لمن النصر اليــوم؟
إب نيوز ٢٦
كتبت / وفاء الكبسي
سؤال يجب أن يسأله كل عاقل ولبيب في العالم لنفسه، ويسأله كل من كان في قلبه شك أو ريب لمن النصر اليوم هل هو لليمن المظلومة أم لهذا العدوان الظالم؟!
دعونا نحسب النصر بحساب التضحية والصمود لأن النصر لا يكون إلا لمن ضحى وقدم وأعطى في سبيل الله ومن أجل وطنه، لنحسبها بحساب الايمان والتقوى واليقين الكامل بوعد الله بأن النصر حليف المؤمنين المستضعفين الذين دافعوا عن أرضهم وعرضهم بقوة وشجاعة واستبسال وليس بحساب كثرة المال والعدة والعتاد!
ألم ينصر الله تعالى المسلمين في بدر رغم قلة العتاد والعدة ، ولكنه هُزِمهم في معركة حنين وهم كثرة بسبب غرورهم ولنا في هذا عبرة؟!
فاليمن رغم قلة عدتها وعتادها أنتصرت وقاومت بكل صمود وثبات وشموخ لأربعة أعوام مضت؛ لأن إرادة الشعب اليمني لن تهزم ولن تقهر أبدا، لقد انتصرت إرادتنا وكسرت قيود العبودية والتبعية الخارجية، وكسرت هذا العدوان بكل مخططاته ومؤامراته، وهانحن نعيش اليوم الصمود والحرية بكل عنفوان وعزة وكرامة رُغم المعاناة والألآم والتضحيات الجسام، فهذا العدوان الوحشي شن حقده وغضبه على بلدنا الحبيب فجعل منه بلد يملؤه الحزن والبؤس والقتل والدمار، فأُسّرٌ بأكملها أبيدت، ومنازل تهدمت على رؤوس ساكنيها، وأشلاء الأطفال والنساء تناثرت دون أي جرم أو ذنب ، ًالطفولة في بلادي وأدت، والحرية سُلبت حتى الموتى في قبورهم قصفوا!!
أنه ياسادة عدوان لئيم غاشم لم يبق َولم يذر فكل شيء في اليمن قصف ودمر، المساجد والمشافي والأسواق وصالات الأعراس والعزاء وكل شيء قصف دون أدنى وجه حق أوسبب سوى أن اليمن هي آخر قلاع الإسلام فأرادوا طمس هويتها الإيمانية ونهب جميع مقدراتها، فكل يوم يرتكب هذا العدوان المجازر الوحشية التي يُندى لها جبين الإنسانية، وتخر لها الجبال، وتبكي لها العيون دما، ولم يكتف ِالعدوان السعودي الأمريكي الصهيوني بهذا، بل قام بحصار الشعب وتجويعه، وذلك باغلاق جميع منافذ الحياة البرية والبحرية والجوية، ولكن قابل كل هذا العدوان الوحشي الهمجي البربري صمود أسطوري، صمد وتحدى فيه الإنسان اليمني من مزارع وعامل وموظف وطالب، فلم يستكين أو يتوقف فكلا منهم واجه العدوان من منطلق عمله مابين رفد للجبهات بالمال والرجال أو بقلمه الذي دافع ووجه العدوان وفضح زيفه وكذبه افتراءاته، أنه شعب عظيم شعب تحمل الصعاب مالم يتحمله غيره من الشعوب، وضحى أعظم التضحيات، ووقف صامدا ًأبيا ًقويا ًشامخا ًبقوة الله مرمغ أنف العدوان بتراب اليمن الطاهر، فكل ماحشد له العدوان، من مرتزقة وسلاح كان المجاهد اليمني من الجيش واللجان الشعبية يلقفون ويحصدون كل ماجمعه العدوان في لحظة كعصا موسى، شعب عظيم جبار واجه أعتى قوة على وجه الأرض واجه أمريكا بغطرستها وتكبرها وتكنولوجيتها المتطورة من الأسلحة الحديثة، فالإنسان اليمني أذهل العالم ببطولاته الباهرات ومعجزاته الأسطورية، كيف أنه جعل من المستحيل ممكنا وًصنع الصواريخ بعيدة المدى ، وصنع الطائرات من غير طيار وغيرها من الصناعات التي أذهلت العالم وأرعبت العدو، كذلك المرأة اليمنية لن أنسى دورها الكبير وصمودها العظيم وتضحياتها وعطاءها ألا محدود، كيف قدمت فلذات أكبادها بكل قوة وصبر وإيمان كبير، لقد قدمت الشهيد تلو الشهيد تلو الشهيد واستقبلته بالورد والريحان والزغاريد وهي مازالت تقول بأنها تستحي من الله؛ لأنها لم تقدم شيء، ولم يقتصر دورها على هذا بل رفدت الجبهات بالمال والغالي والنفيس وصنعت الخبز والكعك وخرجت لوقفات ومسيرات، كل هذه التضحيات لايمكن أن يفهمها ُأو يشعر بها من كان عبد للعدوان، وتربى على الذل والهوان، فكلما زادت الجراح والآلام إزداد الشعب اليمني قوتا ًوصمودا ًواصرارا ًعلى مواجهة كل هذا الاجرام الوحشي، لأنه شعب عظيم شامخ يضاهي الجبال رفعة ً، والحديد قوتاً، هنا سيكتب التاريخ بأحرف من نور وذهب بأن النصر لن يكون إلا لليمن، لمن سحق هذا العدوان بمافيه من مرتزقة من جميع أنحاء العالم وأسلحة متطورة، فشعب كهذا له إرادة فولاذية وصمود وإيمان قوي راسخ وقيادة ربانية حكيمة لايمكن أن يُهزم، نحن منتصرون وواثقون من ذلك وأن طغى الظلام فشمس نصرنا ستسطع ذات صبح بإذن الله..
أليس الصبح بقريب؟!