لأصحاب ثقافة.. ” مسلم يقتل مسلم “
إب نيوز ٢٥ مارس
المؤمن كيّس فَطِن و ليس فيس بوكن أو تيس سمِن أو كما قيل : كيس قطن ) لكنّي بعد الأربعة أعوام لازلتُ أجد من على قلوبهم أقفالها فتفكيرهم و كلّ قناعاتهم بالية كأنّها مربوطة في كيس قطن و لا يدخلها الهواء إلّا قدر تنفّس يجيرها من الموت ،
نعم : أولئك الهمّازون اللمّازون الذي يقول لهم صمود أربعة أعوام : قد تكشّفت الحقائق للأحمق و الأرعن و الأهوج، و لازلتَ في ضلالك القديم تردّد تلك الاسطوانة المشروخة :
” مسلم يقتل مسلم “،
فــ _ يا ابن النّاس _ إن كنتَ تلمز رجال اللّه فلم يعتدوا على أحد دون أن يبدؤوهم، و حينها فهم مأمورون من ربّ العالمين بــ : ” من اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم “، و رجال اللّه ( هنا ) لم يخرجوا عن قوله : ” و إن عدتم عدنا ” ، إضافة إلى أن المعتدي مكوّن من تحالف ثمانية عشرة دولة عظمى و متوسطة و صغرى ، و جاؤوا بعدّتهم و عتادهم ليقتلوك _ أيّها الكِيس _ و أنت نائم في العسل و لا تدري من يدافع عنك ، و لو زرتَ ذات يوم جبهة واحدة كان سيتضح لك الأمر، و سترى أنّ الفريق الذي يدافع عنك هم رجال اللّه الذين لا يقاتلون إلّا بشرف و دون تجاوز لقيم و أخلاقيّات محمّد بن عبداللّه في حروبه مع ظالمي زمانه و عصره ، و ستجد رجال اللّه خُلّصا من اليمن ،لا بينهم خبير أمريكي و لا وزير إسرائيلي و لا ضابط بريطاني، بينما ذلك الطّرف المعتدي ستجده ما بين سوداني ، سنغالي، مصري، أردني ، تركي ، شيشاني، أفغاني ، سعودي ، إماراتي ، أمريكي ، إسرائيلي ، بريطاني ، فرنسي ، و قد أتى ليقتلك نفسا و ينتهكك عرضا و شرفا ، فهل من فطانتك و كياستك أن تتركه يسرح و يمرح في أرضك و تسمح له بقتلك و اغتصاب زوجك ، و بيع بنتك في سوق الرّذيلة و الفحش ليجاهد بها بنكاحها من جميع تلك الجنسيّات ، و كذلك لا تنسَ أنّه سيأخذ ابنك ليجنّده لديه و يجعل منه درعا بشريا يقيه ، و يكون ذراعا له يرميك به ، و يجعله يضع بندقيته في جمجمتك ، و يغرز سكينه في قلبك ، فهل من الكياسة و الفطنة أن تستسلم له ؟
و إن كان ابنك و فلذتك و من صلبك و قد غسل المحتل دماغه ليذبحك و يواجه بقية أبنائك و أهلك و فصيلتك و عشيرتك و قريتك و وطنك ، فهل من الفطانة و الكياسة و المنطق و العقل و الحق أن تستسلم له بمبرّر أنّه ولدك ؟
آم أنّك ستقول و لن تملك حينها إلّا أن تختار أن تكون كسيّدنا نوح الذي قال عن ابنه :” إنّه عمل غير صالح ” ؟!
أخبرني _ يا صاحب معتقد_ : ” مسلم يقتل مسلم ” : هل نُزِعَت غيرتُك و إحساسك و قيمك و مبادؤك حتّى تستسلم للمعتدي الذي اتخذ ابنك واجهته حتّى يزعزع ثقتك ، و يذبذب قراراتك ، فتتراجع عن مقاومته وردعه بدافع الأبوّة ، و بالتالي ستضع سلاحك و تستسلم له لأنّه ابنك الذي من وراءه المحتل الغازي المعتدي ؟!
و هل أنت هنا كَيِس فَطِن أم كيس قطن ؟
و هل بعد أن رفع ابنك سلاحه في وجهك ليمكّن المحتل منك و من أمه التي هي زوجك و أخته التي هي ابنتك و من كلّ وطنك ،
هل لا زلت هنا تعدّ ابنك منك؟
أم ستتبرأ منه و تعلن النّفير عليه فهو عمل غير صالح، و هو ذراع للمحتل يسهّل مهمّاته ، و يمهّد له الطريق مستغلا قناعاتك المتبلّدة ومقولتك : مسلم يقتل مسلم ؟ !!!
و هل تجاوزت كلّ قيمك لتنساق لمعزوفتك : مسلم يقتل مسلم ، و قد والى ابنك المعتدي المحتلّ القذر، و تعاميت عن تعاليم اللّه الذي هو ربّك و معبودك الذي لاشريك له حين يقول :” و من يتولّهم منكم فإنّه منهم ” ؟!
؛ ولهذا _ يا صاحب ثقافة : مسلم يقتل مسلم _ : حاكم قيمك و استدع القرآن ليفصل بينك و بين هواك لتزول غشاوة قلبك الذي لازال مريضا بالذّبذبة و التّعامي عن الحق و أهله ،
حاكم و حاسب نفسك اليوم فالسّمع و البصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ، و لاتظنّ الله غافلا عنك ، و عن تثبيطك و لمزك و همزك لرجال اللّه من عرفوا الحق فاتبعوه و عرفتَ الحق فانسلختَ عنه و تنكّرت له بعقد مكبوتة في ذهنك و فكرك ، و مخزون ذاكرتك، و لليوم ما استطعت التخلّص منها فلا زلت تخلط الحق بالباطل و أنت تعلم ، وحينها فلا أتمنّى لك حتّى ترى الحقيقة بأمّ عينيك و تقتنع إلّا أن توضع في صاروخ باليستي و تُربط في جوانبه و تنطلق معه لترى أنّ المحتلّ و المعتدي لا ترعبه مقولتك و لا تردّه عن غيه و فجوره ذبذبتك ، و لكنّه يعمل ألف حساب لرجال اللّه و لهذه الباليستيهات التي نتمنّى لك معها رحلة سعيدة فمع البركان أو البدر تتناثر أشلاء و حينها قد تشعر بالأبرياء الذين قصفهم العدوان و تعود بعدها ترى فضل رجال اللّه بعد اللّه و هم الذين باعوا أرواحهم ليدافعوا عنك و عني و عن العقيدة و العرض و الأرض و أنت لازلتَ تلمزهم نائما في العسل تغني معزوفتك الغبية المملّة : “مسلم يقتل مسلم “، و السّلام
أشواق مهدي دومان