الجبهات ما بعد “توشكا” اليمن
إب نيوز ١٨ ابريل
أزاحت القواتُ المسلحة الستارَ، الثلاثاء الماضي، عن المفاجأة المنتظَرة منذ أمْس الأول، كاشفةً عن صاروخ بالستي جديد، يمني الصنع، بمواصفاتٍ عالية تحاكي مواصفاتِ الصاروخ الروسي الشهير “توشكا”، في إنجاز استثنائي يضافُ إلى قائمة الإنتاجات العسكرية النوعية لقوات الجيش واللجان الشعبية.. القائمة التي كسرت احتكار العدوان للتفوق في الإمكانات المادية برًّا وبحرًّا وجوًّا، ودخلت بالأدمغة التي تقف وراءها مضمارَ التنافس العسكري العالمي محطِّمةً مقاييسَ الظروف الصعبة وشحة الإمكانات، حَيثُ أصبحت تلك الظروفُ تضافُ إلى الإنتاجات العسكرية اليمنية لتشكّلَ قيمةً تجعل من هذه الإنتاجات تحدياً يصعُبُ تحقيقُه إلا في اليمن.
مواصفاتُ الصاروخ
رسميًّا أُطلِقَ على الصاروخ تسميةُ “بدر – إف” بحسب الناطق الرسمي للقوات المسلحة، ليكون عضواً جديداً في منظومة “بدر” البالستية اليمنية التي تضم “بدر١” و”بدر١-بي” الذكي، لكن مواصفات الصاروخ وطريقة عمله دفعت المختصين لتسميته بـ “توشكا اليمن”؛ نظراً للتقارب الكبير بين مواصفات الصاروخين، إلى جانب ما يمثّلُه “توشكا” في ذاكرة العدوان على اليمن، حَيثُ تعرضت قوات العدوان وبالذات الإمارات إلى ضربات موجعة جداً يصعُبُ نسيانُها بواسطة هذا الصاروخ.
وتوضح تلك المواصفاتُ التي تم الإعلانُ عنها خلال المؤتمر الصحفي لناطق القوات المسلحة، أمس، أن “توشكا اليمن” يمتلكُ مدى يصل إلى ١٦٠ كيلو متراً، ويحمل ١٤ ألف شظية، فيما ينفجر على ارتفاع ٢٠ متراً، وتنتشر تلك الشظايا على مساحة دائرية قطرها ٣٥٠ متراً، ودقة إصابته تصل إلى ٣ أمتار.
مواصفاتٌ تجتمعُ معاً لتشكِّلَ محرقةً كبرى محقّــقة ولا يمكن النجاةُ منها أبداً، وتؤكّــد التشابه الكبير مع الصاروخ الروسي “توشكا” الذي سبق وحقّــقته به قواتُ الجيش واللجان محارقَ لا زالت دول العدوان تتذكرُها سنوياً.
ضرباتٌ موثقةٌ
وعزّز ناطقُ الجيش هذه المواصفات بمشاهدَ مصوَّرة أكّــدت مدى فاعلية الصاروخ، إذ عرض خلال المؤتمر الصحفي عدة مقاطع فيديو تظهر التجربةَ الأولى للصاروخ، وبعض الضربات التي استهدف فيها تجمعات ومعسكرات العدوان ومرتزِقته على الحدود وفي جبهات الداخل، ولم يتم الإعلانُ عنها من قبلُ.
المقاطعُ أظهرت بوضوح انفجارَ الصاروخ على ارتفاع أمتار من تجمعات العدو، وأظهرت المدى الواسع الذي انتشرت فيه الشظايا على الأرض.
وسجلت كاميرا الإعلام الحربي من الجَوِّ، إصابةَ الصاروخ لتجمعات كبيرة من المرتزِقة السودانيين في أحد المعسكرات التي كانوا يتمركزون فيها وراء الحدود، موضحةً الأثرَ الكبيرَ الذي حقّــقته الضربةُ بواسطة الشظايا، كما سجّلت هروعَ سيارات الإسعاف وبقية عناصر المرتزِقة إلى المكان؛ لنقلِ القتلى والجرحى، ووثّقت أَيْــضاً ما بعد الضربة، حَيثُ ظهرت المنطقة المستهدفة خاليةً بعد أن قام العَدَوُّ بنقل الموقع عقب استهدافه.
وعرض ناطقُ القوات المسلحة مشهداً جوياً آخرَ لضربةٍ أخرى استهدفت تجمعاتٍ للمرتزِقة في مقرٍّ لهم بإحدى جبهات الداخل، وظهرت في المشهد آثارُ انتشار الشظايا بشكل واضح وعلى مدى واسع، كما استطاعت الكاميرا أن توثقَ جثثَ بعض المرتزِقة الذين سقطوا قتلى حول الأطقم العسكرية في تلك المنطقة جراء الشظايا. وسجلت الكاميرا الجوية أَيْــضاً مشهداً للموقع بعد الضربة وقد تم إخلاؤه من قبل العدو.
المشاهدُ المصوَّرةُ حملت رسائلَ ودلائلَ كثيرةً، لم تُثبِتْ وحسب مدى الفاعلية الكبرى للصاروخ، بل أوضحت أَيْــضاً مدى التطوّر النوعي الذي وصلت إليه قدراتُ اليمن المقاوِم للعدوان في مجال التصنيع العسكري، وأوضحت أَيْــضاً المصيرَ المحتومَ الذي ينتظر قوى العدوان.
مخزونٌ استراتيجيٌّ وأهدافٌ جديدة
متحدِّثُ القوات المسلحة، أكّــد، أمس خلال المؤتمر الصحفي، أنه “بعد استكمال عملية الدراسة والتطوير سلّم مجمعُ الشهيد أبو عقيل الصاروخي الدفعةَ الأولى من الصاروخ لمركز العمليات الصاروخية”.
وأضاف أن “قواتنا تمضي قُدُماً في تطوير قدراتها العسكرية الدفاعية من أجل حماية البلاد والتصدي للعدوان ودحر الغزاة المعتدين”.
ولقوى العدوان وجّه رسالةً بِأَن “قوتنا الصاروخية التي ادّعيت يوماً أنك تمكّــنت من تدميرها، هي اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه”.
وأكّــد سريع أن اليمن بات يمتلكُ مخزوناً استراتيجياً صاروخياً مناسباً، مُضيفاً أن “استمرار العدوان يعني استمرار الصناعات العسكرية والتطوير وبالتالي استمرار العمليات العسكرية الصاروخية”.
وتوعّد بأن العملياتِ الصاروخية “ستشمل أهدافاً جديدةً ضمن بنك الأهداف”، مؤكّــداً أن القوة الصاروخية تمتلكُ القدرة الكافية لشن هجمات مزدوجة على أهداف متعددة في وقت واحد.
وأكّــد أن الكشفَ عن هذا الصاروخ يأتي رسالةً تتزامن مع ذكرى استشهاد الرئيس صالح الصمّاد، متعهداً بِأَن دماءَه ودماء كُـــلّ الشهداء اليمنيين والجرحى لم ولن تذهبَ سدى.
وكان ناطقُ القوات المسلحة قد كشف في وقت سابق من هذه العام أن قوات الجيش واللجان الشعبية تمتلكُ منظومات صاروخية متطورة وحديثة لم يتم الإعلان عنها بعد، كما كشف عن منظومات دفاع تحت التجربة، وأجيال متطورة من الطيران المسيّر.
ويأتي هذا بعدَ أقلَّ من شهر من إعلان قائد الثورة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي عن امتلاك اليمن لقدرات عسكرية نوعية لا تمتلكُها حتى دولُ العدوان رغم ثرائها، فيما كان وزيرُ الدفاع بحكومة الإنقاذ قد أعلن سابقاً أن هذا العام سيكون “عامَ الحسم”.
* المسيرة