غياب الصمّاد عن اليمنِ كغيابِ الألوان عن الصور !
إب نيوز ١٩ ابريل
بـقـلـم / إقـبال جـمـال صــوفـان…
لازال صوتهُ يَصهُل في أرواحنا ولا زالت صورتهُ تجول في أذهاننا حث خُطاه مسرعاً نحو الشهادة حتى عانقت روحهُ غيم السماء رحل ونحن في أمسّ الحاجةِ إليه فعندما وصلنا خبر استشهادهِ مرّت من تحتنا عاصفات الرياح وأمطرت من فوقنا قطرات السماء وتحركت من أمامنا أمواج البحار ونُثرت من جوانبنا ذرّات الرمال سلامٌ على روحه الطاهرة التي لم نرَ منها إلا كل جميل كان منبع التواضع والقيم نبراس العزة والحرية وقاموس العلم والمعرفة إمتلك فكر سياسي وإداري سليم تولى الحكم في ظل ظروف استثنائية حرجة وحساسة ومشحونة بالتناقضات ولكنهُ أثبت خلال هذه الفترة أنهُ رجل المرحلة الجدير بالنجاح والتحدي لم يضق صدره يوماً ولم يفقد توازنه حتى في أشد الظروف وأحلكها أثبت حكمتهُ وسعة صدره وتمكّن من جذب ولف جماهير الشعب حوله وإليه وذلك من خلال حنكتهِ السياسية وأسلوبهُ المؤثر في الخطاب رجلٌ مضى بخطى قرآنية وأحاديث نبوية تجلّى حفظهُ لكتاب الله في خُطبهِ ومُحاضراتهِ شدّنا إليه بآيات الله التي طبّقها قولاً وفعلاً أذهَلنا بحبهِ الشديد لجبهات العزة والكرامة والجهاد في سبيلِ الله فقد قال : ” أن ذلك المكان هو الموطن الذي تطمئن روحه فيه” ! وخلال إحدى زياراتهِ الدائمة للمجاهدين قال :
“إن مسح الغبار من فوق نعال المجاهدين أشرف من كُل مناصب الدنيا ! ”
وأيضاً في حضورهِ لتخرج عسكري قال :
“لقد نصحنا الكثير بأن لا نحضر هذا التخرج ولكننا أبينا إلا أن نحضر بين أوساطكم فليست دماؤنا أغلى من دماؤكم ودماء زملائكم في الجبهات ولا جوارحنا أغلى من جوارحكم !”
فأخبروني أهناك رئيس دولة يصول ويجول في ساحِ القتال؟؟!! لقد نسف كُل المظاهر الدُنيوية وجَعلها لا تساوي شيئاً أمام كرامة وحرية شعبٌ بأكمله سخّر نفسهُ لسمو المواطن وفخامة المستضعفين ! أهمل الشكليّات الزائفة التي يحظى بها رؤوسا العالم من سيارات، ومباني، وحرّاس ، وثروات، وإستثمارات، ومشاريع ، وحسابات بنكية وووو الخ بل أنه قُبيل إستشهادهِ بأيام قال :
“صالح الصمّاد لو يستشهد غد مامعَ جهاله وين يرقدوا وهذه نعمة كبيرة بفضل الله !” أرخص نفسه فداءً لله ولشعبهِ فأختارهُ الله ليكون من الفائزين بوسام الشهادةِ التي طالما تمناها ونالها بإخلاصه وصدق نيته..
لقد رافقنا الشهيد الرئيس في أدق تفاصيل حياتنا وحين استشهد الشعب فقد الأب والمجاهدين فقدوا الونيس والبحار فقدت الغواص والجبهات فقدت القائد والدولة فقدت النبراس ولكنه لم يرحل إلا وقد حفر ثقافته ومبادئه وأقواله ومواقفه في قلب كل يمني فبكت عليه القلوب قبل العيون وتفطرت لوداعه الأشجان والوجدان وتشحبت لفراقه الملامح والأبدان وتبعثرت لرثاءة القصائدوالأقوال رحل عنّا جسداً لكنهُ باقٍ فينا روحاً..
“أدعوا أبناء الحديدة للخروج في مسيرة البنادق حتى يعلم العدو أننا لن نستقبله بالورود” هكذا قال أبو الفضل في آخر خِطابٍ له فلنُبادل الوفاء بالوفاء ولنخرج يوم غد جميعاً إلى باب اليمن في عاصمة الروح صنعاء وكذلك في الحديدة الصامدة وصعدة الأبيّة لنُثبت للعالم أن الجميع في اليمن هم صالح الصمّاد..
#ذكرى_استشهاد_الرئيس_الصماد
#الذكرى_السنوية_الأولى
#يدٌ_تحمي_ويدٌ_تبني