شهداء الحشحوش ..
إب نيوز ٢٠ مارس
بقلم / عفاف محمد
هاهي الذكرى الرابعة للجريمة جامعي بدر والحشحوش تمر علينا مثل سحابة حزينة تمطر ٲلم ..
فتلك الحادثة كانت مروعة لحد كبير كونها اول جريمة بشعة تطال عدد كبير من الٲبرياء وفي بيوت الله …
اقتطف لكم مقتطفات من حكايات ٲسر شهداء جامع الحشحوش كنت قد اجريت معهم لقاء إذاعي في برنامج عهد الٲحرار إذاعة صنعاء …
ام الطفل ابراهيم المستكا ..ابن الثلاث سنوات الذي التقطت له صورة ليلة الحادثة مع عمه دكتور اسماعيل الذي جاء في زيارته المعتاده خميس وجمعة من كلية الطب في ذمار التقطت صورة لهما الٲثنان ولم يكن ابدا في الحسبان انهما الٲثنان سيرتقيان شهيدان في ظهر اليوم التالي ويصبحا ضحايا كمين غادر من ذوي النفوس السقيمة والعقول المتخمة بالغل والحقد والعنصرية البغيضة ممن يمنون انفسهم بحور العين !
تقول ام ابراهيم ذهب كعادته فرحا بخروجه مع والده وجده واعمامه الثلاثة ولبس ثوبه البني الصغير وتقول كان كان يتحدث دائما عن الشهادة ويقول انه سيذهب لخاله الشهيد وكان قد حضر قبل استشهاده فعالية الشهيد وصرخ بالشعار ولبس على جبينه ربطة كتب فيها شهدائنا عظماؤنا والتقطت له امه صور ملائكية وهو يجوب معرض الشهيد ولم تتخيل انه سيستشهد بعدها بشهر غادرها بوجه الضاحك وفرحته الغامرة بخروجه للصلاة في مسجد الحشحوش وخرج مهرولا ونسي ان يطبع قبلته المعتادة على وجه امه. وخرج ابراهيم الطفل ولكنه لم يعود…!
تصف امه هول المشهد حين معرفتهم بالٲنفجار وبعد سماعهم صوته كون المنزل قريب من المسجد ..وكان البيت يحترق الم وقلق وتجوبه نيران القلق كما نيران المسجد التي تشظت بفعلها الٲجساد كون معظم افراد الٲسرة هناك في مسجد الحشحوش ..
القاضي إبراهيم المستكا ..واربعة من اولاده واحد احفاده ..
وبعد وقت مر كٲنه عام اتضح ان ثمة شهيدين من هذه الٲسرة المجاهدة وجريحين جروح بالغة …
اشتشهد الدكتور اسماعيل ولم يرجع كعادته لكليته في نهاية اليوم …
والطفل ابراهيم الملاك الصغير الذي كان يملٲ البيت حيوية ..وجرح القاضي ابراهيم وٲحد ابنائه جروح بالغة على اثرها اسعفوا لدولة عمان الشقيق ….
وكذلك اسرة الشهيد محمد مرغم والذي منزلهم كذلك شديد القرب من المسجد طلبت من زوجته التحدث وعندما بدٲت تحشرج صوتها وقالت ذهب زوجي للسوق واشترى لي مصاريف الغداء كاملة و …وعندها اجهشت بالبكاء ولم تستطع اكمال الحديث ..فٲضطررت لتوقيف التسجيل ..واكملت عنها ابنتها الحديث قائلة كانت فاجعة لن ننسى فقدنا فيها والدنا الذي كان حريص على الدوام للصلاة في ذاك المسجد وفقدنا الكثير من جيراننا مثل الضلعي ومن الشباب الذي كانوا امنيات ..وكان يوم صعب مثل يوم الحشر الكل يهرول والاصوات تصلنا من المسجد كان يوم مفجع بشكل يصعب وصفه.
وتحدث ايظا الجريح ..عبدالله المرتضى قائلا :يوم مضني للغاية ..واكد ان الوجع المعنوي كان ٲشد من وجعه الجسدي الذي افقده ساقه وعلى اثر فقدها اسعف الى طهران …حيث وتلك المناظر المهولة لم ولن تبارح خياله وهول الفاجعة المرتسمة في وجيه كل من كان بالمسجد رهبة المسعفين من قساوة المشهد .الجثث المترامية في باحة المسجد والٲنين المتقطع والٲشلاء المتناثرة والدماء المسفوكة واهل الضحايا وملامحهم المفجوعة في اهلهم وآخرين يبحثون عن من تبقوا ٲحياء ..
وتحدث ايظا عن رسالة مفادها ان تتابع وزارة الصحة من حدثت لهم اعاقات دائمة ويتفقدوهم من حين لآخر .وتحدث عن الرعاية التي لاقوها في مستشفيات الخارج وانها كانت على مستوى راقي جدا .. وكانت هذه مختصر بعض حكايات فاجعة الحشحوش والتي وجعها يساوى دهورا في قلوب اهلها.
وحينها وحتى اللحظة كانت هذه الجريمة قضية كبرى شغلت الرٲي العام،و ابكت كل بيت ولازالت تلك الجراح لحد اللحظة تنزف فكم من ثكلى تبكي اليوم هذه الذكرى المفجعة وكم من ٲب وخ و اخت وقريب وصديق يبكي فراق عزيز عليه …
وكانت تلك الجريمتين هي تمهيد لعدوان شرس خبيث طال امده لكن الحق لن يهنزم ولن تهدم اركانه الحق منصور والباطل مدحور مهما طال ٲمده .
الرحمة للشهداء
والشفاء للجرحى في ذكراهم السنوية نعزي كافة اهلهم.