الصماد النموذج السياسي الراقي !!

 

إب نيوز ٢٠ ابريل
كتبت / سعاد الشامي

انتماء الإنسان إلى جماعة بشرية يحوي في طياته اعترافا بوجود سلطة عليا أو هيئة حاكمة لتلك الجماعة تنظم كل شؤون أمرها ، لذلك فالسلطة السياسية هي ظاهرة اجتماعية لايمكن تصورها خارج المجتمع الانساني ، ووجودها هو ركن أساسي من أركان الدولة إذ لايصلح أطلاق مسمى الدولة على شعب وأقليم بلاسلطة عليا ذات اختصاص عام تتضمن كافة مجالات الحياة داخل الدولة بحيث تضمن حق الحياة الكريمة للشعب وحق الاستقلال والسيادة للأرض.

كنا قد سمعنا عن مكر الذئاب ولكن لم نكن نعي أن أشد فتكا منها هو مكر الرؤساء والملوك ، الذين يحملون في يمينهم سم الدبابير وفي يسراهم أسراب الحمام وشعوبهم غارقة في بحر التبلد الموغل في عمق الغباء السياسي، لذلك ظللنا في اليمن ثلاثة عقود ونحن نحدق بعيون الأعمى إلى ذلك الشخص المعتلي عرش الحكم ، عاجزين عن التمييز بين ما نسمع منه من أقوال ومانراه منه من أوهام !

لم نتسائل حينها لماذا لم نحرث أرضنا وأنما حرثنا حقول الحزن والبؤس ولم نحصد سوى النكبة تلو النكبة ؟ ولماذا لم تستخرج ثروات أرضنا الطيبة لننعم بخيراتها ؟ بل تم سحبنا من مركز القوة إلى نقطة الضعف وأخرجنا من نعيم السيادة إلى جحيم الوصاية بعد أن سلم رئيس الشؤم بلاد الخير إلى دول الشر وعلى طبق من ذهب !

يقال بإن للسلطة نشوة تعبث بالرؤوس وتغير جواهر النفوس ولكن كان للرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه شرف نسف هذه المقولة عندما ضرب أروع صور الأنظمة السياسية المتميزة على مر العصور وفي وقت عصيب تتعرض فيه الدولة اليمنية لأشرس عدوان ينتهك سيادة أرضها وينال من كرامة شعبها.

تميز الشهيد الصماد بروح إيمانية وصفات قيادية وسمات إنسانية ومؤهلات سياسية جعلته يتألق في مهمته الرئاسية على أرقى مستوى وأكمل وجه ، فهو لم يسعى إلى بناء مصالحه الذاتية ولم تتمركز جهوده حول حماية كرسي الحكم كمافعل السابقون من قبله ، وأنما سعى وصب جهوده كلها في فعل كل مامن شأنه حماية الدولة والنهوض بها إلى أسمى مقامات التمكين والاستقلال والتقدم.

ولأنه المفكر الفذ والمحنك السياسي أدرك بأن ضمانات قيام الدولة القوية والمستقلة والمستقرة لن يكون إلا بتقديم قيم وثوابت خالدة تدور وتتمركز حول المصلحة الوطنيه الشاملة والاستقلال الوطني بكل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، ففي فكر الصماد سلام الله عليه تجلت قيم البناء والحماية التي تضمن للدولة سيادتها الوطنية وكرامتها البشرية فلا الحماية وحدها ستضمن البقاء ولا البناء وحده سيضمن الرخاء فكلاهما مكمل للآخر ، تدخل عبرهما اليمن إلى حياة جديدة كل ماقبلها من آفات الذل والهوان والتبعية والوصاية متلاشية وزائلة ومابعدها من مقومات العزة والقوة والكرامة دائمة خالدة لاتزول.

فسلام الله على الصماد ماسعت أيادي الأحرار إلى حماية أوطانهم وأمتدت أيادي المخلصين إلى البناء ..

You might also like