“عاصفة الحزم” تهدأ ضد الحوثيين وصالح وتشتعل ضد “القاعدة” في جنوب اليمن.. ولماذا جاء هذا التحول؟ وماذا لو انهارت المفاوضات في الكويت؟ وهل تستطيع هذه “العاصفة” خوض حرب على الجبهتين معا؟ وما هي فرص النجاح والفشل؟
إب نيوز 24 إبريل
ربما يكون القصف الجوي لليمن الذي تنفذه السعودية بصورة شبه يومية منذ بدء “عاصفة الحزم” قبل عام قد توقف نسبيا على مواقع “التحالف الحوثي الصالحي”، بسبب المفاوضات الجارية حاليا في الكويت، ولكنه تصاعد في الجبهات الجنوبية، وبالتحديد في محافظتي ابين وحضرموت، واستهدف مواقع تنظيم “القاعدة” بعد ان منيت القوات الحكومية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بهزائم كبيرة، خاصة في مدينة زنجبار، الاكبر في ابين، بسبب المقاومة الشرسة التي واجهتها، ودفعتها للانسحاب من جنوب المدينة بعد الاستيلاء عليها.
طائرات “عاصفة الحزم” السعودية ظلت وطوال الاشهر الماضية تتجنب اي قصف لمواقع تنظيم “القاعدة”، لانها كانت تنفذ قرارات القيادة العسكرية في الرياض بعدم توسيع دائرة الحرب، والتركيز على التحالف “الحوثي الصالحي”، ولكن الفشل في فرض الاستسلام سريعا على هذا التحالف، وتصاعد الانتقادات الغربية، والامريكية منها بالذات، لهذه الاستراتيجية، زاد من الاتهامات للمملكة العربية السعودية بدعم تنظيم “القاعدة”، ولو بالسكوت على تمديده، وتعزيزه لمواقعه في الجنوب اليمني، الذي يغلب عليه الطابع المذهبي السني.
ومن غير المستبعد ان يأتي تكثيف القصف لمواقع تنظيم “القاعدة” في محافظتي ابين وحضرموت، ليس ردا على هذه الاتهامات فقط، وانما استعدادا لمواجهة اخرى، تتمثل في وجود تحركات داخل الكونغرس الامريكي لاصدار تشريع قانوني يعطي ضحايا تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، الحق في مقاضاة المملكة امام محاكم امريكية، لان اغلبية من نفذوا هذه الهجمات من السعوديين، ووجود تكهنات غير مثبتة حتى الآن، عن تورط امراء سعوديين في دعم هذا التنظيم.
المسؤولون الامريكيون لم يتوقفوا عن انتقاد “عاصفة الحزم” وتسببها في مقتل اكثر من ستة آلاف يمني (حسب تقديرات الامم المتحدة)، واصابة ثلاثين الفا آخرين، وجاءت هذه الانتقادات متزامنة مع حملة مكثفة لمنظمات حقوق الانسان التي وثقت قصف طائرات “العاصفة” لاهداف مدنية، مثل مستشفى شهار في صعدة، وسوق الخميس، ومعمل لتعبئة المياه، واحد الاعراس في مأرب، والاخطر من ذلك انهم اتهموا السعوديين بالمساهمة بدور كبير، بسبب حربهم هذه في اليمن، الى تعزيز وجود تنظيم “القاعدة”، وتقوية صفوفه، وتوسع دائرة الاراضي والمدن التي يسيطر عليها.
ان تفتح السعودية وحلفاؤها، جبهات جديدة في اليمن ضد تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الاسلامية”، ودون ان تنجح في حسم حربها الاساسية ضد التحالف “الحوثي الصالحي” في ميدان القتال، بعد 13 شهرا من القصف، فهذه مغامرة كبيرة محفوفة بالمزيد من المخاطر، وربما تكون اصعب من المغامرة، او المقامرة، السياسية لعاصفة “الحزم” اي هزيمة التحالف المذكور، واخراجه من العاصمة صنعاء، واعادة الحكومة الشرعية الى الحكم.
تنظيم “القاعدة” تنظيم قوي جدا في اليمن، ومحافظات الجنوب مثل ابين وحضرموت على وجه الخصوص، ويجد فيها حاضنة شعبية “دافئة”، مضافا الى ذلك ان التسليح السعودي العشوائي للقبائل اليمنية، وضخ مئات الملايين من الدولارات، في تجييش لهذه القبائل لمحاربة الحوثيين وقوات الرئيس علي عبد الله صالح، جعل آلاف الاطنان من هذه الاسلحة الحديثة والمتطورة، ونسبة كبيرة من هذه الاموال، تقع في يد تنظيمي “القاعدة” و”الدولة الاسلامية”، وبما مكنهما، وخاصة “القاعدة”، من تجنيد وتسليح عشرات الآلاف من المقاتلين الجدد في صفوفهما.
ان افضل “هدية” قدمتها القيادة السعودية وحلفاؤها لهاذين التنظيمين، هو التدخل بريا وجويا في اليمن، لانها بذلك حققت طموحاتهما وتمنياتهما في قتال هذين التنظيمين على ارضهما، واعفتهما من اختراق حدودها المحصنة لقتالها على ارضها وفي عمقها، ولذلك لا نستغرب مدى سعادة التنظيمين بهذه “الهدية” التي لا تقدر بثمن.
“راي اليوم”