منى صفوان : “أنصار الله” رأس حربة في الدفاع عن اليمن ويجب أن يشركوا الجميع في الحكم .
إب نيوز ٨ مارس
حوار/ مجدي عقبه
قالت الإعلامية والناشطة السياسية منى صفوان أن القوى الوطنية في اليمن تقف اليوم على أرضية متحركة لكنها أصبحت اكثر تنظيما وأكثر وضوحا بعد زوال الالتباس بشأن الحرب واتضاح حقيقة أنها حرب خارجية على اليمن وليست حربا داخلية .. وشددت صفوان على أن أطماع بريطانيا ودول العدوان في اليمن صارت واقعا ماثلا وأن الاحتلال في جنوب اليمن يوجب اتحاد اليمنيين ضد الغزاة وإحياء اليسار اليمني الثوري الوطني.. وتوقعت انتفاضة قريبة في جنوب اليمن والتحام القوى الوطنية في بوتقة تحرير اليمن.. واكدت ان لا وجود لمشكلة حقيقية تستدعي حربا بين اليمنيين لسنوات وأن اليمنيين يستطيعون حل خلافاتهم متى ما رفعت يد التدخلات الخارجية وأجنداتها.. وفي حين اشادت بموقف “أنصار الله” في التنبيه لما يستهدف اليمن والمبادرة للتصدي له ونجاحها في تطوير قدرات اليمن العسكرية لمواجهة تحالف العدوان، سردت بحرية مآخذها على حركة انصار الله، وما تأمله منهم في هذا الحوار:
بداية .. كيف تقرئين الدور البريطاني في اليمن لا سيما بعد زيارة وزير خارجية بريطانيا لعدن وتصريحاته المستفزة من هناك .. وكيف تجدين رد الخارجية اليمنية عليها ؟!
– أعتبر تصريح الخارجية اليمنية على لسان حسين العزي أول تصريح يمني يهدد ويهين الدور البريطاني في اليمن منذ أيام الرئيس جمال عبدالناصر، منذ أن قال عبدالناصر في تعز على بريطانيا أن تحمل عصاها وترحل عن جنوب اليمن، ومنذ للأسف أن هزم الجيش المصري في اليمن ولم يعد حليفا قويا في محاربة الاستعمار البريطاني في اليمن والتمدد السعودي لم تستطع أي حكومة ولم يستطع أي مسؤول أو تيار يمني أن يكون بهذه الشدة وأن يقف في وجه الأطماع البريطانية في اليمن.
بريطانيا هي وجه الأطماع الغربية في اليمن وبريطانيا هي التي تعطي لحليفتها السعودية حق التدخل في اليمن وتعطي لمدللتها اسرائيل حق التواجد في البحر الاحمر وبالتأكيد برعاية امريكية قوية وبالتالي نحن من الستينيات لم نستمع إلى مثل هذه التصريحات القوية، ونحن نؤكد على هذه النقطة إذا كان “أنصار الله” رأس حربة ولكن ليس عليهم أن يكونوا وحدهم، نحن نريد أحزابا يسارية، نناشد إعادة بعث الأحزاب اليسارية أو إنشاء أحزاب يسارية .. ألا يوجد أحزاب يسارية إلا في الرياض؟
* أنت ترين إذن أن بريطانيا جادة في السعي الى احتلال جنوب اليمن خلال العدوان السعودي الاماراتي المتواصل على اليمن؟
– أنا أرى أن الدور البريطاني في اليمن لا يزال كما هو منذ الأربعينيات والخمسينيات عندما احتلت جنوب اليمن وتواجدت في هذه المنطقة، وهو الذي استدعى الجيش المصري للتدخل، واليوم نحن لا زلنا عند نفس النقطة من التهديدات ونفس النقطة من المقاومة الشعبية، وللأسف الذي يشوش على المسألة هي البروبجندا الإعلامية التي تريد أن تصور لك أن المسألة حرب داخلية نحن نقول لا توجد حرب داخلية والحرب الوحيدة هي امام المستعمر البريطاني والعدوان والوصاية السعودية.
ما الذي يستدعيه هذا من القوى اليمنية في هذه اللحظة الفارقة؟
– نحن لا زلنا في الخمسينيات والستينيات وعلينا أن ننتقل إلى القرن الواحد والعشرين، هم يريدوننا أن نبقى في هذه النقطة ونحن علينا أن نأخذ بلادنا وننتزعها من أيدي الأطماع الاستعمارية ونعيدها إلى قلب القرن الواحد والعشرين من خلال دولة قوية مستقلة عن القرار الخارجي قادرة ان تقيم تحالفات ندية.لذلك أوجه تحية لكل يمني استطاع أن يرفع رؤوسنا وأن يوجه لبريطانيا ما تستحقه ويقول لها عليك أن تحترمي اليمن وأن تتحدثي بلغة محترمة فأنت في حضرة اليمن العظيم .. يكفي أن يوجد يمني يستطيع أن يقول هذا الكلام اليوم في وجه بريطانيا وهو ليس مجرد ناشط يقول كلاما على الفيسبوك، وهنا الفرق أن يكون شخص صاحب تأثير وصاحب قرار، يقول كلاما يمكن أن ينفذه على الأرض والحمد لله اليمن بخير.
إجمالاً .. كيف تقرئين مسار الأحداث للمرحلة المقبلة سياسيا ؟!
– بالنسبة لتوقعاتي للمرحلة المقبلة، دعنا نقل أننا نقف اليوم على أرضية متحركة ولكنها أصبحت اكثر تنظيما واكثر وضوحا من المرحلة السابقة، بمعنى أن مع بداية الحرب وربما السنوات والشهور الأولى كانت الأمور ملتبسة فيما يخص المشهد اليمني، هل هي حرب مركبة بشكليها اليمني والخارجي أم أنها حرب خارجية.
كان واضحا من البداية أن هناك تدخلاً خارجياً لإعادة الشرعية ولكن هذا الأمر لم يكن مبررا بالشكل القانوني والسياسي، مع الوقت اتضح أيضا أنه غير مبرر بالشكل السياسي الكافي. بمعنى انه في الحقيقة اتضح أنه ليس هناك حرب داخلية يمنية من الأساس فإذا كان هناك من يعتقد ان الحرب لها شقين داخلياً وخارجياً خلال أربع سنوات فقط اتضح أن الحرب لها وجه واحد وأنها فقط حرب خارجية على اليمن وأنه لا توجد حرب داخلية أو صراع داخلي يستحق معركة من هذا النوع. أي أنه إذا توقفت الحرب الخارجية وتوقف العدوان وتم دحر العدوان سقط القناع عن كل حلفائه وبالتالي فإنها لا توجد مشكلة حقيقية بين اليمنيين تستدعي وجود حرب لأكثر من خمس أو ست سنوات.
هل تعتقدين أن اليمنيين يمكن أن يحلوا الخلافات بينهم بمجرد توقف العدوان وتغذيته مليشياته؟
– اليمنيون يمكن أن يتفقوا كما اتفقوا سابقا سواء في وثيقة العهد والاتفاق أو في اتفاقية السلم والشراكة، سواء كنت اتحدث عن التنظيمات والتيارات السياسية الرسمية أو التجمعات والتنظيمات غير الرسمية، يمكن لليمنيين أن يلتقوا ويتفقوا بالحوار بشرط أن لا يكون هناك املاء من دول خارجية وألا يكون تابعا لأجندة خارجية.
إفشال الحوار
ماذا عن مؤتمر الحوار قبل الحرب .. هل يبدو نموذجا مشجعا لإمكان الحوار والاتفاق ؟
– مشكلة الحوار الوطني الذي فشل أنه كان تابعا لأجندة السعودية وأطراف خارجية، لا توجد مشكلة حقيقية بين اليمنيين، يمكن أن يتفقوا على الدستور وعلى شكل الدولة فيما بينهم وأن لا يكون هناك اجحاف، وشكل الدولة أيا كان مركزيا أو اتحاديا واسع الصلاحية، هذا يمكن ان يتفق عليه اليمنيون.
المشكلة الحقيقية والحرب الوحيدة هي الحرب الخارجية على اليمن، هذا يستدعي أن نقف في صف واحد لمحاربة أي تدخل سواء كان تدخلاً في المهرة أو محاولة احتلال سقطرى أو في الجنوب وليس فقط في الحديدة أو في الشمال، وهذا يجعلنا نتأكد أن نسبة الوعي الشعبي تزيد. لذلك أنا أتوقع إن كنا نتساءل عن توقعات أن يتوحد اليمنيون فعلا وأن يزداد الوعي الشعبي ويتأكد اليمنيون أنهم يواجهون حرب وجود تستهدف وجودهم كدولة وكبلد مستقر، وبالتالي هذا سيعني نهاية الحرب بشكلها الإعلامي وإذا انتهت الحرب بشكلها الإعلامي فإنها بشكلها العسكري أمر مفروغ منه.
رهان المهرة
الحراك الشعبي في المهرة ضد الاحتلال السعودي الاماراتي .. هل تتوقعين أن ينتقل إلى المقاومة المسلحة ؟!
– المهرة ستكون هي العين الفاحصة لما يحصل في الجنوب بشكل عام، الجنوب ينتظر المهرة ان تتحرك ليتحرك ضد الاحتلال السعودي الإماراتي في الجنوب وليس فقط في المهرة، وأتوقع ان تستفز السعودية وغباء الامارات الشعب المسالم في المهرة اخوتنا في المهرة. ما الذي ينقص اليمني، السلاح موجود والشجاعة موجودة والقضية موجودة وبالتالي أنت تستفز من لا يجب أن تستفزه انت تستفز الشجاع الذي ليس لديه ما يخسره.
اليمني مستعد أن يضحي بكل شيء ولا أن يخسر أرضه وكرامته لأن اليمني عنده أرضه هي كرامته، واخوتنا في المهرة لا يقلون قوة وشجاعة وأحقية عن صعدة. أنت استفززت ابناء صعدة خلال عقود ماضية وكانت النتيجة ما تراه اليوم، أصبحوا يضربونك في داخل العمق السعودي، انت استفززت الحوثيين في صعدة ضربوا لك الصواريخ في الرياض وهددوا مطار الرياض ومطار الملك خالد. اليوم تستفز ابناء المهرة المسالمين الذين عمرنا ما سمعنا مشكلة عن ابناء المهرة وكانوا دائما إخوة مسالمين داخل البيت اليمني وإذا تذكر المهري كان هو الاخ المسالم داخل البيت اليمني المليء بالصراع اليوم، انت تستفز المهري في أرضه وفي بيته فما الذي سيحدث ؟!.
أضف إلى ذلك أن هذا يهدد جارتنا المسالمة عمان، فأنت تستهدف عمقها الاستراتيجي والأمني الذي يقع في المهرة، وبالتالي أنت تستهدفها وتفرخ الجماعات السلفية التي تهدد السلطنة، ونحن لا نريد أن نكون مصدر تهديد لجيراننا. نحن لم نشأ أن نكون مصدر تهديد للسعودية برغم أنها كانت تؤذينا فكيف سنكون مصدر تهديد لعمان وهي طول عمرها تدعمنا وكان حيادها ايجابيا وكانت دائمة ايجابية ومتفاعلة ومتعاونة وعمان دائما هي يد الخير التي امتدت لكل اليمنيين دون استثناء.
لذلك أتوقع من المهريين أن يكونوا أوفياء لبلدهم وأوفياء لجارتهم، وللأسف لا يريدون أن يأذوا السعودية والإمارات ولكن السعودية والإمارات مازالوا يصرون على مواصلة الغباء السياسي في اليمن.
كفاح مسلح
ماذا عن الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وموقف ابناء هذه المحافظات من الاحتلال بعد وضوح مشروعه .. كيف تقرئينها؟!
– بالنسبة للمحافظات الجنوبية المحتلة حتى الآن أنت ترى التمثيل السياسي لهذه المحافظات هو التمثيل الذي يصنعه الاحتلال، يعني الاحتلال هو الذي يصنع المجلس الانتقالي وهو الذي يصنع النخب الحضرمية والشبوانية ولكن هذا لا يعني ان ابناء الجنوب راضون. ابناء الجنوب احرار وهم اول من رفع راية التحرير ضد المستعمر هم لا يقبلون بالاحتلال وهذه أولا طبيعة بشرية وهي ثانيا خاصية يمنية في أبناء الجبل وابناء الساحل على حد سواء، فما لا يرضى به ابناء الجبل لا يرضى به ابناء الساحل اليمني، لا يرضى بوجود غاز اجنبي على ارضه.
أضف إلى ذلك أنه يبدو أن الجنوبيين صدقوا في البداية أن الاشقاء العرب جاؤوا ليساعدوهم وسيقدمون مساعدات طبية وخدمية، وبالتالي انكشف القناع الخليجي سريعا وسقط وظهر لإخوتنا في الجنوب وظهر لليمنيين جميعا ان هناك مخططاً استعمارياً يسعى لتهميش عدن ونشر الفوضى في عدن وتفجير عدن من الداخل.
اليوم ما الذي يهم اليمني الذي يسكن عدن، الأمن لا يوجد، الاستقرار السياسي لا يوجد، اغتيالات وتفجيرات وأمس تحرق الاطارات في الشوارع داخل الشيخ عثمان وخور مكسر .. اغتصابات، هذا الى جانب الاضطهاد السياسي الذي تمارسه سلطات الاحتلال، الاضطهاد السياسي هو قمعي وأمني وتسمح أيضا أن يصفي الخصوم بعضهم.
استنهاض الحراك
تتشعب توجهات أهالي عدن اعلاميا وسياسيا .. فما الذي يريده أهالي عدن في تقديرك؟
– عدن تريد أن تهدأ، عدن مسالمة وعاشت مراحل صراع داخلي كثيرة في الثمانينيات ثم عاشت حربا أهلية في التسعينيات ثم عاشت تهميشا سياسيا .. ألا يحق لهذه المدينة أن تستقر؟! هذه المدينة كانت ترنو الى أن يكون بعد العام 2016 الذي اسمي بعام التحرير، أن يكون بداية الازدهار والاستقرار في عدن، وهذا لم يحدث.
اليوم الجنوبيون وإن كانوا صامتين لكنهم سينتفضون أولاً على التمثيل السياسي الذي يمثلهم باسم الاحتلال فهو تمثيل غير مشروع وأيضا على ما تسمى السلطة الشرعية التي تركتهم لقمة سائغة في يد الاحتلال ولم تكن مدافعة عنهم ولا معبرة عنهم وسيتم تحريك الحراك الجنوبي الذي تم اضطهاده.
الحراك الجنوبي بالمناسبة حركة مسالمة حقوقية شرعية لها مطالب حقيقية ولكن تم اضطهاده وتحويل مسار الحراكيين الحقيقيين امثال باعوم، تم تهميشهم واخراجهم من الدائرة لأنهم رفضوا التعاون مع دول الاحتلال والعدوان، وهنا الكارثة، فالاحتلال يجعل الذي يرضى به هو الممثل السياسي امثال عيدروس وبن بريك وغيرهم. وبالتالي أنا دائما أرى أن الطبقة الحقيقية والمناضلين الحقيقيين هم دائما تحت السطح، وهؤلاء حان وقت ظهورهم وسيظهرون، ويجب أن يكون هناك تعاون معهم، يجب أن يكون هناك تعاون بين اليمنيين بشكل عام.
حان الوقت لإسقاط النخب السياسية القديمة بشكل عام النخب القديمة الاصلاحي والاشتراكي وكل هؤلاء الذين ذهبوا الى الرياض وكل النخب القديمة وايضا النخب السياسية التي ظهرت مثل المجلس الانتقالي الجنوبي هؤلاء جميعا يجب ان نسقطهم وان نظهر المناضلين الحقيقيين لأنهم إذا لم يظهروا في هذه المرحلة فلن يظهروا أبدا ولسنا بحاجة لظهورهم فيما بعد.
تحولات عسكرية
ونحن على مشارف العام الخامس من الصمود في وجه العدوان .. برأيك هل القوة العسكرية المتنامية للجيش واللجان قادرة على تغيير المعادلة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم ؟!
– نحن على مشارف العام الخامس، ولفتني جدا الشعار الخاص بالعام الخامس الذي تحول من (صامدون) إلى (قادمون)، أضف إلى ذلك أنه يأتي مع تنامي التهديدات التي يطلقها المسؤولون في صنعاء أبرزها التهديدات التي اطلقها قائد انصار الله عبدالملك الحوثي ضد الإمارات. وحتى الآن واضح أن أنصار الله استطاعوا تطوير قدراتهم العسكرية ولكن ما يثلج صدر اليمنيين ان هذه القدرات العسكرية باسم وزارة الدفاع ووحدة التصنيع العسكري.
هذا أمر بالغ الاهمية لأنه في المحصلة النهائية في التراكمات السياسية هذا يعني أنه تطوير لقدرات اليمن العسكرية وليس تطويرا لمليشيات أو جماعة خارجة عن الدولة. نحن نحتاج إلى تطوير اليمن نحتاج كل جماعة ان تقوي نفسها وتكون قوتها جزءا من قوة اليمن، ألا تقوي نفسها على حساب اليمن بل تكون قوتها قوة لليمن.
اليوم إذا ردت جماعة انصار الله هو يعتبر ردا يمنيا لأن الاعتداء لا يفرق بين يمني ويمني وبين شمالي وجنوبي وبين اصلاحي وحوثي، وبالتالي نحن نتحدث أن اليمن عليه أن يرد واعتقد أنه أصبح لدى الجيش واللجان الشعبية القدرة على الرد لأنه واضح جدا أن هناك تطوراً في القدرات العسكرية وهناك اشارات بعث بها انصار الله، وهم اذكياء ولديهم قدرة في إرسال الرسائل والاشارات العسكرية وحتى بتجاربهم السابقة التي كانت تعتبر بدائية دائما ما كانت تكسر الحاجز النفسي وكانت تمثل رعبا. أضف إلى ذلك أنه كان لديهم مفاجآت في البر ومفاجآت أيضا في البحر.
غموض مرعب
* ما أبرز نواحي تطور القدرات العسكرية التي ترين أنها ستحدث فرقاً في المرحلة القادمة؟
– لقد كسر انصار الله احتكار السعودية الجو من قبل اربع سنوات كان دائما سلاح الجو محتكرا من قبل السعودية بضرب الطيران، ولكن انصار الله كسروا الاحتكار وابتكروا الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية وبالتالي هذا أمر مهم جدا أنه تم كسر الاحتكار الجوي. اضف إلى ذلك أننا نتوقع مفاجآت في البحر، وهذا أمر سيكون بالغ الخطورة، وقد يعمل على تفجير المنطقة وهو الأمر الذي يخاف منه التحالف وأيضا بريطانيا لأنهم لا يريدون أن يجعلوا الحوثيين يصلون إلى هذه المرحلة.
هم يحشرون انصار الله في زاوية وبالتالي هم في هذه الحالة يستفزونهم ولا يدرون ما الذي سيفعلونه، حتى الآن لا تزال قدرات انصار الله غامضة وهذا الذي يخيف الكثيرين بعكس التحالف الذي استنفد كل قدراته العكسرية وبالتالي لم يعد هناك ما يخافه انصار الله وعلى العالم أن يخاف أنصار الله.
شريك مستقبلي
على المسار السياسي .. انفتاح انصار الله على العالم وتحقيق اختراق دبلوماسي في المنظومة الدولية .. كيف سينعكس ذلك على مواجهة العدوان ؟!
– بالنسبة لانفتاح الانصار على العالم أجد أن العالم يعلم انه يحتاج إلى قوة ضاربة وشريك فعلي في محاربة القاعدة وداعش في اليمن، فاليمن مازال بؤرة للارهاب والقاعدة وداعش والجماعات السلفية المتطرفة والتكفيرية في اليمن لأنه منذ التسعينيات مثل أرض خصبة لهذه التنظيمات، والآن مع الحرب للأسف تم دعمها أكثر لمواجهة انصار الله.
وقد تورطت الشرعية واتضح أمام العالم أن السلطة الشرعية بقيادة هادي تورطت في التعاون مع القاعدة ودعم الجماعات التكفيرية المتطرفة ومن ضمنها داعش، وكذلك السعودية والامارات دعمت هذه الجماعات. لذلك انت اليوم لا تستطيع ان تستند الى هذا المحور والذي هو محور الشرعية والسعودية ومضطر للاستناد الى محور الحوثيين، وبالتالي العالم يدرك ان انصار الله هم الشريك المستقبلي في محاربة الارهاب في اليمن، لذلك يمهد للاعتراف بهم رسميا.
اليوم هناك اعتراف شبه رسمي بأنصار الله ويتم استقبالهم بشكل رسمي على مختلف المستويات السياسية والدبلوماسية والاعلامية ولا يتم التعامل معهم كجماعة عنف أو جماعة إرهاب أو جماعة انقلاب وتمرد بل يتم التعامل معهم على أعلى المستويات من منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام وكذلك على أعلى مستويات القرار في الأجنحة الدبلوماسية الغربية والروسية والصينية يتم التعامل معهم كسلطة موازية وليس سلطة أمر واقع ويتم الإعداد للتعامل معهم كشريك رسمي في محاربة الارهاب في اليمن.
ماذا عن شكل حركة أنصار الله في هذه الشراكة .. في تقديرك؟!
– حركة أنصار الله هي حركة فكرية والحركات الفكرية سواء كانت يسارية أو يمينية متطرفة كيفما كانت هي تحاول قدر الامكان ان تثبت وجودها باستخدام انواع الأسلحة ليس فقط السلاح المادي ولكن الفكر كسلاح والإعلام كسلاح وحتى الترويج الثقافي والاجتماعي كسلاح. جماعة انصار الله تريد أن تثبت نفسها كجماعة فكرية لذلك حوربت بكل اشكال السلاح وفي البداية ربما هي اخذت خطوة السلاح كي تدافع عن نفسها وتكون في موقف المدافع وهي ما زالت حتى الآن في موقف المدافع والآن توسعت فكرة الدفاع فهي لم تعد مدافعة عن نفسها في صعدة بل تدافع عن اليمن.
وبالتالي أصبح ينظر لها كشريك في الدفاع عن اليمن من كل التيارات والتنظيمات وحتى المقاومات التي تنشأ الآن في اليمن لمواجهة العدوان، في المهرة مثلا هذه المقاومة التي تنشأ لمواجهة الاحتلال السعودي الاماراتي للمهرة يمكن أن تعتبر انصار الله حليفا لها، القبائل أيضاً، فالحوثيون اليوم ليسوا وحدهم في مواجهة العدوان السعودي، القبائل اليمنية اليوم التي رفضت ان تكون مع تحالف علي عبدالله صالح ورفضت ان تكون مع انتفاضة علي عبدالله صالح ذهبت لتتحالف مع انصار الله.
تحالفات مصيرية
تجاوز الأمر بنظرك المصالح النفعية إلى مصالح أكبر من القبيلة ؟
– كان يمكن أن تكون (قبائل اليمن) مع السعودية ومع علي عبدالله صالح اذا كانت تريد المال ولكنها لا تريد المال لديها ثأر وبينها وبين السعودي دم، لذلك هي تتحالف مع انصار الله اليوم، تحالف انصار الله العسكري يمتد وتحالفهم الشعبي يمتد وحتى الجنوبيون يدخلون اليوم في تحالف مع انصار الله لأنهم باتوا يدركون أن هناك احتلالاً سعودياً إماراتياً، حتى هناك كثير من اجنحة تيار الاصلاح ربما هناك شبه توافق مع انصار الله ان لم نقل تحالف.
لذلك انصار الله هم مقاومة ضد العدوان والاحتلال السعودي الاماراتي ولكنهم ليسوا وحدهم هناك ألوان وطبقات من المقاومة الشعبية والاعلامية والعسكرية وهذا شيء يجعلنا نشعر أن انصار الله يستحقون فعلا ان يكونوا رأس حربة لأنهم أول من وقف في وجه المشروع الامريكي السعودي في اليمن وأول من نبه له وهو أمر يجعلنا نؤكد اهمية الحركات الفكرية، فبالنسبة لي لا اعتقد ان الحركات الدينية يمكن أن يكون لها مستقبل في اليمن نحن نريده أن يكون علمانيا.
مستقبل الانصار
توقعاتك لمستقبل حركة “أنصار الله” بعد الحرب؟!
– بالنسبة لحركة “أنصار الله” هي في أساسها حركة فكرية ولكنها حركة فكرية دينية وهذا يجعلنا نرى أن مستقبل الحركة بعد الحرب سيكون محصوراً بين أفراد الجماعة أو الأفراد المؤمنين بهذه الأفكار الدينية ولا تستطيع أن تعممها على كل اليمن، وبالتالي “أنصار الله” لا يصلحون أن يكونوا الحاكم الفعلي والوحيد لليمن، أنصار الله كحركة لا تصلح لحكم اليمن ولكنها كحركة عسكرية هي رأس حربة في الدفاع عن اليمن.
لماذا ؟!
– لأن حكم اليمن لا يصلح أن يكون بيد حركة دون أخرى، الحكم الحقيقي الذي سيكون عليه شكل اليمن هو الاشتراك من كل الأطياف والجماعات والاحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية والثقافية في اليمن .. اليمن بلد متنوع ومثلما هو غني ومتنوع بتضاريسه هو غني ومتنوع بأفكاره وحتى بنمط سلوكه، وبالتالي لا ينفع إطلاقا مع اليمن ولا يجوز أبدا ولا يليق باليمن أن يكون يمن اللون الواحد، فاليمن ألوان متعددة. ولذلك فإن انصار الله عليهم أن يكونوا حريصين على إشراك الآخرين في الحكم السياسي.
مآخذ وآمال
* ما أبرز مآخذك على “أنصار الله” في السلطة والسياسة الداخلية والخارجية ؟!
– يؤخذ على “انصار الله” أولا أنهم أصبحوا لونا سياسيا منفرداً بالسلطة لا يريدون ألوانا اخرى معهم حتى تحالفهم مع المؤتمر تحالف شكلي وليس تحالفا حقيقيا عليه ان يقوي الحلفاء الآخرين وأن يقوي الاحزاب الأخرى، أريد أن أرى أحزابا يسارية متحالفة مع “انصار الله” وشريكا أساسياً في الحكم. ألا يوجد أحزاب يسارية إلا في الرياض ؟! أين الاحزاب اليسارية الموجودة في صنعاء؟! أريد أن أرى قوى شعبية حقيقية موجودة، أن أرى العلمانيين. أريد أن أرى غير الدينيين في تحالف سياسي مع أنصار الله، إذا استطاع أنصار الله أن يخرجوا من عباءتهم الدينية وأن يشكلوا تحالفات سياسية حقيقية مع التيارات اليسارية والتيارات غير الدينية ومع التيارات الدينية المختلفة عنهم.
لكن أحزاب اليسار المناهضة للعدوان في صنعاء وتشارك انصار الله في الموقف؟
– هم (أنصار الله) يحرصون على التحالف مع الإصلاح ومغازلة الإصلاح، لماذا لا يغازلون اليسار اليمني؟ أين هو اليسار اليمني، لماذا لا يغازلون التيارات السياسية التي تم اقصاؤها من قبل حزب الإصلاح خلال أكثر من ثلاثة عقود.اليوم الحزب الاشتراكي ليس هو فقط الموجود في الرياض، أمس مقبل رحمة الله عليه كان يمثل الاشتراكيين في صنعاء، أين هو الحزب الاشتراكي في صنعاء، لماذا فقط جعلت الحزب الاشتراكي موجودا في السعودية، أين هم الناصريون في صنعاء؟! لماذا جعلت المخلافي والعتواني هم فقط من يمثلون الناصريين؟!.
لقد أخفق أنصار الله في قدرتهم على بعث اليسار اليمني لقد أهدوا اليسار اليمني إلى السعودية وكان باستطاعتهم بعث اليسار اليمني من تحت التراب والركام، بعد أن قبر حزب الاصلاح اليسار كان على انصار الله أن يبعثوا اليسار وأن يدخلوا معه كشريك حقيقي لأن اليسار الحقيقي هو أول من وقف أمام المشروع الامريكي في المنطقة، نتحدث عن الستينيات والانصار ظهروا في بداية التسعينيات، اليسار هو الذي فجر الثورة في اليمن.
لذلك دعنا نناشد بإعادة بعث اليسار في اليمن، نحن نحتاج لليسار لأنه ليس معقولا أن يكون لديك تيارات يمنية ولا يوجد تيار يسار، ولكي يكون هناك توازن سياسي لابد من وجود تيارات يمينية ويسارية، الإصلاح وانصار الله والسلفيين تيارات دينية يمينية نحن بحاجة لتيارات يسارية.
برأيك .. هل هناك صحوة بسارية قادمة في جنوب اليمن على ضوء ما كشفته مجريات الأحداث بشأن العدوان وغاياته؟
– هناك أشياء صغيرة اتضحت بالنسبة للجنوب، كانوا يقولون لم يحرر سوى الجنوب، اليوم نقول للأسف لم يحتل سوى الجنوب، اليوم الشمال هو الحر والجنوب هو المحتل، وبالتالي كل الأشياء صارت واضحة الحرب هي خارجية وليست داخلية، الاحتلال هو في الجنوب وليس في الشمال، واليمني هو الذي يحكم أرضه في الشمال، والنخب السياسية كلها سقطت.
على اليسار أن يعود وأن يتعاون مع اليمين، والاحزاب السياسية الحقيقية مثل الاشتراكي والناصري والاصلاح عليها أن توجد لها نسخا حقيقية في صنعاء كما أوجدنا نسخة للمؤتمر، علينا أن نوجد نسخة للاشتراكي والناصري والبعث في صنعاء هذه هي رسالتي.
ضد التدوير
بماذا تنصحين حزب الإصلاح والتنظيم الناصري والحزب الاشتراكي ؟!
– أنصح الإصلاح والاشتراكي والناصري الذين ذهبوا إلى السعودية ان يبقوا في السعودية انا شخصيا لست مع فكرة اعادة التدوير أنتم تسمونها مصالحة وطنية وأنا أسميها إعادة تدوير .. ألا يوجد اصلاحيون واشتراكيون وناصريون إلا من نراهم في شاشات التلفزيون والصحف منذ ثلاثة عقود؟ لا .. الذين ذهبوا الى السعودية عليهم ان يبقوا في السعودية لا نريدهم ان يرجعوا ومسامحين. نريد إصلاحيين وبعثيين واشتراكيين وناصريين وبالذات اليسار نريدهم من اليمن من داخل اليمن الذين لم يذهبوا، لدينا كوادر وشخصيات ومفكرون وأكاديميون يساريون تم تهميشهم ومحاربتهم واستعداؤهم.
المناضل علي صالح عباد مقبل الذي مات بالأمس وهو الذي أنقذ الحزب الاشتراكي اليمني، هذا الزعيم الملهم للحزب الاشتراكي وليس ياسين سعيد نعمان، مقبل هو الذي أنقذ الحزب الاشتراكي بعد ان حاول علي عبدالله صالح اغتيال الحزب وجرد الحزب كل شيء وأخذ الإصلاح جثة الحزب واستخدمها، ولكن الذي انقذ الحزب الاشتراكي اليمني كان مقبل رحمة الله عليه، وهناك اليوم الكثير مثل مقبل، لماذا نركز على أشباه ياسين ولدينا أمثال مقبل؟!
أين هؤلاء اليساريون والكوادر اليسارية الحقيقية التي يجب أن تأخذ دورها لأنها أول من ذهب في صفوف الدفاع والنضال الوطني اليمني ولها دور مشرف الاجيال القديمة والاجيال الحديثة ابحثوا عنهم وأعيدوهم إلى الواجهة وأعطوهم حقوقهم المعنوية قبل السياسية والمادية لأن اليمن يحتاج لهؤلاء، وكما أن الحوثيين ظُلموا فإن اليساريين ظُلموا.
كل من كان ضد الإصلاح وعلي عبدالله صالح والسعودية ظُلم واليسار أول من كان ضد هؤلاء، اليسار أول من رفع الراية وقال علينا أن نتحرر، اليسار هو راية التحرير في اليمن والثورية، هؤلاء الثوريون الاحرار عليهم أن يعودوا ويمارسوا دورهم لأن اليمن اليوم يحتاج الى كل ابنائه يحتاج لكل الالوان والاطياف السياسية، وهذه النقطة على انصار الله ان يركزوا عليها.
الإعلامية والناشطة السياسية منى صفوان في حوار مع “الثورة”..