مؤشرات دور اﻷقطاب الدولية واﻹقليمية في الموجات الشعبية الجديدة المتفرخة من موجة الربيع العربي .!!
إب نيوز ١٧ ابريل
مصطفى حسان
تسلسل اﻷحداث , وإتساع دائرة الصراعات العربية , وتنقلها من فتنة الى أخرى سببت إرباك ويأس لدى الناس .
فهذه الموجات التي توالت وتفرخت من موجة الربيع العربي تبين أن المحرك لها أقطاب دولية وإقليمية هي مؤشرات لتوجه اﻷنظمة السياسية العربية نحوا الفوضى , وتفكك النسيج اﻹجتماعي .
تعدد اﻷحزاب السياسية بأهدافها المتباينة أنجبت الصراعات الداخلية , وإنفلات في هيكل نظام الدولة , وضعف السيطرة على اﻷوضاع , وهذا اﻹنفلات والتدهور السياسي ناجم عن توغل اﻷطراف اﻷقليمية المتصارعة في كيانات النسسيج اﻹجتماعي الممزق ..!!
فأصبحت الكيانات السياسية في المجتمعات العربية ذات تباينات متسعة , وفجوات الخلافات فيما بينها عميقة . أدت الى تغليب اﻷهداف الشخصية والحزبية على اﻷهداف الوطنية العامة ..!!
وهذا يمثل بيئة خصبة تبذر فيها أمريكا وإسرائيل مشاريعها السياسية وتلعب بخيوط التباينات السياسية العربية التي تتميز مكوناتها بعدم اﻹنسجام والشتات في اﻷهداف , والبنية السياسية الهشة لنظام الدولة .
من الملاحظ من خلال التطلع الى المتغيرات الجديدة في ثلاث دول عربية ( السودان + ليبيا + الجزائر ) يمكن تشخيص هوية وخيوط اللاعبين الخارجيين , أبرزت بوضوح دور السعودية واﻹمارات , وبموافقة , ورضى من قبل مصر التي تشهد إستقراراً رغم مجاورتها لمناطق التوتر في ليبيا والسودان ..!!
هذه هي جدول تركيب الكلمات المتقاطعة فيما يدور في السودان وليبيا ﻹنهاء دور اﻹخوان المسلمين هناك تحت رقابة أمريكية ﻹدارة ترامب .
المتغيرات في الدول العربية الثلاث ( السودان ليبيا الجزائر ) دون غيرها . مع ماتشهده دول الخليج وعلى رأسها السعودية واﻹمارات من إستقرار وخلوها من موجات الحراك الشعبي , وكذالك النجوا المصري من هذ الحراك رغم مجاورتها لمناطق التوتر .
فكل هذا اللغط سوف يشكل خارطة جديدة في الوطن العربي تضاف الى نفوذ المحور اﻷمريكي واﻹسرائيلي والسعودي واﻹماراتي في منطقة البحر اﻷحمر بدءً من القرن اﻷفريقي وقناة السويس الذي سيمتد الى السواحل اليمنية ومضيق باب المندب ..!!
كما يلاحظ التزامن بين تلك المتغيرات في الثلاث الدول بإنعقاد جلسة مجلس النواب للمرتزقة في سيئون , كغطاء شرعي ﻹنتشار نفوذهم العسكري على السواحل اليمنية في البحر العربي , والبحر اﻷحمر وجزرها والتي برزت في اﻹحتلال اﻹماراتي لجزيرة سقطرة , والتقاسم السعودي اﻹماراتي للمحافظات الجنوبية , والتمهيد لتنفيذ خارطة شكل الدولة اليمنية في المستقبل كخيار وحيد ونهائي في الحل السياسي الشامل ﻷزمة الحرب في اليمن , وبأشراف اﻷمم المتحدة التي تدير المخططات لللوبي العالمي في المنطقة