للمسيرة في عيدها !!

 

 

إب نيوز ٢٤ مارس

لا أستبعد إن كانت التسميّة بالمسيرة هي من إلهام اللّه و من قبل كان قائد المسيرة القرآنية هو الملهم في تسمية المسيرة القرآنية بهذا الاسم ، فمسيرة كلمة توحي بالسّير المستمر المتجدّد النّابض بالحركة و الحيوية و الحياة ، مسيرة ماضية ليلا و نهارا في دونما كلل أو ملل ، و بلا سغب و لا لغب ،
هي ماضية كان أمامها و في طريقها صخور أم جبال فهي مسيرة تمضي بقوّة و ستمرّ بعنفوان رغما عن كلّ ما يواجهها و يعترضها ،
المسيرة سيرة و قصّة فتية آمنوا بربّهم فزادهم هدى ، و قد بدؤوا ثوّارا ضجّت بهم دولة بني الأحمر و أمينتهم فظلمتهم و حاربتهم بجيوش منظّمة مستعينة بجيوش من مملكة الرّمال ( السعودية ) و مملكة الماسون ( الأردن ) فكان ثبات أولئك الثوار المستضعفين شرارة عنفوان الانتصار للمستضعفين ، و عاد قائدهم السّيّد /عبدالملك بن البدر الحوثي رمزا ، و في ذكر اسمه نتنفّس الحريّة ، و نشعر بأنّه قد بات لنا سندا و ظهرا و ناصرا و إنسانا ينصت لشكوانا و قد مضت بنا سبع و ثلاثون عاما من حكم الظالمين المفسدين العملاء للشّرق و الغرب ، كان حينها الجور و الاضطهاد و الفساد ، فما أن كانت صرخة من ذلك القائد إلّا و قد وصلت إلى أعماقنا تيقظ فينا الحميّة المحمديّة الصّحيحة التي شوّهها الوهابيّون ، و تعيد لنا ذكرى المروأة و الشهامة بعد أن خُذِلنا من بني الأحمر و أمينتهم في رقعة من زمن اهترأت معهم و بهم كلّ القيم و كلّ المبادئ فكانت المسيرة طوفانا متجددا يجرف كلّ خَبَل ، و في طريقه تقتلع الصخور التي تحتها الدّعارة و العمالة و الخيانة و الحقد و التّكفير و التّناجي بالإثم و العدوان، و معصية اللّه و رسوله ، فتسرع تلك الصخرات المهولة إلى منابع السدود لمنع وصول ما ينفع النّاس و لطمس معالم الحقيقة بالشّحن الطائفي ضد المسيرة القرآنية و الخطاب المذهبي و المناطقي علّها تنجو فلا نراها إلّا ساقطة منهارة من على هاوية و سرعان ما ترتطم بجهود رجال ما توانوا للحظة و لا استكانوا في كشف خطوط الوهن لمن خانوا و باعوا و أيّدوا عدوانا أرعن تمادى في سفك دمائنا يبغي إرهابنا فما كان إلّا أن هان و ارتهب هو و تحطّمت مساعيه و ذهبت كهشيم تذروه الرّياح و عادت المسيرة أقوى و عادت هدّارة بالحقيقة و الوضوح و ما أشدّ وقع كلماتها على مسامعهم و بصائرهم المتعامية !!
المسيرة القناة التي نشأت تزامنا و امتزاجا و توأما للمسيرة القرآنية نهجا للحياة ، فمضت مسيرة الحياة و مسيرة الكلمة الصادقة في سبعة أعوام من الثّبات و الصّمود و القوة و التّطوّر الذي واكب الأحداث حدثا بحدث و ألجم البهتان حرفا بحرف و دكّ معاقل سهيل و العربيّة و الحدث و السعوديّة و الجزيرة و يمن شباب و بلقيس و كلّ قناة انتحلت شخصية قنوات العزّة و الهويّة اليمانية حيث فتح الخونة و المرتزقة و الباعة المتجوّلون دكاكين في مواطن ارتزاقهم ليسترزقوا من فضلات التّضليل و الكذب و الدّجل فسمّوا قنواتهم باليمن و سبأ و اليمن اليوم و …الخ كنوع من تشتيت ذهن الشّعب اليمني ، و وضعه مذبذبا بين الحقّ و الباطل ، و التّكذيب لتعتيم الرؤية عنه ، فما كان إلّا وقائع تفرز و تميز الخبيث من الطيب،
المسيرة : قناة الحقيقة لا غير ، المسيرة قناة صدق الكلمة ، المسيرة قناة رجال اللّه في مواقع اشتعال النيران أسودا لا يخافون مجنزرة و لا صاروخا و لا طائرة عدوانيّة ،
المسيرة حقيقة تحاكم كلّ نفس مذبذبة لتفحمها ببيان و فصاحة و أداء مذيعين فاقت قدراتهم قدرات مذيعين و كوادر قنوات شابوا و عركهم الزّمن ، و شاخت مبادؤهم ، وقد كانوا المشار إليهم بالبنان في قنواتهم المجهّزة بأدقّ و أحدث التّكنولوجيا، و مع ذلك فقد تقهقرت بإمكاناتها و مواكبتها و تدريباتها لكوادرها الذين تقهقروا معها حين لم يمتلكوا ولم تكن لهم قضيّة عادلة ، فهُزموا أمام كوادر قنوات صدق الكلمة الذين بدؤوا من الصّفر لا بينهم فيصل قاسم و لا نجوى قاسم فهذان ( و أشباههما ) يقدّمان و يناوران بما يندي الجيب و يعمّره بالدولارات بينما كوادر قنوات التّصدي للعدوان لهم هدف أسمى يرونه الحقّ الذي يجب أن يقال في وقته ،
نعم كانت قناة المسيرة و أخواتها هي الأقوى بقلة إمكاناتها و بالحرب الضروس التي يقوم بها العدوّ الفضائي ( التابع للعدوّ الحقيقي ) من حجبها و تشويشها و التآمر على إغلاقها إلّا أنها نور الحق الذي لا ينطفئ بمكر معتد أثيم ،
انطلقت المسيرة في أشد وقت لظهورها ؛ لتشبع المؤمن بالحقّ و بمسيرة الحقّ عقيدة و عملا فينهل منها حدّ ارتواء الرّوح وحدّ تفتّح العقل الذي اغتيل في 37 عاما منذ اغتيل الشّهيد الحمدي و الذي في اغتياله كان اغتيال اليمن كلّ اليمن .

و اليوم : هاهي المسيرة تطفئ شمعتها السّابعة و تشعل شمعتها الثّامنة ، و نحن نلتفّ حولها ، و نثق بها و بكادرها و ننحني احتراما لتلك المصداقيّة و نهنئها روحا فينا نجول بها و نصول ونقتحم معها و بصحبة رجال اللّه مواقع العدوان بالسّلالم ،
مع المسيرة نمضي حفاة و قد وضعنا أحذيتنا في فم كلّ كاذب و منافق و مرتزق و عميل و خائن و مضينا نحرق مدرّعاتهم بولّاعات ،
و مع رجال اللّه حملنا جرحانا و مضينا مع البطل ( السّويدي ) و بقلبه الحيدري لا نخشى رصاصاتهم تتسابق بين أقدامنا !!
و مع المسيرة والينا قائدنا فدفننا الجبناء أحياء مع ( عبدالقوي الجبري )على أن نسبّ قائدنا ،
و مع المسيرة قاتلنا بحجارة مع ذلك الأسد الضرغام صغير السن ( عيسى العكدة ) ، و واجهنا كتيبة كاملة بصرختنا فاقتحمنا موقعهم و زلزلناهم ،
مع المسيرة نبضا بنبض و روحا بروح مضينا نتلذذ بالاستماع لكلمات من الهدي يقرؤها علينا ذلك الشّهيد الذي لم و لن يغادرنا ، و قد أحيا جيلا حسينيا من جديد ، فشعرنا بفتنة و افتتان بأن يكون هذا الإنسان له من الاستبصار هذا القدر !!
و مع المسيرة اشرأبّت أعناقنا لرؤية ذلك المجدّد ( قائم هذا الزمان) السيد القائد الذي أوجع الضلال و شفى صدور قوم مؤمنين، و كأنّه بلسم بشري لو استطببنا بخلقه و تواضعه و قيمه ، وكأنّه أب هذا الشّعب يحميه و يذود عنه ، و هو العَلَم حين يوجّه و يشدّنا للقرآن ناطقا حليفا حبيبا له ،،
_ فماذا بعد أيتها المسيرة و أي مجد لم تناليه ؟

قناة المسيرة : و في عيدك نهديكِ السّلام ، و كلّ عام و أنتِ الأقوى ، و عقبى ألف عام.

أشواق مهدي دومان

You might also like