عبدالباري عطوان : هل خلف حمزة بن لادن والده كزعيم لتنظيم “القاعدة”؟ وأين مكان تواجده حاليا؟ جنوب اليمن ام أفغانستان؟
إب نيوز ٢ مارس
عبدالباري عطوان :
هل خلف حمزة بن لادن والده كزعيم لتنظيم “القاعدة”؟ وأين مكان تواجده حاليا؟ جنوب اليمن ام أفغانستان؟ ولماذا يرصد الامريكان مكافأة لمن يقدم معلومات عنه؟
مع اقتراب الإعلان من قبل قوات سورية الديمقراطية عن القضاء على آخر خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في آخر موقعه في شرق الفرات، يسطع نجم حمزة بن لان، الابن رقم 15 على لائحة أبناء وبنات والده الشيخ أسامة بن لادن الذي اغتالته وحدة العجول الامريكية في آيار (مايو) عام 2011 عندما داهمت منزله في ابوت اباد في باكستان.
تقارير أمريكية عديدة تتحدث بكثافة هذه الأيام عن تصاعد دوره في “الحركة الجهادية العالمية”، والتحذير من خطورته باعتباره الشخص الأكثر ترشيحا لإعادة توحيد صفوفها تحت زعامته، وخاصة ما تبقى من عناصر تنظيم “داعش” وبعض المنشقين عن “هيئة تحرير الشام” (النصرة سابقا)، وحركة “احرار الشام” وتنظيمات مشابهة أخرى تتواجد على الأرض السورية.
الولايات المتحدة الامريكية كانت اول من استشعر خطر هذا الرجل، والدور الذي يمكن ان يلعبه فيما هو قادم من أيام، حيث رصدت مكافأة مقدارها مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى القبض عليه، وتبعتها المملكة العربية السعودية بإسقاط الجنسية عنه.
سعد بن لادن الذي لجأ الى ايران مع مجموعة من افراد العائلة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2001، كان المرشح الأبرز لقيادة التنظيم وتوحيد صفوفه، واعادة احيائه بقوة، خاصة انه شارك في التخطيط للكثير من العمليات، لكن مقتله بصاروخ امريكي في غارة جوية على باكستان عام 2001 أدى الى تسليم المهمة بشكل آلي الى شقيقه حمزة.
أسامة بن لادن هو الذي كشف عن مقتل سعد الذي كان متزوجا من ابنه أبو حفص المصري، ذراعه العسكري الأيمن، وبدأ اعداد نجله حمزة الذي “يشبهه” كثيرا في الشكل والمضمون، لخلافته مثلما كشفت وثائق تم الحصول عليها في منزله في ابوت اباد بعد اغتياله.
زعيم “القاعدة” الجديد المفترض حمزة، هو ابن السيدة خيرية صابر، الحاصلة على الدكتوراة في علم نفس الأطفال، والمحاضرة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، وبقيت الى جانبه في ابوت اباد حتى اللحظة الأخيرة، حيث جرى اعتقالها من قبل السلطات الباكستانية، ونقلها وافراد الاسرة الى مجمع سكني في مدينة جدة، غرب السعودية.
العارفون بخبايا تنظيم “القاعدة” يؤكدون ان حمزة بن لادن هو الاكثر تشددا بين اشقائه، وتبنيا لخط والده العقائدي الجهادي، وحث أعضاء التنظيم في تموز (يوليو) عام 2016 في شريط مسجل على مواصلة الجهاد داخل أمريكا وخارجها، داعيا الى الانتقام من امريكا “لقمعها الشعوب الإسلامية في فلسطين وأفغانستان وسورية والعراق واليمن والصومال وباقي أراضي المسلمين”، واختتم شريطه بالقول “كلنا أسامة”، وسرب تنظيم “القاعدة” خبر زواج حمزة من ابنة محمد عطا، قائد المجموعة التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ولكن دون تحديد تاريخ هذا الزواج، ونسبت صحيفة “الغارديان” التي انفردت بنشر الخبر الى السيدة عليا غانم، الزوجة الأولى للراحل بن لادن، التي تقيم حاليا في مدينة جدة مع بعض افراد اسرة بن لادن وأولاده واحفاده وزوجته الثالثة خيرية صابر، والرابعة اليمنية امل السادة.
خطورة حمزة بن لادن على الولايات المتحدة تكمن في شخصيته “الكاريزمية”، وحاسته الأمنية العالية، وقدرته على التجنيد، والرعبة القوية لديه للثأر لمقتل والده، وبات القائد الفعلي لتنظيم “القاعدة” بعد تقدم ايمن الظواهري في السن، وتوارد انباء عن مرضه، حيث لم يصدر أي بيان او تسجيل عنه منذ ما يقارب العامين.
ما زال مكان تواجد حمزة بن لادن غير معروف حتى الآن، وهناك تكهنات بأنه دائم التنقل بين المدن الأفغانية، ويحظى بحماية حركة طالبان، ومجموعة حقاني المتشددة المتحالفة مع الأخيرة والموالية جدا لتنظيم “القاعدة”، وكان يعتبر مؤسسها جلال الدين حقاني من اقرب أصدقاء اسامة بن لادن.
من غير المستبعد ان يكون جنوب اليمن مسقط رأس جده لوالده، حيث تعود أصول اسرة بن لادن (حضرموت) احد الأماكن المرشحة لتواجد حمزة بن لادن، حيث تنشط خلايا تنظيم “القاعدة” بقوة هذه الأيام في ظل انهيار الدولة وتحول اليمن الى دولة فاشلة.
عودة تنظيم “لقاعدة”، في ظل انهيار دولة الخلافة الإسلامية، وابتعاد “جبهة النصرة” عن عقيدته ومنطلقاته الأساسية، وتركيزها على الشأن السوري، حسب آراء الكثير من المراقبين، باتت اكثر قوة وخطورة في الوقت نفسه، وهذا ما يفسر حالة القلق الامريكية والغربية في رأي الكثيرين.
“راي اليوم”