حوافز المعلّمين..ضربة عصفورين بحجر واحد !!
إب نيوز ٩ مارس
و أرهقتِنا يا _ هذه الأمم المتحدة _ و ادّعيتِ أنّكِ التي تتصدّق علينا بتلك الحوافز التي قرّرتِها للمعلمين في حين أنّكِ و بهذه العمليّة تضربين عصفورين بحجر واحد ، و لكِ أن نثبت عنكِ الكذب و التّضليل و إثارة الفتن و التّحريض على حكومة الإنقاذ التي قصقص العدوان جناحيها ثمّ قال لها طيري ، فقد أدرجت تلك المنظمة و هي المنافقة التي أظهرت الإنسانيّة و هي في حقيقة الأمر تبطن العداء لهذا الشّعب و تنتقم من صموده أمام عدوان كافر كانت الأمم المتّحدة هي المشرف على تجويع هذا الشّعب بتآمرها عليه و نقل بنكه من عاصمة اليمن صنعاء إلى حلم بريطانيا و معشوقتها و بقايا أطلالها و ذكرياتها عدن ، و التي أحيا ذلك الحلم قبل أيام قلائل تجوال وزير الخارجية البريطاني يتشدّق و يتفيهق بما لا يعلمه عن رجال اللّه ،مستندا في تشدقّه لضبابية الرؤية القلبية لديه فقد ظنّ أنّ ” كلّ البريم لسيس ” بمعنى أنّه يعتقد أنّ رجال اللّه ( المناهضين له و وجوده على تراب الجنوب قبل الشّمال ) كأولئك الذين ينثرون الأموال المنهوبة من رواتب هذا الشعب على و تحت أقدام الراقصات و هم سكارى مخمورون ، و ما عرف المسكين أنّ رجال اللّه الذين أفقدوه و سيّده الصّواب بثباتهم و أسقطوا أقنعة السعوإماراتيين التي كانوا يضعونها في حفلاتهم التنكرية مما جعل أمريكا و إسرائيل و ثالثتهم بريطانيا يفيض و يطفح بها الكيل فتعلنها حربا صهيوبريطأمريكيّة بعد أن انهزمت بقناع الوهابيّة الرّعناء ، و قناع الحداثة الإماراتيّة الجوفاء التي انهارت عسكريّا و أخلاقيا بشهادة سجون عدن الإماراتيّة ، فكان تطبيعهم بوضع خالد التّرامبي بين وزراء خارجيتي أمريكا و إسرائيل بينما تمّ الاحتفاظ بالوزير البريطاني ليتجول في عدن ،،
نعم كان إعلان تطبّع المرتزقة هو إضفاء الشرعيّة لأمريكا و إسرائيل في حربها و عدوانها على اليمن ، و هو النقطة الأولى لجولة عدوانيّة جديدة التخطيط فرضها الأمر الواقع من صمود شعب اليمن بقيادة قائد المسيرة القرآنيّة و رجاله فما كان إلّا ظهور بريطانيا سياسيا في اتجاهين و ثالثهما الاقتصادي فقد كان الظهور السّياسي الثّاني هو :
_ المجاهرة بتجوّل البريطاني في الجنوب و في هذا رسالة تقول إنّ : الجنوب و عدن لبريطانيا ، بينما كان المقدّم و الأوّل هو :
_ اختيار اللاعب السّياسي الدبلوماسي ( غريفيث )كمبعوث للأمم المتحدة بريطانياً ؛ ليجمع معلومات لتمهيد الظّهور البريطاني من جديد في عدن، و أمّا الجناح الآخر لها فقد كان ذا وجهين كلاهما يشوبه الكذب فهي إنسانيّة واقتصاديّة ممثّلة بالمنظّمات و عملها الناّخر في روح و جسد اليمن كمحاولة التهامه ،،
و هنا نستطيع القول لهذه الأمم المتحدة :
لوكنتم _ يا أمم يا متّحدة _ صادقين و قد رقّت مشاعركم و قلوبكم لمن مات جوعا من أطفال حجّة و الحديدة و كلّ اليمن ، فقد كان المفترض بكم كحاخامات تبغي الأجر للمعلّم اليمني المسلم ( وباعتباركم منظمة محايدة جدا و إلى جانب المحتلّ الرّجيم ) و قد رأيتم التآمر الاقتصادي بل و أشرفتم عليه ،
فلماذا _ اليوم و الآن _ تصرفون تلك الحوافز لناس من جنب ناس !
بل كيف استيقظ ضميركم لتقرّروا الصّدقة للمعلّم( و حاشاه) و أنتم من نهب راتبه ؟!
و لماذا تضعون أصابعكم في آذانكم حين سمعتمونا نقول :
نحن لسنا بحاجة صدقاتكم فأنتم طرف في العدوان و سبب فقرنا وفاقتنا ، و بإمكانكم أن تصرفوا رواتبنا شهريا فهي لديكم ، و هي حقّ لنا ، و قد كانت تصرف للشّمالي و الجنوبي دون تفريق و فرق ، و تغذية للانفصال قبل نقل البنك اليمني إلى عدن ؟!
فلماذا تفتعلون حركات الإنسانية و أنتم من تقتلونها ؟
يا منظمات المتّحدة : ما دمتم تعترفون بجوع و فاقة هذا الشّعب المظلوم فلماذا: لم تصرفوا حوافزكم المشبوهة لجميع الموظفين بل بغيتم بصرفكم لمعلم من جنب معلم ضرب معنويات من لم يتمّ الصّرف له ، باعتبار المعلّم جبهة يرعبكم صموده جائعا و يرهبكم ثباته و هو يؤدي درسه و يسحق معنوياتكم و أمنياتكم في تجهيل شعب وجيل كامل أصبح يعرفكم عدوه الأوّل ،
فلماذا المعلّم و لماذا تنغيص المعلّم بالذّات ، و قد وجدناكم في تخطيط مسبق و تسويق للفتنة و التّحريض بين اليمنيّين ؛ لتلفتوا الأمّة عن مواضيع الجبهات و الانتصارات ؛ و لتسهيل التّضليل و تثبيط المعلّم عن القيام بواجبه ، و عبر محرّضيكم أردتم تفتيت الجبهة التربويّة التعليميّة و لديكم أذرع تتفنّن في الّلعب بعقول من لديهم الاستعداد للمرض و قابلية الانقلاب على القيم والثّوابت الوطنيّة عبر الحقد و العقد المناطقية و المذهبية و عقد الكبت و النقص، و التي غذّيتموها عبر الفكر الوهابي مايقرب من مائة عام ؟
و ربّما يجري تكريم أذرعكم هنا بتذكرة عمرة يتلقون فيها دورات لتعليم زملائهم فنّ الفوضى باسم الإضراب مع أنّ أولئك المرضى على علم بأنّ رواتبهم في أيديكم ، و أنّ حكومة الإنقاذ كحكومة ليست المسؤولة رسميّا عن راتب أنتم من يتلاعب به بل و يختزنه ،
و ما على هذه الحكومة فليس إلّا انتصارا منها للقضايا و تحملا و فضلا يجعلها تخطّط لتقديم حلول و سدّ ما خرقتموه لتغرقوا اليمن في بحر لجيّ من جوع و فقر وحصار و ظلم تحيكونه لتركيع اليمن بالتّجويع ومن أجل مصالحكم الاستعماريّة .
نعم : أردتم سخط المعلمين المحرومين و هم من ظلمتموهم بتأجيل هذه الحوافز و اكتفيتم بمواعدة ، اللّه أعلم تنفذونها أم تعمّقون الشّرخ بها بين من استلم حافزا و من لم يستلم !!
يا أمم يا متحدة و أنتِ من سكت ‘ كعلامة للرضا ) عن خرق المعتدين لمفاوضات السويد التي كان من أولويات قضاياها المطروحة و الموافق على تنفيذها هو إطلاق رواتب كلّ موظف يمني ، لكنّ الاستعمار فيكم فكرة و عقيدة خرجت من الباب في 14/ أكتوبر / 1962 بدماء الأحرار الذين أخرجوا بريطانيا منهزمة خائبة من الباب لتعود من النّافذة بأياد قذرة حملت اسم الشّرعيّة لتشرعن الاحتلال بثقافتها الارتزاقيّة الملطّخة بالعبوديّة في 2015 ، في حين تستمرّ نرجسيّة بريطانيا التي اختارت غريفيث ليقوم بالمهمة لتلميع الاحتلال و تسويقه بهدوئه المخابراتي و سيرته و مجيئه الذي لا يسمن و لا يغني من جوع ، فلك : غريفيث :
يا وجه بريطانيا النّاعم و أنت تعرف أنّ صفتك محتل سابق فهل تأتي اليوم إلّا بمشروع احتلالي مهندم وناعم في محاولة ناعمة لنزع استقرار اليمن ، و تلعب بأوتار نقض المفاوضات لغرض إرهاق المشروع الوطني اليمني الاستقلالي السّيادي الذي يقاتل و يضحي و يقدّم أنبل الرّجال في سبيل تثبيت أحقّية اليمني بقراره ، و نزع و طرد و ترحيل مشروعك الارتهاني الذي جنّدتم له المرتزقة من كلّ صوب و حدب فكان المؤلم أن تكون نعالكم هم أبناء اليمن الرّاحلين إلى مساقط رؤوسهم الفندقيّة ، و هم من أسماهم التّاريخ : المرتزقة .
أشواق مهدي دومان