حالة رعب تسود اسرائيل من الاسلحة النوعية لحركة “حماس″ و”حزب الله”.. وتصاعد عمليات المقاومة المسلحة في العمق الفلسطيني المحتل.. والتهديدات بتدمير البنى التحتية للبنان احد ابرز انعكاساتها.. فهل حالة الرعب هذه مبررة ام مبالغ فيها.. ولماذا؟
إب نيوز 23 إبريل
تعيش دولة الاحتلال الاسرائيلي حالة من القلق غير مسبوقة بسبب عودة العمليات الفدائية الى عمقها، والاخيرة منها خاصة التي استهدفت القدس الغربية المحتلة في وقت يستمر تصاعد انتفاضة السكاكين، وتعاظم القدرة القتالية والتسليحية، لـ”حزب الله” على الجبهة الشمالية، وانحسار الاهتمام الدولي من حولها بسبب تغير الاولويات الغربية وتركيزها على خطر الجماعات الاسلامية المتشددة و”الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة” تحديدا.
المتحدثون الرسميون الاسرائيليون يتحدثون هذه الايام عن خطر الجناح العسكري لحركة “حماس″ المتزايد، ونجاحه في تطوير اسلحة اكثر فتكا، ووقوفه خلف عملية القدس المحتلة الفدائية التي ادت الى اصابة اكثر من 22 اسرائيليا نتيجة تفجير حافلة، ولكن ما يقلقهم اكثر هو اشارة تقارير عسكرية الى امتلاك “حزب الله” صواريخ نوعية يمكن تزويدها برؤوس متفجرة يمكن ان تحدث اضعاف الاضرار التي يمكن ان تلحقها صواريخ “سكود” التقليدية، علاوة على الخبرة القتالية العالية التي يمتلكها الحزب حاليا من جراء تورطه في الحرب السورية طوال السنوات الاربع الماضية، وهذا ما يفسر المناورات العسكرية الضخمة التي اجراها الجيش الاسرائيلي في الجبهة الشمالية قبل بضعة ايام، وشاركت فيها وحدات اسلحة المشاة والدروع والمدفعية.
بالامس حذر نائب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال يائير جولان من انه في الحرب المقبلة “سيلحق بلبنان دمار كبير يمس البنية التحتية وبيوت المدنيين”، واقر بأن الحزب “طور قدرات قتالية جديدة تشكل خطرا لم يسبق له مثيل على اسرائيل”.
هذه التحذيرات لا تعكس حالة الرعب التي تسود دولة الاحتلال فقط، وانما تشكل تحريضا اضافيا للبنانيين ضد الحزب، لانه في الحرب الاخيرة التي نتجت عن العدوان الاسرائيلي على لبنان قبل عشر سنوات، وبالتحديد في تموز (يوليو) عام 2006، اقتصرت اعمال القصف الاسرائيلي على قرى ومدن الجنوب اللبناني، والضاحية الجنوبية لبيروت، اي الحاضنة المدنية والعسكرية لحزب الله، ولم تمس المناطق اللبنانية الاخرى في العاصمة والشمال، وبالاحرى المناطق المسيحية والسنية.
الجنرال جولان بتهديداته بإحداث دمار كبير في البنى التحتية اللبنانية في حال انفجار اي حرب جديدة مع “حزب الله”، يريد ان يقول في رسالته التحريضية هذه ان كل لبنان سيكون مستهدفا، في محاولة لارهاب “حزب الله”، ولكن من غير المعتقد ان تجد هذه الرسالة اي تجاوب او تأثير.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يشعر بالارتباك من جراء تعاظم قوتي “حماس″ في الجنوب و”حزب الله” في الشمال، ووصول وحدات تابعة للاخير الى الجولان السوري، واقامة قواعد فيه، اشرف على تجهيزها الشهيد سمير القنطار، ومجموعة من رفاقه، وهذا ما يفسر قيامه بخطوة استعراضية لاخفاء هذا الارتباك من خلال عقد اجتماع لمجلس وزرائه في هضبة الجولان، والاعلان ان هذه الهضبة ستظل تحت الاحتلال الاسرائيلي الى الابد.
المقاومة الاسلامية بشقيها اللبناني والفلسطيني باتت تملك قوة ردع صاروخية وعملياتية نوعية متطورة، وتستمر في الاعداد لمواجهة اي عدوان اسرائيلي، والحاق اكبر الخسائر في بنيته التحتية ايضا، فهناك اكتر من مئة الف صاروخ من مختلف الابعاد والاحجام باتت في حوزة “حزب الله”، بينما سلاح انفاق “حماس″ يفاجيء الاسرائيليين، ويزيد من رعبهم، وعندما حاول نتنياهو تبديد هذا الرعب بالادعاء بأن جيشه يملك اجهزة قادرة على كشف الانفاق خرج من بين الخبراء الاسرائيليين من يكذبه، ويفند ادعاءاته هذه.
هذه المقاومة واستعداداتها العسكرية، واسلحتها المتطورة، وتركيزها على الخطر الحقيقي الذي يهدد الامتين العربية والاسلامية، تظل هي الضوء الساطع في نفق المنطقة المظلم، ومبعث الامل في تحقيق العدالة واستعادة الحقوق العربية والاسلامية والانسانية المغتصبة في فلسطين المحتلة.
“راي اليوم”