تُجَـــــــــار الحُــــــرُوب.
تُجَـــــــــار الحُــــــرُوب
إب نيوز 25 إبريل
ليسَ من مصلحةِ تُجَّارِ الحروب والمستفيدين من العُـدْوَان والحصار إيْقَافُ العُـدْوَان ولا فَكُّ الحصار؛ لِأَن حقن دماء الـيَـمَـنيين بالنسبة لأولئك المرتزقة نذر شؤم يتهدد مصالحهم البرجماتية الكبرى التي حصلوا عليها بفعل العُـدْوَان والحصار.
فمرتزقة الريال السعودي يعملون في اتجاه مضاد لمسار السلام؛ لِأَن السلام قد يفقدهم أَمْــوَالاً طائلة يتقاضونها كُلّ شهر بأسماء الآلاف من الجنود الوهميين الذين يتقاضون مرتباتِهم من دولة العُـدْوَان، كما أَن أَحْــزَاباً وكياناتٍ تقيم في الرياض قدمت الـيَـمَـن على صحن من ذهب لآل سعود يجدون بقاءَ مصالحهم في استمرار سفك دماء الـيَـمَـنيين؛ ولذلك يقفون ضد أَية خطوات إيْجَـابية في اتجاه الحل.
وبينما هناك مَن ينتظر بفارعِ الصبر انتهاء العُـدْوَان والحصار وعودة الاستقرار ليعاودَ نشاطَه التجاري والاستثماري يرى مستثمرو الحروب والأَزَمَـات بأن توقف العُـدْوَان سيؤدي إلَـى انتهاء نشاطهم في سوق العمالة والارتزاق سيتوقف، فالكثير من مستثمري الحروب الذين يجنون المال يعملون على تقويض فرص السلام في مختلف المحافظات، وكما هو حال مرتزقة الريال السعودي، فهناك قلة من التجار المحتكرين والعاملين في مجال التهريب المنظم للمشتقات النفطية والأدوية وغيرها يقفون ضد السلام؛ لأنهم لا يستطيعون ممارسة أَي نشاط تجاري تنافُسي في سوق مستقر وتعتمد تجارتهم على الأَزَمَـات والاحتكار والاستغلال فقط.
فعلى مدى عام من العُـدْوَان التقت مصالحُ تجار الحروب مع تجار الأَزَمَـات، وما يحدث من ابتزاز منظم للتجار المستوردين من قبل نزلاء الرياض ومقرّبين من هادي منذ بداية العُـدْوَان من إِرْهَـاب مالي كبير يُعَـــدُّ جريمةً بحق الـيَـمَـنيين، وخُصُـوْصاً أَن عملية السماح بدخول السفن التجارية يتم بالتنسيق بين ما تسمى بوزارة النقل المعيَّنة من قبل هادي وبين جلال هَادي ومقرّبين من جلال في الرياض ولا يتم التصريح لأية سفينة بالدخول إلَـى الموانئ الـيَـمَـنية إلّا بعد دفع إتَاوَات كبيرة تتباين ما بين الـ 10 إلَـى 20 ألف دولار على كُلّ سفينة وترود لصالح شلة الرياض.
يضاف إلَـى أَن عدداً من المقربين لهادي أَصْبَــح لهم شركاتُ نقل بحرية في ليلة وضحاها وتحولوا إلَـى تجار مشتقات نفطية يغرقون الأَسْوَاقَ بتجارتهم السوداء بين الفينة والأُخْـرَى، وفي حال المقارنة بين تجار المشتقات النفطية ومهرّبي الأدوية إلَـى السوق المحلي بجنرالات النفط فَإن عمليةَ التهريب المنظّمة للمشتقات النفطية براً وبحراً باتت تجارة رابحةً جداً يديرها كبار الضباط الموالون لهادي وللعُـدْوَان.
وقبل الختام نذكّر بما كشفه تقريرٌ صادرٌ عن أَطْــرَافٍ موالية للعُـدْوَان عن عملية التهريب المنظم للمشتقات النفطية في منفذ العبر، وعلى الرغم من أَن التقرير كان نتيجةً لصراع مالي بين مرتزقة العُـدْوَان إلّا أنه كشف عن جزء بسيط من نشاطات تجار الحروب، وَأَكَّـدَ التقرير الصادر أواخر العام الماضي أَن كمياتٍ كبيرةً من المشتقات النفطية تدخُلُ بصورة يومية عبر منفذ الوديعة وبتراخيصَ من العمليات المشتركة لتحالف العُـدْوَان بأسماء جنرالات مقرَّبين من هادي وقيادات موالية للعُـدْوَان إلّا أنها تفرغ حمولتها من الديزل والبترول في تجمُّعات خاصة بالشاحنات القادمة من عدد من المحافظات بغرض الشراء بالمفرق العبر-الوديعة تلك المصالح وغيرها من مصالح تجار الحروب والأَزَمَـات تحولت إلَـى عقبة كأداء أَمَــام اتجاه السلام ووقف نزيف الدم الـيَـمَـني والحفاظ على ما تبقى من تماسك اقتصادي في البلد.