عالم غريب !!
إب نيوز 14 مارس
بقلم / سليمان الكبسي
أصبح العالم هذه الأيام في غِيَابَةِ الجُبِّ إلا من رَحِم الله .
ينظرون للجلاد و الدول الطاغية نظرة تعظيم و إذا فعلوا فاحِشَةً أو ظَلَموا يُدافِعون عنهم كدفاع الأُمِّ عن رضيعها و يبرروا لهم أنهم ظُلِموا .
بينما نرى الدول المعتدى عليها ظلماً و عدواناً و المحاصرة و التي يقتل أطفالهم و نسائهم و يرتكبون فيهم أبشع جرائم العدوان دون حق .
إلا أنهم أجساداً طاهرة تمشي فتنجس نظرهم النجس ، فيرسلون صياتهم الجلادة من السماء لتوقد نار الحقد و الأشلاء ِلتُشبع قريحتهم المريضة و تستقر أدمغتهم الجوفاء .
يتحالفون و يتكالبون عليها كأنها حيوان وضيع سقط بين براثنهم العفنة وكَثُرَِت السكاكين مُكِشرةٍ عن أنيابها لذبحها و تسيل لعابهم حقداً أَسوَد حتى يثبتوا قوتهم و جبروتهم يتقربون بدماءهم لأسيادهم الكبار عسى أن يقتبسوا منهم رضا ..
يخدمونهم تقرباً لإلههم الشيطاني و البشري و أملاً في الرضا عنهم و صموداً في الالتصاق بكرسي الحكم حتى لو كان الثمن البشرية جمعاء .
بينما أسيادهم لا يعتبرونهم إلا أوضع من ذاك الحيوان المذبوح و أدمم خَلقاً منه و أغلف عقلاً و أنتن جيفة و أوضع من فضلاتهم .
متناسيين هؤلاء أن هناك قانون إلهي مسطر في جميع الأديان و الأساطير و حتى الحكايات الذي لا يريدون رؤيته و الرجوع للماضي بعجلات عقله المعطبة و لقصور نظرهم و لعاهة في عظمتهم و لم و لن يعتبروا مما حدث في الأسلاف الغابرة .
فالقانون الإلهي دائماً ما ينتصر للمظلوم على الظالم ، و الحق على الباطل .
و لكن لا بد للمظلوم من التحرك الجاد بكافة الوسائل المتاحة و المستطاعة مثلما تحرك موسى بعصاه و هزم بها أقوى جبروت عصره .
المهم التحرك حتى لو ما يملكون إلا الحصى و الحجر فالله كفيلهم ووكيلهم و ناصرهم مهما طال الزمن أو قصر .
أما إذا قَعِدوا و استكانوا ووهنوا ، سيعذبهم الله بأيدي هؤلاء الظالمين ، مثلما حدث في العراق و سوريا و غيرها عندما حدثت مجازر جماعية على يد داعش .
و عندما تحركوا باسم الحشد الشعبي بجانب الجيش نصرهم الله عليهم .
(إن تنصروا الله ينصركم)
و صلى الله على محمد و آله. و سلم .