لماذا نجح الصماد ؟
إب نيوز ١١ ابريل
كتبت / سعاد الشامي
لو تأملنا فترة رئاسة الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليه للمجلس السياسي الأعلى رأس السلطة وسدة الحكم ومركز القرار وتوليه بذلك إدراة الدولة وقيادة البلاد ، لوجدنا فيها أصعب التحديات وأبلغ المخاطر والتهديدات التي كانت تعصف بالبلاد حينها بفعل ماترتكبه قوى تحالف العدوان الإجرامية المستمرة بكل شغف في توزيع القتل والدمار لليمنيين والعبث بكل الأوراق الدينية والسياسية والأقتصادية والإعلامية في مسلسل اجرامها بحق الشعب اليمني و بتواطئ وانبطاح وانقياد تام ومطلق من قبل قوى الإرتزاق والخيانة ومساندة سرية من قبل قوى النفاق التي كانت تسعى جاهدة بالخفاء إلى نخر جسد الجبهة الداخلية المقاومة للعدوان والعمل على أضعافها حتي يتسهل للأعداء تحقيق أهدافهم والوصول إلى غاياتهم.
مرحلة صعبة جدا ظل الأغلب خلالها يراهن على فشل الشهيد الرئيس الصماد بل أنهم كانوا يعدون إدراة البلاد في ظل تلك الأوضاع أمرا مستحيلا !!
فكيف استطاع الصماد الرئيس الشاب أن يكون خير قائد في أحرج وأصعب مرحلة تاريخية متجاوزا كل المخاطر القائمة والعوائق الشائكة؟
دعونا الآن نقلب بعض صفحات سفر تاريخ خالد لهذا الرجل العظيم ونبحث بين سطورها عن جزيئات من أسباب النجاح ….
الشهيد الصماد خريج أكاديمية الحسين الثورية والمشكاة القرآنية ومصنع الرجولة التي تخرج منها عمالقة هذا الزمن من حملة القرآن وفرسان الوغى وليوث الكرى بعد أن حفظوا كل دروس الصبر والثبات والتضحية والفداء وطبقوها مواقف سلوكية على أرض الواقع وفي مواجهة كل التحديات والصعاب.
الشهيد الصماد قبل أن يعيش مع أبناء هذا الشعب هذه المظلومية كان قد عاش سابقا مظلومية أكبر وأقسى وأفظع مع أبناء صعدة بكل معانيها وويلاتها وكان ممن لم يرعبهم لاحديد ولانار ولاحصار ولادمار فأكتسب من تلك المرحلة قوة الأرادة وحنكة الأدارة وبسالة الشجاعة وأدرك بأن مواجهة الطغاة لا يكون أولا إلابسلاح الإيمان ودرع الاعتصام والتوكل على الله.
الشهيد الصماد هو المواطن اليمني البسيط الذي لم يؤثر المنصب اطلاقا في نفسيته الجهادية ولم يغره كرسي الحكم فيطمع بالمكوث عليه كما فعل السابقون من قبله فهو لم يعتليه رياء وسمعة أو رغبة في شهرة أو سعيا لثروة وأنما كان من باب استشعار المسئولية الدينية والوطنية في دفع الظلم ونصرة المستضعفين وصون البلاد .
الشهيد الصماد هو السياسي المخضرم والمفكر المحنك والوطني الصادق الذي لم يساوم ذات يوم في المبادئ والقيم الوطنية ولم يتاجر في معاناة الشعب وأنما ظل طوال تلك الفترة يعمل على إستقبال كل الروئ المطروحة من كل فئات المجتمع وجمع كل الأطراف السياسية تحت لواء الوطن وتغليب المصلحة العامة والسعي دائما إلى تجاوز كل الأزمات والعمل الدؤوب في حمل قضية وطن يطل من خلالها على نافذة الحياة التي أمرنا بإستخلافها وتعميرها من شرفة العطاء المقدس والنهوض بحال هذا الوطن إلى حيث الحرية و الأمن والإستقرار والبناء.
الشهيد الصماد هو الإنسان ذو القلب الكبير والفطرة السليمة الذي جسد مكارم الأخلاق في أبهى معاني الإنسانية المحضة وهو يحمل على أكتافه جرح وطن ومظلومية شعب يعيش بين أبنائه يزرع محبته في قلوبهم وهو يحضر مجالسهم ويأكل معهم ويتفقد أحوالهم ويلامس جروحهم ويبلسم أوجاعهم ويخفف عنهم وطأة عدوان سافر جعلهم أهدافا لوجستية لصواريخه الإجرامية.
الشهيد الصماد هو المجاهد الذي أدرك يقينا أنه لافوز ولانجاح ولانجاة ولا عزة ولارفعة إلا بالسير على درب الجهاد فلم يحبذ المكوث على كرسي الحكم دون أن يحمل بندقيته ويصول ويجول جبهات الشرف والبطولة ليعيش اللحظات المقدسة مع المجاهدين والذي أكد بقوله أن مسح نعالهم أشرف لديه من كل مناصب الدنيا ليفوز بعدها برتبة الرئيس الشهيد.
الشهيد الصماد هو ذلك الطود الشامخ الذي لم يزحزحه تكالب الاعداء وخذلان الأقرباء وقلة حيلة الرفقاء ولم تنل منه نوائب وصروف الدهر ، فكان تلك الصخرة الصماء التي نجحت في تحطيم أحلام ومطامع العدوان فعمدوا إلى تفتيتها وزحزحتها من طريقهم ونسوا أن كل فتات منها سيصنع ويضع في طريقهم جبال من صخور .