مرتكزات بناء استراتيجية الردع في الإسلام.
إب نيوز ٢٤ ابريل
عبد الملك سفيان
مفهوم الردع، هو بناء القوه الماديه والمعنويه اللازمه، التي تترك الاثر السيكلوجي في نفسية العدو فتجعله يرتدع ويحسب الف حساب عن القيام بالعدوان، كونه سيخاف الرد السريع القوي المجلجل وتوقعه حلول الهزيمه الماحقه به.والردع يستهدف منع وكف العدومن اتخاذ قرار استخدام القوه الغاشمه.
وتتفق استراتيجية الردع في الاسلام مع جوهر الاسلام المحمدي الاصيل، الذي هو دين السلم والسلام، كما وتتفق مع جوهر العقيده العسكريه الاسلاميه التي هي ذات الطابع السلمي الدفاعي وغير العدائي.واستراتيجية الردع في الاسلام ليست استراتيجية حرب هجوميه، بقدر ماهي استراتيجية حرب دفاعيه وردع لأرهاب الاعداء وأخافتهم من عاقبة التعدي والعدوان على الامه الاسلاميه.وهو مايتضح من قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز:
(وأعدوالهم مااستطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) صدق الله العظيم.سورة النساء.الايه (60).
ويقوم بناء استراتيجية الردع في الاسلام على المرتكزات الاءتيه:-
1. الأعداد الشامل للقوه الرادعه الماديه والمعنويه.
2.التأهب والاستعداد العالي المستديم.
3.اعداد الامه الاسلاميه للدفاع عن نفسها.
4.تحقيق الاكتفاء الذاتي لكل متطلبات الحياه.
5.الاستمراريه في تعزيز وتطوير قوة الردع.
6. التصدي الحازم للقوى المضاده الداخليه والخارجيه.
1.الاعداد الشامل للقوه الرادعه الماديه والمعنويه:-
يوجب الاسلام على الامه الاسلاميه أن تعد ما تستطيع اعداده من قوه ماديه ومعنويه بكل اشكالها وصورها العسكريه والامنيه والاقتصاديه والتجاريه والماليه والعلميه والصناعيه والسياسيه والاخلاقيه والاعلاميه، لكي تصبح الامه الاسلاميه قويه في مواجهة اعدائها ومرهوبة الجانب وقادره على رد العدوان وقهره وعلى الدفاع عن نفسها ودينها وعلى بلدانها واوطانها وحقوقها وخيراتها وثرواتها ولتكون عزيزه لها كيانها وسيادتها واستقلالها وكرامتها، وبما يمكنها من الاسهام الفاعل في نشر واحقاق واقامة الخير والحق والعدل والحريه والسلام في هذا العالم ، ومواجهة قوى البغي والشر والباطل والجور والطغيان والاستبداد والاستكبار.
2.التأهب والاستعداد العالي المستديم:-
ويعد الاستعداد والتأهب المستديم العالي من مستلزمات ومستوجبات الردع الحيويه للاعداء، وانه لاقيمه تذكر ولادور ولاتأثير للقوه مالم يلازمها ويوازيها المستوى العالي من اليقظه والحيطه والحذر والانتباه، ودرجه عاليه من الاستعداد للعمل الفوري والقدره العاليه على التحرك العسكري السريع لرد العدوان وصده وردعه وحرمان العدو من تحقيق المفاجئه والمباغته، ولوقاية الامه الاسلاميه من الاثار الكارثيه للمفاجئه المعاديه، ويتضح ذلك من قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز:
( ياأيها الذينءامنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات اوانفرواجميعا ) صدق الله العظيم. سورة النساء.الايه(102 ).
3.أعداد الامه الاسلاميه للدفاع عن نفسها:-
حيث ينبغي على الامه الاسلاميه ان تعد نفسها اعدادا ماديا ومعنويا كاملا وكافيا من جميع النوحي العلميه والصناعيه والاقتصاديه والتكنولوجيه والعسكريه والامنيه والسياسيه والثقافيه والاخلاقيه والاعلاميه، حتى تصل الى بلوغ اسباب القوه المانعه الرادعه للاعداء، والتي تمكنها من الدفاع عن نفسها ووجودها وكيانها ودينها وارضها وعرضها وكرامتها وحقوقها، وعن حاضرها ومستقبلها.
4.تحقيق الأكتفاء الذاتي لكل متطلبات الحياه:-
يوجب الاسلام ويقرر على الامه الاسلاميه ان تعمل وتجد على تحقيق الاكتفاء الذاتي في شتى نواحي ومجالات ومتطلبات واحتياجات الحياه الاقتصاديه والزراعيه والعسكريه والتكنولوجيه، وغيرها، وان تكون معتمده على نفسها في كل شئون حياتها، تأكل مماتزرع وتلبس مماتصنع، وان تعمل على تحقيق النهضه الشامله في جميع الجوانب مما يمكنها من مواجهة الاعداء والصمود والتصدي في وجه العدوان.
5.الأستمراريه في تعزيز وتطوير قوة الردع:-
حيث ينبغي على الامه الاسلاميه ان تعمل دوما وبكل جد واجتهاد على تعزيز وتطوير قوة الردع لديها بكل اشكالها وصورها الماديه والمعنويه القادره على ردع اعدائها المتربصين بها المنتظرين اللحظه المناسبه التي فيها تغفل الامه الاسلاميه عن الخطر المحيق المحدق بهااو اللحظه التي يضغف فيها استعدادها القتالي، فينقضون عليها، وهو مايتضح في قول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز:
(ودالذين كفروا لوتغفلون عن اسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميله واحده) صدق الله العظيم..سورة النساء..الايه (102).
6.التصدي الحازم للقوى المضاده الداخليه والخارجيه:-
يستلزم تحقيق استراتيجية الردع الاسلاميه، التصدي الحازم والسريع للقوى المضاده المعاديه المستتره التي تعمل ضد الامه الاسلاميه في الخفاء سوى داخل البلاد اوخارجها، ويستوجب التعامل مع هذه القوى الهدامه و الخيانيه العميله في مواجهتها بكل الوسائل والاساليب الماديه والمعنويه الرادعه من اجل الحفاظ على تماسك الجبهه الداخليه للامه، ويقتضي ذلك العمل على توفير مستلزمات ومتطلبات التصدي، واتخاذ التدابير والاجراءات الاجتماعيه والامنيه والعسكريه والثقافيه والاعلاميه لكشف وضبط وردع هذه القوى الخبيثه الحاقده التي تنفث سمومها في الخفاء وتروج الدعايات وتنشر الاشاعات وتثير الفتن وتمارس الفساد وكل اساليب الحرب النفسيه لاضعاف ارادة الامه.
وتتعرض امتنا العربيه والاسلاميه في عصرنا الراهن للحرب العدوانيه الا رهابيه الشامله العسكريه والامنيه والاقتصاديه والماليه والتجاريه والاخلاقيه والثقافيه والاعلاميه والسياسيه بمافيه تعرضها للغزو والاحتلال، من قبل قوى الشر والطغيان والبغي والاستكبار الاستعماري الغربي الصهيوني الوهابي وتوابعهم، مما يستوجب على الامه العربيه والاسلاميه ان تستفيق من غفلتها وان تنهض من كبوتها وان تعي اعدائها، وان تتوحد وتسارع الى القيام بالثورات الوطنيه والقوميه والاسلاميه في وجه انظمتها العميله الخائنه المستبده حتى اسقاطها والامساك بزمام السلطه، ثم عليها ان تحذوا حذو شعوب ودول محور المقاومه والتحرير العربيه الاسلاميه في تبني استراتيجية الردع الاسلاميه في تحقيق بناء القدرات الدفاعيه والاكتفاء الذاتي من اجل الدفاع عن وجودها و دينها واطانها وخيراتها وسيادتها وكيانها واستقلالها وكرامتها في مواجهة الاجتياح الاستعماري الطغياني في المنطقه من قبل دول وقوى الشر والارهاب الغربي الصهيوني الوهابي وتوابعه.