أبطال كربلاء: قدوة الشاب المسلم .
إب نيوز ٩ ابريل
بتول عرندس
تحل علينا، وفي محضر إمام زماننا (عج)، الذكرى العطرة لميلاد أبطال كربلاء: الإمام الحسين (ع)، العباس وعلي الأكبر، وفي هذه المناسبة نستحضر سيرة هذا الثالوث البطل: ثالوث القيادة التضحية والطاعة.
فالقائد هو أبو الأحرار الإمام الحسين (ع) والذي علّم ويعلم كل قائد وريادي كيف تكون القيادة وكيف يتصدى الراعي بحزم وحكمة للدفاع عن قضايا الرعية. خرج مصلحًا، مؤمنًا بقيمِ ثورته، بالغًا أسمى درجات الانعتاق من هذه الدنيا الدنية.
سجل الإمام الحسين (ع) دستورًا لكل الثائرين كيف تصان العقيدة وكيف يُحارب الظلم وكيف تنتزع الحقوق. هو أستاذ المجاهدين في كل زمان ومكان وهو الشمعة التي تنير درب كل الثوار الباحثين عن الاصلاح والتحرر.
ولكن لا بد من الاشارة الى معالم آخرى في شخصية الإمام الحسين (ع) فهو لم يكن شجاعًا فحسب، انما ابنًا بارًا لوالديه وأخًا محبًا لاخوته وزوجًا عطوفًا وأبًا حنونًا رقيقًا. كان الحسين (ع) طائعًا مخلصًا، وكان عالمًا عارفًا، وكان محبًا للناس متواضعًا وصادقًا.
أما العباس، فلا يكفي أن نقول بأن ابنًا كأخيه الحسين (ع) ورث علم وشجاعة وبأس وصلابة ورباطة شأش أبيه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام. العباس كان مصداق الجندي الرسالي الذي كرس حياته للإسلام والأخ الذي لم يتخلَ عن أخيه رغم علمه بضراوة المعركة ووحشية العدو.
العباس، هنا، ايضًا دعوة لكل أخت وليس فقط للاخوة لتأمل موقفه في كربلاء، كان العباس يخشى ان ينتهك ستر اخته زينب وسائر النسوة، وكما العباس يستشهد عشرات المجاهدين اليوم دفاعًا عن الستر والحجاب والعفة.
أخيرًا وليس أخرًا، نتحدث بايجاز ولا يكفي الحديث عن علي الأكبر، الشاب الرسالي المخلص. علي الأكبر ترك وراء ظهره متاع الدنيا وغرورها ولم يغتر بمقام أبيه وحسبه ونسبه. كان شابًا تواضع للإسلام وجاهد للإسلام واستشهد للإسلام. رأى الموت أمام عينيه ولم يتراجع ﻷنه حرر نفسه من أغلال الهوى وكان توّاقًا ككل الشهداء لملاقة جده الرسول (ع).
في ذكرى ميلاد أبطال كربلاء، دعونا ايها الأحبة نسأل أتفسنا: أين نحن من هؤلاء؟ هل نحن فعلًا راغبون ومستعدون للانعتاق من الدنيا ولترسيخ حياتنا لخدمة المجتمع والأمة وللدفاع عنها بشتى الطرق؟