جمعة رجب “الأغر ” وهوية اليمنيين الإيمانية الأصيلة.
إب نيوز ٩ مارس
*بقلم / إكرام المحاقري
مرّت القرون وطويت صفحات التاريخ والمّت بالمسلمين فتن الجهل والضلال ؛ ومن ناحية أخرى هناك من قدم نفسه كقدوة حسنة مؤثرة في أوساط المسلمين وهو لا يمتلك أصالة الدين الأصيل، ولا يمتلك مبدأ النبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله الرحمة المهداة للعالمين.
أتت أول جمعة من شهر رجب الأغر مذكرةً لأهل اليمن بهويتهم الإيمانية الأصيلة ، ومذكرة لهم معنى قول رسول الله صلوات الله عليه واله فيهم ” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوب واليّن أفئدة ، وعقب ذلك بقوله صلوات الله عليه وعلى آله ” الإيمان يمان والحكمة يمانية ” .
فأهل اليمن ومنذ أيام النبي صلوات الله عليه وآله معروفون بقيمهم وأخلاقهم ، وجودهم وكرمهم ، وإيثارهم وحبهم للاخرين ودفعهم للباطل ومسارعتهم في نصرة الحق ، كيف لا وهم ” الأنصار ” الذين نصروا النبي محمدصلوات الله عليه وآله أيام هجرته من مكة إلى المدينة وقال عنهم سبحانه وتعالى ” ويأثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ”
كذلك أهل اليمن أستقبلوا الإمام علي عليه السلام حين أرسله اليهم الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه واله ليدعوهم الى دين الإسلام بكل حفاوة ، أستقبلوه إستقبالاً أحتضنته أوراق التاريخ مستشرقة ومبتهجة ومفاخرة به ، الا وهو إستقبالهم للدين الإسلامي الحنيف ، ودخولهم فيه بكل سعاده وبكل تسليم مطلق لله ولرسوله وللذين ءامنوا معه ، قال عنهم الإمام علي عليه السلام متباهياً بهم بين الأمم ” لو كنت بواباً على باب الجنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام ”
وها هي همدان من ذاك الزمان حتى اللحظة ما زالت على العهد القاطع الذي ميّزهم تعالى به وخط ذكرهم في قلب القرآن الكريم ، لم يحيدوا عن نهج الحق ولا عن الولاء الصادق لله ولرسوله وللذين ءامنوا ، هم يعرفون حقا ماهية التمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها . أولئك هم قرآنيون محمديون علويون مسلمون بالله ومسلمون لله تسليماً مطلقاً لا رجعة عنه.
نراهم اليوم خلف متراس الدين والوطن يقاتلون المحتلين من بني قريضة أخر الزمان ويهود نجد والحجاز ، لا يقبلون بالذلة والإستكانة والركوع لغير الله تعالى ، أنفتهم وحميتهم وغيرتهم ومبدأهم الحق لا يسمح لهم بذلك . هم قوم خطّوا الإنتصارات التي بنت الإسلام من أول لبنة بدمائهم . قوم “القتل لهم عاده وكرامتهم من الله الشهادة “.
ورغم كل الأباطيل والأضاليل والفتن التي المّت وتساقطت على الأمة الإسلامية إلا إن أهل اليمن مازالوا يحتفظون بقيّمهم وأصالتهم لم يرتكنوا للظالمين ، ولم يفرطّوا في دينهم ومبدأ دينهم الذي هو مبدأ الحق.
فأهل اليمن بنهجهم الذي رسمه لهم قرين القرأن وباب مدينة علم النبي المختار صلوات الله عليه واله . ها هم اليوم يقدمون التضحيات ويبذلون الدماء من أجل عزتهم وكرامتهم وسلامة دينهم ودنياهم وآخرتهم التي يعون حقا أنها مرتبطة بمصيرهم في الحياة الدنيا.
يمتلكون الوعي والبصيرة، ويقابلها البأس الشديد والثبات . ويستمدون كل ذلك من الثقافة القرآنية ، ثقافة آل البيت عليهم السلام نجوم كل عصر وزمان . الثقافة التي تعظم الله في النفوس وتجعل ما دونه صغيرا لا قيمة له . ثقافة التوكل على الله والثقة بالله والإيمان بالله تعالى حق الإيمان . إيمان كما يشأ الله لا كما يشأ “المذهب الوهابي ” الشاذ الذي قدم الدين وكانه دين هزيل رأكع خاضع للمستكبرين وللطواغيت المجرمين.
*فاهلاً وسهلاً ومرحباُ بجمعة هي ذكرى جميلة وطيبة وصراط حق للشعب اليمني الأصيل.