أيها الخليجيون .. ستطالكم الفوضى الخلّاقة و لو بعد حين … بقلم / عبدالمنان السنبلي.
إب نيوز 25 إبريل
واهمٌ كل من يظن من حكام الجزيرة و الخليج أنه سيكون في منأى و منجأ من أن تطاله نيران و شظايا ما أُعُدَّ للمنطقة من مخطط تقسيمي جديد تحت إسم (الفوضى الخلاقة و الشرق الأوسط الجديد ) و هو المصطلح الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش قبل عدة سنوات (كونداليزا رايس) و الذي يُعَدّ بمثابة إيذاناً ببدء مرحلة التنفيذ لخطة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في نهاية السبعينات (هنري كسينجر) و الذي يقضي بإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط من خلال تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ…
في الواقع لقد تلقى حكام الخليج و مستشاروهم تلك التصريحات بحالة من اللاإكتراث و اللامبالاة بدون حتى أن يكلفوا أنفسهم عناء التأمل فيها أو يخضعوها للدراسة و البحث على إعتبار أنهم يظنون أنفسهم أنهم و ممالكهم ومشيخاتهم غير معنيين بتلك التصريحات وذلك لطبيعة العلاقة الحميمية التي تجمعهم بواشنطن خصوصا و الغرب بصورة عامة…
بدأ العمل بالإعداد لتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة يجري بوتيرة عالية أولاً في دهاليز و أقبية المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية و كذلك البريطانية و الفرنسية و بسرية تامة من أجل تهيئة المناخ و الأجواء المناسبة في البلدان التي تم إختيارها و إنتقاءها بعناية تامة لبدء المرحلة الأولى من هذا المشروع في ظل حرصٍ أمريكي و غربي شديد على البقاء بعيداً عن الصورة تنصلاً من المسئولية و منعاً لأي إتهاماتٍ لهم قد تتسبب بإفشال مخططاتهم نظراً لحساسية الشارع العربي من تدخلاتهم المباشرة …
و جاء ما عُرف بالربيع العربي على تلك الدول المنتقاه مدشناً لمرحلة جديدة من الفوضى المتدرجة تصاعدياً و التي مازالت على هذا الحال إلى يومنا هذا و لا ندري كيف سينتهي بها الحال ..
دول الخليج و خصوصاً السعودية و قطر بدورهم ركبوا موجة ذلك الربيع على إعتبار أنهم في مأمنٍ كما أسلفنا كمغذيين و ممولين و داعمين له، فسعوا و مازالوا بكل إندفاعٍ و حماسٍ إلى تقمّص دور المدافعين عن حقوق الشعوب في التغيير و مقارعة الإستبداد و قاموا بمساعدة بعض القوى و الحركات داخل تلك الدول المتاثرة بالربيع ماديّاً و عسكرياً و إعلامياً بصورة غير محدودة مما ترتب على ذلك خلق حالة حادة من التفكك المجتمعي و السياسي و الطائفي بصورة تؤسس لعدم إستقرارٍ دائم و مستمر يفضي في نهاية الأمر إلى إنهيار و سقوط تلك الدول، و لنا في العراق و سوريا و ليبيا و اليمن أبلغ الأمثلة على ذلك…
إلا أن ما غفله حكام الجزيرة و الخليج و يدركه تماماً الأمريكيون و من وراءهم هو أن سقوط تلك الدول المعنية في المرحلة الأولى و إنهيارها هو نقطة الإنتقال للمرحلة الثانية من مشروع الفوضى الخلاقة و الذي سيأتي على دول الخليج أنفسها كنتاج طبيعي لما حصل في سابقاتها من الدول بفعل التدخل الخليجي فيها و كهجمة عكسية مرتدة من ذات الجماعات التي دعمتها أنظمة الخليج مادياً و عسكرياً لتتساقط بعدها تباعاً و تتقسم بحسب ما أقره كسينجر في خطته و إنها عند أول ضربةٍ تتعرض لها لأوهى من بيت العنكبوت…
و بذلك يضيع العرب جميعاً في متاهات فوضى خلاقة أو مثمرة ليس لها آخر و تذهب أمريكا بالشاة و البعير و بكل ما في مصارفها و بنوكها من أموالٍ طائلة و إستثمارات، و تذهب إسرائيل بالأمن و الأمان و التوسع و السيطرة، و ستتعافى بعد حينٍ العراق و سوريا و اليمن كمُسَلّمة تاريخية و لا رجعة لممالك و مشيخات النفط المستحدثة و الآنية إلى الأبد، و لا عزاء…
#معركة_القواصم