شهيدات مجزرة مدرسة الراعي..
إب نيوز ١٢ ابريل
كتبت/رقية الضمين
دعـونا نتأمـل في تلك الفراشـات الصغيـرات شهيـدات مجـزرة مدرسـة الراعي ما قبل الحـادثة وما بعـدهـا ،
نتـامل في تلك العيون البراقة المعبـرة عـن الحلـم النابغ والمستقبـل الزاهـر ،
فسرعان ما تقـذف في قلوبنا الراحة والطمأنينة،
نـتأمل في تلك الوجـوه البشوشة الناظره المجدة المجتهدة ،
التي تنتظر إنقضـاء الأيـام والسنوات لتُحقق حلمهـا المنشـود وترى ثمرة مجهودهـا التي بذلته ،
في اولئـك الأمهـات اللواتي يبذلن قصارئ جهودهن لتربية أطفالهـن وتعليمهـن ليفخـرن بهـن في ايامهـن المقبلـه ،
في أولئك الآبـاء الذين يسعوا جاهديـن في تأميـن المستلزمـات التي يحتاجونها أطفالهم في أيـام الدراسة رغـم الحالة الصعبة والأزمة الخانقه التي يعيشونهـا لعلهـم في المستقبل ينسون هـذا العنـاء كلـه ،
في أولئـك الطفلات اللواتي يذهبـن في الصبـاح البـاكـر رغم الجهـد الذي بذلونه بالأمس لحـل واجباتهن ودروسهن المنزلية فيستيقضن يحملن معهن كتبهن ومستلزماتهن ومعهن طموحاتهن وأحلامهـن الوردية المزهـرة ،
فيخرجن بثبـات فيصافحن الطيـور ويتـأملن في أشعة الشمس الذهبيـة لتكـون هـذه آخـر نظـرة لهم للشمس في هـذا اليـوم المشؤوم ،
فمابيـن أحلامهن والعدوان الجائـر على بلادهـن
يتساءلن :-هـل سنواصـل ونحقق أحلامنـا المنشودة أم أن العـدوان سيقضي عليهـا ويحطمهـا ،
وماكـان من طيـران العـدوان إلا أن أتئ حاملاً معه هزيمته وخسرانه وحقده ومكره ليقذف بغاراته المشؤومة على هؤلاء الأطفـال البريئيـن ويحطم أمالهـم في الحيـاة وأحلامهم الزاهـره فيحـولهـم إلى أشـلاء مبعثـرة ومتقطعة ،
فتتحـول تلك العيـون البراقـة الصغيـرة ،
إلى عيون مغمضة تذرف الدمـع من شدة هول ما رأت ،
فتقذف في قلوبنا الحزن والأساء والكرب ،
فتتلطخ تلك الوجوة البشوشة المبتسمة ،
بالدمـاء وتنجـرح متأثـرة بغارات العدوان الغاصب ،
وتتحطم تلك الآمـال والأحلام والجهود الحثيثة لتندرج في لوحة جرائم العدوان ،
وأولئك الآمهات المثابرات الجاهدات في تعليم أطفالهن يتحولن الى ثكالى يذرفن الدموع دما لفقدهن فلذات أكبادهـن فهنـا عنوان للمعاناة ،
وأولئك الآبـاء الذين يسعـون جاهدين في تأميـن المستلزمات لأطفالهـم أصبحـوا متبلدين مـتأمليـن في أشلاء أطفالهم المبعثرة المتفحمة ودمـاءهم الملطخة على دفاترهم وكتبهم ،
فأيهـا القاصفون المنافقون المجرمون ،
أتعلمون منهم أولئك الضحايـا ؟
أتعلمون من هي تلك الطفلة التي قام طيرانكم بإستهدافهـا وقصفهـا ؟
هي تلك التي بالصباح وقفت ثابتاً أمـام العلم اليمني لتردد النشيد الوطني بكل ثبات وقوة وترفع صوتها قائلةً “لن ترئ الدنيا على ارضي وصيـا”
هي تلك التي في الحصة وقفت تبجيلاً وإحتراماً للمعلم لتقتبس منهُ ما يفيـدهـا لنصـرة قضية وطنها المظلوم ،
هي تلك التي خطت بقلمهـا حروفٌ من نورٌ لتعرج على سلم العلـم والثقافة لتصنع مستقبل زاهـر لوطنهـا المظلوم
صغيرتي الشهيـدة :-
سنواصل ونقـاوم ونكـافح بكل ثبات وقوة ونردد بملئ أفواهنـا قولاً وفعلاً”لن ترئ الدنيا على ارضي وصيـا “