بعد أربع سنوات.. لماذا مازالت واشنطن مصرة على استمرار الحرب في اليمن ؟
إب نيوز ٢٢ مارس
بعد أربع سنوات من الحرب والحصارعلى اليمن تصر الإدارة الأمريكية على استمرار هذه الحرب رغم الكارثة والمأساة الانسانية ودخول الحرب عامها الخامس مسجلة فشلاً ذريعاً في تحقيق أهدافها التي رسمت لها عشية الانطلاقة في 25 مارس عام 2014 فقد أستطاع الشعب اليمني رغم الحصار والحرب غير الأخلاقية الصمود وإفشال أهداف قوى التحالف.
لقد كان إعلان الحرب على اليمن من واشنطن دليل وأضح على أن هذه الحرب هي حرب إميركية من البداية فموقف واشنطن في استمرار العدوان والحصار على اليمن موقفاً مؤثراً ومحورياً فمشاركتها في الدعم والتخطيط للعدوان السعودي الإماراتي وإدارتها وتحكمها فيها يثبت ان أستمرارها مصلحة أمريكية لضمان استحلاب السعودية والإمارات من خلال دعمهم سياسياً وعسكرياً.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأخيرة أثبتت إصرار واشنطن على استمرار الحرب والحصار رغم سوء الأوضاع الإنسانية والتحذيرات التي تطلقها مئات المنظمات الدولية العاملة في الشأن الإنساني حيث قال بومبيو إن إدارة ترامب تعارض فرض قيود على المساعدات الأمريكية للتحالف السعودي في اليمن مضيفاً ان بلاده ستستمر في دعم السعودية والإمارات في حربهما في اليمن وربط بين دعم بلاده للسعودية وسياسة واشنطن العدائية تجاه إيران متجاهلاً الادلة القاطعة على أن بلاده وسياستها في المنطقة وحلفاءها هم من أوصلوا اليمن الى هذا الجحيم وهذه الكارثة.
وتأتي تصريحات بومبيو بعد القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ الأمريكي المتضمن إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الإماراتي السعودي حيث صوت الأعضاء بأغلبية 54 صوتا مقابل 46 في المجلس المؤلف من 100 عضو لصالح القانون الذي يسعى لمنع الجيش الأمريكي من أي نوع من المشاركة في الصراع بما في ذلك توفير دعم للضربات الجوية السعودية على صعيد الاستهداف دون تفويض من الكونجرس ويمثل هذا القرار حسب العديد من المحللين ضربة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لسياسة دونالد ترامب الخارجية وتحالفه مع الرياض وابوظبي في اليمن غير ان تصريحات بومبيو هذه تعتبر تحدي من قبل إدارة ترامب للكونغرس وكان مسؤولون أمريكيون أعلنوا في وقت سابق ان ترامب سيستخدم حق النقض الفيتو لإفشال هذا القرار الذي أعده المشرعين الأمريكيين.
ويُعد الدعم الامريكي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن بشقيه السياسي والعسكري محورياً ومهماً حيث يعتقد العديد من الخبراء الغربيين ان السعودية ستوقف حرب اليمن إذا توقف الدعم الأميركي حتى لوكان لأسبوع وأحد ووصف السفير الأميركي السابق لدى السعودية روبرت جوردان الدعم الأميركي بأنه حيوي لقدرات الرياض العسكرية وقال جوردان لموقع “ميدل إيست آي” ان الادارة الامريكية اذا علقت فقط توفير قطع غيار لطائرات أف 15 فإن الطلعات الجوية السعودية والاماراتية سوف تتعطل في غضون أسبوعين مضيفاً ان تعطلها سوف يدفع الدولتين للذهاب إلى طاولة المفاوضات والتفاوض وإنهاء الحرب.
ويرى العديد من المحللين أن واشنطن تجني فوائد مالية كبيرة من هذه الحرب لذلك تصر واشنطن على أستمرارها وحماية السعودية والامارات حتى سياسياً واقتصادياً حيث عقدت الدولتين صفقات أسلحة بمئات المليارات كما ان الدولتين تدفع رشاوي وهبات مالية بمئات الملايين للعديد من الاشخاص والشركات في واشنطن والعديد من العواصم المؤثرة كما أن الحرب تضغط على أبوظبي والرياض للارتماء أكثر في أحضان ترامب وتنفيذ سياساته في المنطقة وأهماً دفع هذه الدول الى التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية التي تعتبر قضية محورية للأمتين العربية والاسلامية.
الي ذلك رأت صحيفة فرنسية أن الحرب على اليمن المستمرة منذ قرابة أربعة أعوام تهدف إلى إعادة الهيمنة السعودية الأمريكية وما كان لها أن تنطلق أو تستمر لولا تواطؤ الدول الغربية التي تحصل على المليارات من مبيعات الأسلحة مقابل بضعة ملايين تقدمها لليمنيين باسم المساعدات.
وقالت صحيفة “ميديا بارت” الفرنسية في تقرير لها إن “الصمت المطبق الذي ينتهجه صناع القرار في الغرب عما يحدث في اليمن يصم الأذان لأنه لا يمكن أن يكون مجدياً أو أن يصب في مصلحة حل الازمة اليمنية”.
وأوضحت الصحيفة أن الصمت الأوروبي يأتي “لأن قادة الاتحاد الأوروبي لا يزالون منهمكون في مواصلة ابرام صفقات بيع الاسلحة بشكل كبير مع السعودية ودولة الإمارات حيث أن تلك الصفقات هي من يسمح للنظام الملكي السعودي وحلفائه بشن حرباً ضروس قتلت ودمرت حياة الملايين من المدنيين في اليمن”.
وأكد تقرير الصحيفة أن الهدف الوحيد من وراء الحملة العسكرية بذريعة إعادة الرئيس هادي هو تعزيز الهيمنة السعودية الأمريكية على اليمن مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هذه الحملة تعثرت بعد مرور ثلاثين شهراً من بدء العمليات القتالية العنيفة التي لم تفضي في النهاية إلى حل سلمي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “وكما جرت العادة يدفع السكان المدنيون الفاتورة الباهظة لهذه الحروب بالإضافة إلى أنه يعاني جزء كبير من السكان المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الحصار الذي تفرضه السعودية وحلفاءها من نقص في الامدادات الطبية والوصول المحدود إلى مياه الشرب النظيفة وشحه المواد الغذائية”.
ووصف الصحيفة تعامل الدول الغربية مع الوضع في اليمن باللعبة المزدوجة قائلة إنه “يعمل الاتحاد الأوروبي منذ الأزل من خلال لعبته الدبلوماسية المزدوجة على تقديم المساعدات الإنسانية وبيع الأسلحة” مشيرة إلى أن قيمة المساعدات الأوروبية لليمن خلال الحرب بلغت 166 مليون يورو فيما بلغت صفقات بيع الاسلحة أكثر من 6 مليارات جنيه إسترليني حيث وصل معدل الربح الصافي فيها إلى ما يقرب من 600 مليون دولار منذ بدءت الحرب في اليمن.
وأضافت الصحيفة أن ” الكثيرون يرون أن هذه حرب لا يمكن أن تحدث بدون دعم وتواطؤ من القادة الأوروبين” مشيرة إلى أنه “يمكن للنظام الملكي الخالي من أي حقوق للإنسان أن يسكت الأوروبيين الذين أعماهم بوحشية متنامية برق الذهب الاسود والاعتماد اللا محدود على البترودولار”.