن نسمع أي صوت للتسبيح قبل صلاة الفجر وقبل صلاة المغرب مع أننا بأمس الحاجة إليه لكن كيف أصبح حالنا اليوم وبعد أربع سنوات من عدوان سبع عشر دولة علينا ؟!! لقد بدأت الحياة الإيمانية الحقة تعود لقد بدأت المساجد تعلو أصواتها إننا نعود تدريجيآ لحياتنا الإسلامية الإيمانية اليمانية الخالصة تسابيح الأجداد عادت تآلف الناس عاد جوهر ومعدن الإنسان اليمني عاد بريقه تاريخنا اليمني القديم عاد لينسج حكاية قوامها المحبة والإخاء صنعاء المحروسة عادت مدينة سام بن نوح ظهرت إن عاصمة الروح يوجد فيها الكثير من المساجد العتيقة ومنها المسجد الكبير الذي هو أول مسجد بُني في اليمن قبل حوالي (1430) سنة إنه مسجد معمورآ بالقلوب المتعلقة به فيه (12) باب كلها تؤدي إلى الله هاهي شمس يمن الإيمان والحكمة اليمانية تشرق من جديد بحلة بهية بفضل قاداتها، علماءها ، أكاديمييها، شهدائها، جرحاها، نساءها، رجالها، أطفالها، شبابها، وشيوخها، فسلام الله على كل من عَمِل لإنجاح مثل هكذا خطوة مهمة لإنعاش أرواحنا بذكر ملك السماوات والأرض ولنكن جميعاً متعاونون بإحياء هذهِ الأجواء الإيمانية ونسير كالبنيان المرصوص جنبآ إلى جنب كل منا يسند الآخر ولنسطع بجمال المدينة الذهبية التي نعيش فيها لنُظهر تحفة الأوطان وأيقونة الدهشة صنعاء التي جاؤو معظمهم من الخارج ليسكنوا فيها فسكنت فيهم ولم تفارقهم أبدآآآ….