كَــعبــقِ الـــشْــذى فـــاحَ يـــوم مــَولـِـدُهــا..
إب نيوز ٢٣ فبراير
بـقـلــم/ إقـبـال جــمـال صــوفـان….
إنها فاطمة الزهراء بنت رسول الله وسيد البشرية خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلَّ الله عليهِ وآلهِ وسلم أمها خديجة بنت خويلد تلك المرأة التي كانت السبّاقة إلى الإسلامِ عُرفت وفيةً صادقةً مخلصةً كريمةْ بذلت كل ماتملكهُ من المالِ في سبيلِ نصرة دين الله فبشرها الله ببيتٍ في الجنةِ من قصبٍ لا نصبَ فيه ولا صخب فاطمةٌ عليها السلام الزوجة اللائقةً لمن لا يحبهُ إلا مؤمن ولا يبغضهُ إلا منافق الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام أم القمريّن السراجيّن النيّرين سيداْ شباب أهل الجنة الإمامين الجليلين المعصومين الحسن والحسين عليهما السلام إمرأة وُلِدت في بيتِ النبوةِ والرسالة فأشرقتِ الأرض بنورِ وجودها وأثمرت الأزهار من فيضِ عطائها أَمضت طفولتها في إستقاءِ ثقافة أبيها الجهادية وأكملت مسيرتها في تلقي العلوم والمعارف الإسلامية في دارِ الوصاية والولاية عبر باب مدينة العلم زوجها أمير المؤمنين علي عليه السلام فكانت العالمة والمرشدة والمربية لنساء زمانها ونساء حاضرنا ومستقبلنا بتعاليم ديننا ومفاهيمهِ وأخلاقه إمتلكت معرفة عميقة وعلم غزير كانت ذا ثقافة واسعة وبصيرة ثاقبة مضت مستنيرةَ بتوجيهات أبيها وزوجها عليهما من الله أفضل الصلوات والتسليم زهراءٌ، حوراءٌ، صديقةٌ، بضعة ٌ، طاهرةٌ، ريحانةٌ، قال فيها رسول الله صلّّ الله عليه وآله وسلم : (“يا علي إنَّ فاطمة بضعة مني، وهي نور عيني وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها ويَسُرُّني ما سرَّها”) فكانت هذهِ الجملة هي أجــمل مقولة أبــّويــة في الماضي والحاضر والمستقبل سُميت بأم أبيها لما تميزت بهِ من العطف والحنان والرأفة بأبيها وتحمّلها لأعباءِ الحياة بعد وفاة والدتها ومواساتها لأبيها حتى تُخفف عنهُ غيمة الحـزن التي تركتها خديجة الكبرى بعد رحيلها إلى جوارِ مريم إبنة عمران وآسية بنت مزاحم إن النبي إذا أراد سفراً كان آخر الناس عهداً بفاطمة، وإذا قدم كان أول الناس عهداً بفاطمة، وهذا يدل على عظيم حب محمد لإبنته ذلك الحب النقي بدموع المحبة ذلك الدلال الإيماني بكامل الحرية ذلك الحنان الأبوي بغزارةِ العطاء إن علاقة محمد ببنتهِ موضوع تأملٍ لم أَمِلُ منه قرأت عنهم وعن حياتهم سوية فكنتُ في مقام خشوع ٍ لا أرغب أن أفرغ منه فمن ذا الذي يَمِلُ من خير نساء البرية وسيدة نساء أهل الجنة ؟! إنها مدرسة في الإيمان منهج في التقوى ونبراس في الحياء قدوة عظيمة للجهادِ في سبيل الله وإعلاء كلمته ِ وصد الجبابرة والمستكبرين كيف لا ؟ وهي من أبدت رأياً معارضاً لإختيار الخليفة أبي بكرٍ بعد وفاةِ رسول الله صلوات الله عليهِ وعلى آله وتحدثت مع الأنصار وطلبت منهم أن يبايعوا عليّاً ولكن بيعة السَّقيفة قد تمت وقال الأنصار : ” خشينا الفتنة يابنت رسول الله ” فقالت : ” ألا في الفتنة سقطوا ” وفعلآ تاهت الأمة وسقطت في غياهب الفتن والضياع والتشتت بعد وفاة محمد إبن عبدالله عاشت فاطمة عشرات الأيام القليلة حتى لحقت بأبيها ممتلئة أسىً وحسرةً على ما حلَ بأمة محمد بعد رحيلهِ فدفنها زوجها الإمام علي كرم الله وجهه وقال رسالة مؤثرة لرسول الله ولكني أقتبست منها هذهِ الجملة
“أما حزني فَسرمدٌ وأما ليلي فمُسهَّدٌ إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم ٌ” حزن عميق ضم عيّنَا أمير المؤمنين بعد فراقهِ لرسولِ الله وبضعة فؤاده….
فاطمةٌ هي المثل الأعلى في العفة والحياء هي القدوة الصالحة يجب علينا السير على خطاها والتأسي بها وبأخلاقها التي بلغت بها ذروة الكمال الإيماني وعمق النقاء الروحي والفكري إننا نحاول أن نتعلم منها كامل صفاتها الحميدة الطاهرة فقد أعطت مالها وبذلت عَقدها وأكرمت بطعامها إن نساء اليمن أكثر قرباً من فاطمة الزهراء لأننا نرى المرأة اليمنية اليوم وبعد أربعة أعوام من العدوان الظالم عليها تُجسد فاطمة الزهراء بأفعالها وأقوالها وكأنها حاضرة بيننا فنراها تستقبل فلذة كبدها شهيداً بكل إباءٍ وشموخ نراها ترعى جريحها بكل وفاءٍ وحب ووداد نراها تدفع بأبنائها الأوفياء لله ولرسوله إلى جبهات العزة والكرامة والشرف نراها تكتب المقالات نراها تتحدث للقنوات نراها تعالج المرضى نراها تصنع الملابس نراها تدرس العلم نراها تواجه الصعوبات نراها تتحدى الأعداء نراها تقاوم الألم نراها تحيي الأمل نراها تتخطى الحواجز نراها تتحمل المسؤولية فسلام الله على نساء اليمن ورجالها سلام لكل الأحرار والحرائر الذين يحملون الوعي الإيماني المستقيم المتوجه إلى الهداية الأبدية التي لا إعوجاج بعدها ومن هنا ومن منطلقِ القوةِ والصمود اليماني الأسطوري نقول لأهل بيت رسول الله لذوي المكرمات والسجايا النبوية ها نحن اليوم في يمن الإيمان والحكمة اليمانية نعاهدكم أنّا على دربكم ماضون فالإسلام محمديٌ والولاء علويٌ والصبر حسينيٌ والنهج فاطميٌ والتحدي زينبيٌ والثبات زيديٌ فــ والله الذي أنفسنا بيدهِ لن نترك نهجكم هذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها….