عبد الباري عطوان : هل سمع القادة العرب المجتمعين في تونس بيوم الأرض؟ وهل اطلعوا على برنامج اليمين الإسرائيلي الانتخابي .
Share
إب نيوز ٣٠ مارس
هل سمع القادة العرب المجتمعين في تونس بيوم الأرض؟ وهل اطلعوا على برنامج اليمين الإسرائيلي الانتخابي الذي يتزعمه صديقهم نتنياهو ويطالب بإقامة إسرائيل داخل الحدود التوراتية أي كل لبنان والأردن ونصف سورية وثلث السعودية وثلثي العراق ونصف سيناء؟ اليكم ما ينغص عليكم اجتماعكم
عندما يحتفل آلاف الفلسطينيين في مختلف المدن والقرى بيوم الأرض الذي يصادف ذكراه اليوم، ينظمون المسيرات، ويخوضون المواجهات، ويقدمون الشهداء والدم، فانهم لا يدافعون عن الأرض الفلسطينية فقط، وانما عن الأرض العربية المهددة بالضم الإسرائيلي.
ائتلاف اليمين الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، الذي يخوض الانتخابات التشريعية الأسبوع المقبل يضع على قمة اجنداته الدعوة الى إقامة دولة إسرائيل داخل الحدود التوراتية، وهذا يعني وفق الخرائط الرسمية احتلال كل لبنان، وكل فلسطين، وكل الأردن، ونصف سورية، وثلث السعودية، وثلثي العراق، ونصف سيناء.
لا نعتقد ان وزراء الخارجية العرب الذين ذهبوا للمشاركة في مؤتمر وارسو التطبيعي، واعتبروا ايران هي الخطر الأكبر الذي يهدد امن العالم واستقراره، ولم يذكروا الخطر الإسرائيلي بكلمة واحدة، ولو من قبيل المجاملة، ويهيمنون على الاجتماع التحضري للقمة العربية في تونس، يريدون ان يعرفوا هذه الحقائق المذكورة آنفا، او يسمعوا عن يوم الأرض وشهدائه، فإسرائيل هي الحليف والحام لهم ولأنظمتهم، ولا يهمهم تهويد القدس المحتلة، وضم هضبة الجولان، ونزع صفة الاحتلال عن غزة والضفة الغربية.
اليوم هضبة الجولان، وغدا خيبر وبابل وسيناء وكل لبنان والأردن الذي سيصبح الوطن البديل، ويتم ترحيل ملايين الفلسطينيين اليه تحت عنوان تخفيف الكثافة السكانية في “جوديا وسماريا”، حسب التعريق الصهيوني التوراتي.
الفلسطينيون يحتفلون اليوم بيوم الأرض وهم اقوى عزيمة، واكثر إصرارا على المقاومة للاحتلال بأشكالها كافة، والوقوف سدا صلبا في وجه الاحتلال ومخططاته، وطموحاته، لابتلاع الأرض العربية، وإقامة امبراطوريته التاريخية.
مسيرات العودة التي تنطلق اليوم، وكل يوم جمعة على طول الحدود في قطاع غزة تتعانق مع صواريخ المقاومة التي وصلت الى ما بعد تل ابيب وباتت تشكل الرعب للمستوطنين الإسرائيليين، وتدفع بالملايين منهم الى الملاجئ، وتجعل قذائف الطائرات الإسرائيلية تضرب في الخلاء والأماكن المهجورة، وتفشل القبب الحديدية في اعتراضها.
متى كان نتنياهو المتغطرس يهرول الى القاهرة بعد كل صاروخ مستنجدا بالقيادة المصرية، ومتسولا وقف سريع لإطلاق النار؟ الإجابة بسيطة، وتتلخص في عبارته الشهيرة “ان المخفي اعظم”، وهذا المخفي هو الإرادة الصلبة التي كسرت كبرياء وغطرسة القبب الحديدية التي كلف انشاؤها عشرات المليارات.
“القادة” الذين يجتمعون في تونس “الاحد” لم يسمعوا بيوم الارض ومعانيه الوطنية، ولا يريدون ان يسمعوا، ولو كانوا يسمعون لما اختاروا عقد قمتهم في هذه الذكرى، فإسرائيل ليست عدوهم، ولن تكون، وبوصلة صداقتهم تؤشر نحوها.
كان السيد حسن نصر الله متفائلا عندما طالب هؤلاء بسحب مبادرتهم العربية للسلام كحد ادنى، بعد ان تحولت الى مهزلة، وموضع احتقار من نتنياهو وغيره، من كثرة ما داسوا عليها، واصحابها بأحذيتهم الملطخة بدماء الشرفاء.
يا سيد المقاومة، هؤلاء ليسوا اهلا لمخاطبتك لهم، ولا يستحقون ان تعيرهم أي اهتمام، فعقيدتهم التطبيع، ومبدأهم الاستسلام، وقمة المنى لديهم رضاء نتنياهو، وزيارة ماري ريغيف، وزيرة الثقافة الإسرائيلية العنصرية البغيضة، وفرقها الرياضية، ونوتة النشيد الوطني الصهيوني الموسيقية.
في يوم الأرض المبارك نترحم على الشهداء الذين قدموا ارواحهم دفاعا عن الأرض العربية والإسلامية في فلسطين المحتلة، كل فلسطين، ونشد على ايادي المقاومين مشاريع الشهادة الحية رافعة رايات العزة والكرامة نيابة عن امة منهكة بطعنات حكامها واعدائها معا.
امه فيها أمثال الشهيد عمر أبو ليلى واشقائه وشقيقاته من المقاومين والمقاومات الشريفات العفيفات ستنتصر في نهاية المطاف.. والأيام بيننا.