مذكرات أم !!

 

إب نيوز ٢٦ ابريل

*أمل المطهر

ها هو يستعد لشد الرحال إلى الجبهة .
يرتدي زيه العسكري ويذخر سلاحه وأنا أنظر إليه بفخر وأعتزاز . لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يذهب فيها إلى جبهات الشرف فهو رغم صغر سنه إلا أن روح المبادرة والمسارعة عالية عنده بشكل كبير ؛ مما يجعلنا نخجل من أن نكون أقل منه مبادرة ومسارعة.
بدأت بمساعدته لإتمام أموره . قبلت جبينه وأحتضنته وهمست في أذنه لقنهم درسا قاسيا يا ولدي وخذ بثأر أطفالنا ونسائنا.
نظر إليً مبتمسا
وقال “كم أحب فيك هذه الروح يا والدتي فهي تمدني بالقوة والثبات دعواتكم ياوالدتي بالنصر والتمكين” .

رافقته أنا واخوته الى الباب ونحن ندعو له هو ورفاقه المجاهدين .
تحرك الطقم وغاب عن ناظري وهو مبتسم ومعنوياته فوق السحب عالية .
عدت إلى الداخل وأنا أحدث نفسي وأنظر عبر النافذة لبعض شباب الحي .

*ماذا لولم يكن ولدي مجاهداً !!!*
بالتأكيد سيكون مصيره معروفاً فإما أن يكون كهؤلاء الشباب الذين أراهم في حيِّنا ضائعون بلا هدف ولا غاية يتخبطون حتى يلتقفهم العدو بأساليبه الخبيثة لإستهداف نفوسهم فيصبحون فريسة سهلة ويقعون في فخاخه بكل سهولة .
وعندها لا يمكن أن أقبل أن يكون ولدي على هذه الشاكلة المخزية .
ولن أكون سعيدة وأن كان بجانبي ولا يفارقني .

أو أن يكون مرتزقاً يعمل مع العدو ويقاتل في صفه وفي هذه الحالة ساقتله أنا بيدي وساظل أتجرع حسراته حتى ألحق به .
هذه هي خياراتنا ولا بديل لها مهما حاول البعض خداع نفسه وتغليف تخاذله بغلافات أخرى بعيدة عن مضمونه وحقيقته.
لذلك أنا لا استصيغ أبداً أن أرى ولدي إلا مجاهداً عزيزاً أبياً شامخاً

*أم انا*

لكنني أستمد العون من الله تعالى ؛ وزادي هو الإستغفار والتسبيح الذي يرسم في داخلي سكينة عجيبة.

*أم أنا*

لست أقبل بموقف الخنوع والوهن وبالله أنا أقوى وبالله أزداد صبراً

*أم أنا*

لكنني لن اقبل بأن أنتظر حتى يأتي المحتل إلى عقر داري وحينها سأتمنى لو أنني كنت نسيًا منسياً.
أم أحب ولدي وقلبي رقيق كباقي الأمهات

*لذلك*

لم أقبل له بأن يداس ويهان وهو يختبئ خوفا من المواجهة أردته أن يكون كما أراده الله وهو أرحم به مني .

هذا ما يجعلني ا
أشعر بالطمأنينة أن ولدي مع الله تعالى وفي طريقه فكيف له أن يكون في خطر أو مأزق .

أليس الله أعلم بما ينفعه أكثر مني ؟ أليس الله هو وحده من يعلم ما سيجعل منه عظيما وموفقاً في دنياه وآخرته أكثر مني ؟ فلماذا أخاف عليه إذا! !!!!
لماذا أمنعه وأصده عن سبيل الله .
والله تعالى قد توعد (فتربصوا).

أليس من الغباء أن أجعله في قائمة المتربص بهم .
سأكون عونا له وأمده بالدعاء والتسبيح
وأظل أفتخر وأحمد الله أن صار ولدي مجاهداً.

You might also like