صحيفة أمريكية: تعرف على قصة صعود ابن سلمان السريع وخفايا مراهقته .
إب نيوز ١٤ ابريل
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تقريرا موسعا للكاتبة كارين إليوت هاوس، مؤلفة كتاب “السعودية.. ماضيها وشعبها”، كشفت فيه تاريخ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وخفايا طفولته ومراهقته، وسرّ تقريب الملك سلمان له دون بقية الأبناء.
وأوضحت “هاوس” في التقرير الذي نشرته الصحيفة السبت، أن للملك سلمان زوجتين: الأولى “سلطانة” وأولادها ستة، والثانية “فهدة” وأولادها ستة أيضاً، وتوفي اثنان من أبناء زوجته الأولى في وقت متقارب، بسبب أمراض في القلب.
وترى هاوس أن أحد أسباب تقرُّب الملك من ابنه محمد هو وقوفه إلى جانبه خلال وفاة أبنائه، في ظل انشغال الآخرين بحياتهم وعائلاتهم عنه، حيث كان يواسيه ويهتم به، وهو ما كان بداية صعوده.
وتقول: “كان الملك سلمان أميراً على منطقة الرياض حينها، وكان كثير العمل، وأُوكلت إليه مهمة معاقبة الأمراء المشاغبين ممن قد يسببون مشاكل للعائلة المالكة بسبب تصرفاتهم، حيث مُنح الصلاحيات كاملة في التعامل معهم”.
وتضيف: “بسبب قرب محمد من أبيه واطلاعه على تفاصيل واسعة، فإنه تعرف مبكراً على الآلية التي يمكن من خلالها ضبط وإحضار الأمراء والتعامل معهم، وكيف يتم التعامل أيضاً مع شيوخ القبائل، وهو ما استعمله لاحقاً عندما قام بعملية احتجاز أمراء ووزراء ورجال دين”.
وتبين الكاتبة الأمريكية أن المرحلة الدراسية لمحمد بن سلمان كانت غير منتظمة، بسبب مرافقته لوالده في أغلب الأوقات، ولم يتعلم بشكل طبيعي مثل بقية أقرانه، ولم يتعلم كيف يتعامل مع الأصدقاء بشكل طبيعي.
وتنقل الكاتبة عن أحد كبار العائلة السعودية الحاكمة أن افتقاد إحساس محمد بالقيود يأتي بسبب كونه لم يكن طالباً منتظماً.
وتتناول هاوس مرحلة تولي محمد بن سلمان أول عمل له عقب تخرجه في جامعة الملك سعود بالرياض، حيث كان أول اصطدام له مع الملك الراحل عبد الله، الذي كان ممتعضاً من أخيه سلمان، بسبب بيع الأخير أراضي، لضمان مستوى معيشي له ولعائلته.
تقول هاوس: إن “بن سلمان أبلغ مقربين منه أنه في تلك السنوات وتحديداً في 2007، اضطر إلى القيام بأول عمل خاص به من أجل دعم العائلة، كما يقول شقيقه خالد، حيث أنشأ أول شركة خاصة وحوَّل كل العقود الحكومية لها كما يفعل بقية الأمراء”.
حاول بن سلمان نيل رضا الملك عبد الله، بحسب الكاتبة، غير أن تلك المحاولات لم تنجح، فلقد سعى إلى الحصول على قصر الملك فهد الذي كانت تشغله أرملته، غير أن تلك المحاولات لم تنجح، حتى انتظر وفاة عمه الملك عبد الله.
وتبين الكاتبة أن البلاد حين كانت في حالة حداد، اختار بن سلمان أربعة مستشارين كلفهم إعادة هيكلة الحكومة، وجرى إلغاء مجالس كانت مهمتها اتخاذ القرار، وتشكيل مجلسين؛ الأول للاقتصاد والثاني للأمن الداخلي، وهو ما منحه مهمة الإشراف على السياسة.
وتوضح أن الملك سلمان بدأ بتعيين ولي عهد جديد له وهو الأمير محمد بن نايف، فيما بدت أنها محاولة لقطع الطريق على نجله محمد من أجل الوصول بسرعة.
وترى أن واقع الحال كان يشير إلى أن الملك سلمان عيَّن بن نايف، حتى يكون تمهيداً لتعيين نجله الصغير ولياً للعهد ولا يكون الأمر صادماً للسعوديين، حيث تمت الإطاحة بولي العهد السابق وتعيين نجله محمد بدلاً منه.
وتشير الكاتب الأمريكية إلى أنه مع تولي بن سلمان الولاية، بدأ بتنفيذ خططه الرامية إلى التخلص من كل منافسيه، خاصة من أبناء عمومته، من عائلة آل سعود الحاكمة.
وتذكر أنه بدأ سلسلة من القرارات المفاجئة التي أصابت الجميع بالذهول، إذ كانت لديه مفاجأةٌ كلَّ ستة أشهر، بدأها بقطع العلاقات مع قطر عام 2017، ثم اعتقال الأمراء، وإجبار سعد الحريري، رئيس وزراء لبنان، على الاستقالة.
وتوضح أنه قرر رفع الدعم عن الوقود، وبات من غير الممكن معرفة ما هي المفاجأة الجديدة التي سيقْدم عليها بن سلمان.
وعلى الرغم من الانتقادات الدولية التي وُجِّهت إلى بن سلمان عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على يد مقربين منه، فإنه لم يبدِ ندماً كبيراً على فعلته تلك، حسب الكاتبة.
وترى أن أنه طالما يحظى ابن سلمان بدعم ترامب ووالده الملك سلمان، فلن يتراجع خطوة إلى الوراء.
وتؤكد الكاتبة أن حملة ابن سلمان ضد معارضيه وحملته ضد النشطاء والناشطات واعتقالهم وسجنهم، جعلته يبدو وحيداً في سعيه إلى تحقيق رؤيته 2030، التي يريد من خلالها تقليص اعتماد السعودية على النفط.