ومن للعفيفة عندما تُغتَصب؟
إب نيوز ٣٠ ابريل
كتبت / بلقيس السلطان
من كان يظن بأن الغازي عندما يستعمر
أرضاً ، بأنه سيأتي حاملاً معه أكاليل الورد والإغداق بالأموال وبناء البلاد الذي احتلها فهو مخطئٌ وواهم ّ؛ فالإحتلال دائما ديدنه القتل والتدمير وسلب الأموال وهتك الأعراض واستباحة كل ماتصل إليه أيديهم باعتبار أن كل ذلك أصبح ملكا لهم ومن حقهم التصرف به ، بما في ذلك سلب النساء أغلى مايمتلكن وهو شرفهن وعرضهن.
وددت لو أعرف بشعور أولئك القابعين في منازلهم ومن يسمون نفسهم بالمحايدين، الذين يقرأون أخبار الاغتصابات التي بات تداولها وكأنه خبر عادي ومسلم به ! وكأنه لا يمثل وصمة عار في جبين كل متخاذل ومتهاون ، وكأن هذا الأمر يعني أشخاصً بعينهم دون أشخاص ، ودون أن يحملوا أنفسهم قليلاً من الذنب أو حتى قليلاً من الخجل والأحساس بالمسؤليه جراء مايحدث من انتهاكات وتجاوزات يندى لها الجبين ؛ بل تنفطر منها السماء وتخر الجبال هدّا !
فمن لتلك العفيفة التي انتهكت عفتها ؟ من لتلك الحرة التي لا ذنب لها سوى أنها كانت ضحية لمن باعوا أنفسهم وعرضوا حريتهم ووطنيتهم في سوق النخاسه وتم شراؤها بثمن بخس دراهم معدودة ؛ ألم يفكر أولئك المرتزقة بهذه العواقب ؟ أم أن الشغف بالسلطة والحب الجم للمال أفقدهم عقولهم ؛ بل أنه أفقدهم حميتهم وشرفهم ؛ فلا نستغرب عندما نسمع أحد أولئك بأنه يصرح بأنه مستعد بأن تغتصب جميع أخواته ويحكمه المحتل والمستعمر ولا أن يحكمه ابن بلده – من يذود عن حياض الوطن ومقدراته – هكذا هي تصريحات من لا يملكون ذرة من كرامة أو ذرة من شرف فمن يَهن عليه هتك أرضه وسلب ثرواتها ومقدراتها فلن يؤلمه هتك أعراض النساء وسلبهن شرفهن وكرامتهن.
فليس لتلك العفيفة ومظلوميتها، هي وجميع من تستباح أعراضهن سوى الردع المزلزل من رجال الرجال ؛ لأن هذا بالنسبة لذوي الرجولة والكرامة (عيبً أسود) وسيجعلون إزاء ذلك العيب من نهار المحتلين والمغتصبين أسودا كوجههم المكفهرة ، ومن ليلهم حمما حمراء تتساقط عليهم قذائف رادعه وصواريخ موجعه ؛ لكي يعرفوا أن انتهاك سيادة اليمن ليس بالأمر السهل ، وكذلك هتك أعراض الحرائر ليس له من حد سوى التنكيل والتعزير حتى يعرفوا أن اليمنيين ليسوا بالقمة السائغة ؛ وأن من يفكر في حرب عليها يجب أن يتحمل عواقب مافكر به وماسولت له نفسه .
إن ماحدث من اغتصاب لفتيات الخوخة وماسبقه من اغتصابات للنساء وكذلك الرجال في الجنوب المحتل، ماهي ألا أحداث ومواقف تدق الطبول بضرورة النفير إلى الجبهات والتصدي للمعتدين ، فلا يظن من يقرأ الخبر وهو في بيته وبين أسرته أنه بمعزل عما يحدث ؛ بل يتأكد وليعلم علم اليقين بأن مابات في جاره سيصبح في داره ، وإذا ظل موقفنا هو فقط قرأة الأخبار والتحسر عند سماعها ثم نتولى وكأننا لم نسمع شئ فلنتربص حتى يأتي الله بأمره . وسيحكم بحكمه وهو خير الحاكمين وهو مولى المستضعفين ومدرك الهاربين وقاسم الجبارين ومبير الظالمين.