الشهادة .. و الإصطفاء !!
إب نيوز ٥ مايو
……………………………
خلود الشرفي
كثيراً ما نتحدث عن الشهادة و الشهداء كمقياس رباني و معجزة كونية تعبر عن من اختارهمُ الله سبحانه و تعالى إلى جواره ؛ و اختصهم بالقرب منه و العناية العظيمة لديه .. و بما أن ” الطيبون يرحلون باكراً ” كما يقول المثل ؛ فأن الشهداء بلا شك هم خلاصة الطيبين بلا منازع .. و لا شريك ؛ و إلا فأي كرامة حُظي بها الشهيد ، و أي نعمة تلك التي نالها الشهداء ..
و بما استحقوا تلك المنزلة الرفيعة عند مالك الملك جلّ في عُلاه ..
لاشك إن الكثيرين لا زالوا يجهلون قيمة الشهداء ؛ و عظمة الشهادة .. و هذه هي الطامة الكبرى .. اذ أننا لا نكاد نتذكر عظم نعمة الله علينابالأخوة و الآباء و الأزواج المتواجدين بيننا الا بعد أن يقع الفأس في الرأس.. و بعد أن يرحل الشهيد و إلى الأبد ..
و من هنا يجب ان يُحظى المجاهدين بيننا بعظيم الإهتمام و الدعاء المستمر بالنصر و التمكين .. فكم قد رحل من شهداء كانوا كأحداق العيون لذويهم ؛ و كم من أباء و أمهات قدموا فلذات اكبادهم و مهجة افئدتهم ، و كم من زوجات في زهرة عمرهن قد اصبحن أرامل بعد شهور من زواجهن ..كل ذلك قربان خالصاً لوجه الله تعالى ..
و مانود قوله لكل أسرة مجاهد هنئياً لكم الجهاد ، ذلك السنام الرفيع المقدس الذي فتحه الله لخاصة أوليائه ..
و نقول لهم استمتعوا بكل لحظة من لحظات وجود المجاهدين بينكم ؛ احسنوا معاملاتهم ؛ قبلوا رؤوسهم ؛ قبلوا احذيتهم التي تعتلي رؤوس الجبال الشامخة حاملة هموم شعب و أمم بأكملها..
اشكروا الله بأنه مازال صاحبكم المجاهد بينكم و على قيد الحياة .. فقريباً يلتحق بفيلق العشق الأبدي للحبيب الأوحد الذي لايُضام محبوه سبحانه و تعالى .. فكم من أباء و أمهات و إخوان و أخوات و زوجات يتمنون ان يُحظوا برؤية شهيدهم و لو ساعه من نهار ..
و لولا ربط الله على قلوبهم و إنزاله السكينة عليهم ..لأنفطرت قلوبهم حزناً ؛ و لتقطعت قلوبهم حسرة على ذاك الشهيد الذي فقدوة في عز شبابه ..و لكنها الشهادة التي تجعل من يوم الحزن فرحاً ؛ و من ساعات الشدة عزماً وأيماناً ؛ ومن فقد الاحبه صبراً جميلا ً ، و مزيداً من البذل و العطاء و التضحية ..و شحذ الهمم ، و صقل النفوس، و التزاحم على أبواب الخير ..لتظل الشهادة كالشجرة الطيبة التي تؤتي اُكلها كل حين بإذن ربها جل في علاه سبحانه..
و العاقبة للمتقين