إبتسامة وسيلة !!

 

إب نيوز ٢٥ ابريل

كتبت/بلقيس علي السلطان

إذا لم يكن هناك من مأساة يحكى ويكتب عنها سوى مأساة وأوجاع أطفال اليمن لكان كافيا أن يكتب عنها مجلدات وقصص ومقالات مدى الدهر .

كنت في أحد شوارع صنعاء وبالقرب من المستشفى الجمهوري دعتني الحاجة للذهاب إلى هناك ، وبينما أنا أمشي دخلت إلى إحدى المحلات التجارية التي تبيع وجبات سريعة ، طلبت وجبتي وجلست لأنتظر إعدادها ، كانت تجلس بالقرب مني طفلة صغيرة تبلغ حوالي العاشرة من العمر ، ومالفت انتباهي أنها كانت ترتدي زيا مدرسيا أخضر ، حيث كان مهترأ جدا ، وهذا مادفعني لكي أسألها : هل تدرسين ؟
طأطأت برأسها إلى الأرض لم تجب على سؤالي.
بادرتها بسؤال أخر ما اسمك؟
أجابت بصوت منخفض : وسيلة .

كررت سؤالي لها هل تدرسين ياوسيلة ؟
أجابت بهز رأسها (لا).
فقلت : لماذا لا تدرسين؟
نظرت إلي نظرة وراءها حزن غائر ولم ترد على سؤالي ، وعاودت النظر إلى الأرض.

وضعت يدي على كتف وسيلة وسألتها من أين أنتي ؟
أجابت : من العدين.
دفعني فضولي لأسألها عن سبب تواجدها في صنعاء ؟
أجابت وسيلة أتينا لمعالجة أختي المريضة .
خرج والد وسيلة من المحل وعندما رأني بالقرب من إبنته ودون أي كلام مني أخرج صورة من جيبة لطفلة أصغر من وسيلة قائلا: هذه إبنتي تعاني من السرطان ولا أستطيع تحمل تكاليف الإقامة ودفع ثمن الأدوية ، لأنه يبحث منذ أسبوع عن جرعة الكيماوي ولا يجدها إلا بصعوبة بالغة ،و أردف قائلا : لوكنت أستلم مرتبي لكان خفف العبء علي ؛ لكن حسبنا الله ونعم الوكيل في العدوان الظالم الله ينتقم منهم ويقهرهم على أولادهم مثلما يقهروننا علي أولادنا .

أخذ بيد وسيلة وذهب ، وظلت وسيلة تنظر إلي وهي تمشي وكأنها تقول :هل عرفتي السبب في عدم ذهابي إلى المدرسة ، رفعت يدي لكي أودعها وناديت عليها وداعا وسيلة ، رفعت يدها هي الأخرى تودعني وابتسمت إبتسامة لن أنساها إبتسامة تحمل في طياتها الكثير من المعاني وكأنها تقول: سأظل أرتدي الزي المدرسي حتى ألتحق بالمدرسة ، وكأنها تعلم بأن الغد سيكون أجمل .

نعم ياطفلتي ياصاحبة الابتسامة الساحرة غدا سيكون أجمل ، نعم ياوسيلة سيكون لك من اسمك نصيب ستكونين مع جميع أطفال اليمن وسيلة للتطور والرقي ستكونون وسيلة للبناء ستكونون الأيدي الحامية والأيدي البانية للأمة اليمنية فأنتم ذخيرة الأمة ووقودها ، فمها تمادى العدوان بغيه وطغيانه فلن يوقف سيل طموحاتكم الجارف ؛ بل أن سيلكم هذا سيجرف كل طغيانهم ويحمله إلى مزبلة التاريخ كما جرف من سبق وسولت له نفسه التطاول على أرض اليمن .ولينصرن الله من ينصره ، والعاقبة للمتقين،ولا عدوان إلا على الظالمين.

You might also like