الغداء الأخير.. عدوان لتسميم الرؤية الوطنية لبناء الدولة.. وزمن كتابة التاريخ من الخارج قد مضى.
إب نيوز ٥ مايو
جميل أنعم العبسي
بثت قناة الجزيرة القطرية تحقيقاً عن مقتل الشهيد إبراهيم الحمدي بعنوان “الغداء الأخير”، ولا أكثر من الإستحمار والإستعباط من الظن بحرص القناة على معرفة قتلة الشهيد المعروفين منذ اليوم الأول للجريمة، وبالاستحمار حرصت القناة على حصر الملف في جزء من أدوات الداخل وتجاهل دور مشائخ الإعتدال والإخوان وأطراف من الجنوب اليمني شاركوا في سلطة صنعاء، وبالاستعباط تريد القناة حصر الملف في السعودية فقط وتجاهل دول الشرق والغرب، والأنكى من كل ذلك هناك من يسوِّق جزار 13 يناير 86م كشاهد قوي على جريمة الاغتيال، وهو من قتل قيادات الكفاح المسلح التي حررت جنوب اليمن من الاحتلال وعملائه وبدم بارد، بل تنكّر لدولة ونظام وحزب تربع على عرشه لسنوات، ومؤخراً يقول في مقابلة مع قناة LBC اللبنانية أن جنوب اليمن كان حقل تجارب للآخرين، وهو أحد أبرز جزاري حقول تجارب المجازر الجماعية المتوحشة، وبرغم ذلك فإن روسيا كانت وما زالت تريد تسويق سفاح 13 يناير لدورٍ ما قادم ليمن ما بعد العدوان، للعب دور الطرف المشابه للطرف الثالث الذي ظهر في أغسطس 1965م وبمسمى القوة الثالثة التي حلت محل الجمهورية الثورية السبتمبرية المعادية للإستعمار والرجعية وأزاحت أنصار النظام الملكي وقامت بتصفية الطرفين لصالح جمهورية الإعتدال وتربعت على السلطة في صنعاء بشكل مباشر أو غير مباشر حتى 21 سبتمبر 2014م بإستثناء فترة الحمدي ليستفيد الطرف الثالث من إغتياله مباشرةً، واليوم يتم التسويق لهؤلاء المجرمين من باب السلام وعدم انخراطهم في الحرب وحيادهم عبر بوابة رفع المصاحف على أسنة رماح الحصار والفقر والجوع والمرض والأوبئة، وكأننا نغسل غسيل الأيادي الملطخة بدماء شرفاء اليمن شمالاً وجنوباً.
وإلى جانب تمييع القضية وتشتيت أسبابها وحصر مرتكبيها وتجاهل وتجهيل أطراف محلية ودولية، هناك سموم مدسوسة في حديث قناة إخوان الصهاينة، حين قالت أن صالح تحالف مع الحوثيين لمواجهة ثورة الشباب، والسم الأخطر ما طالبت به بالدعوة المبطنة لفتح تحقيق دولي حول الإغتيال، ووعدها ببث شريط عن حادثة الإغتيال مصوراً عندما تحصل عليه من بعض الضباط، وقولهم بوجود موظف في سفارة اليمن في فرنسا بإسم “محمد الشامي” على صلة بأحداث الجريمة، وضحه تقرير منسوب للشهيد سالمين بأنهم هاشميين، علماً أن رجالات الجنوب سابقاً لا يعرفون مفردات الطائفية والعنصرية ولا يمكن أن يتحدثوا بهذه اللهجة.
الجزيرة ومن ورائها أرادوا كتابة تاريخ اليمن ومستقبله
الجزيرة ومن ورائها أرادوا كتابة تاريخ اليمن ومستقبله كما يحلوا لهم، فتم إختزال مستقبل اليمن من مشروع الحمدي ومايحمله من معاني السيادة والبناء إلى مشروع ثورة شباب الإخوان التي وقف ضدها صالح المتحالف مع الحوثيين -كما أراد الفيلم إخراجها- والأنكى من ذلك التسلق على دماء الشهيد الحمدي والتسلق على المشروع الإستقلالي الذي يواجه اليوم قتلة وأعداء الحمدي بقضهم وقضيضهم، والمتمثل بقوى الشعب المواجهة للعدوان وأدواته ومشغليه، فأصبحت تطلعات الشعب وإرادة الحمدي بنظر الجزيرة مختزلة بالإخوان وخريجي المعاهد الأمريكية وثقافة الحياة بالتدجين والإستسلام، وأصبحت الإرادة التحررية من العدوان وادواته وكل أعداء الحمدي مختزلة بمشروع ثورة الشباب الإخوانية.. والفارق كبير بين من يسعى لسيادة وقرار مستقل من كل قوى الإستكبار العالمية والإقليمية وبها يكون مشروع الحمدي والصماد، وبين من يسعى لسيادة واستقلال ضد السعودية فقط ولا مانع من تركيا وأمريكا وإسرائيل.
الجانب الأهم من إخوان “الغداء الأخير” هو عصا إنتهاك السيادة وتسميم الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة بفتح تحقيق في المحاكم الدولية تكون قطر والإخوان المتحكمون فيه وتجييره كما يحلوا لهم، بعد عصا إنتهاك السيادة بالعداون والفصل السابع والتي تضل السعودية المتحكمة بتداعياته وتجييره كما يحلوا لها.
ففي لبنان تم تجيير قضية إغتيال رفيق الحريري في المحاكم الدولية للنيل من سوريا وحزب الله مستغلين تماهي أسرة الحريري مع المخطط، وفي اليمن يريدون تجيير قضية إغتيال الحمدي للنيل ممن يرغبون، ويسعون لإغراء أسرة الحمدي بتقديم طلب للتحقيق الدولي سترعاه قطر أو أي طرف آخر يخدم مسار ثورة الإخوان وخريجي المعاهد الأمريكية.
إنها الصورة الجديدة لإنتهاك السيادة بعدوان المحاكم الدولية، والهدف من كل ذلك إختراق المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية بما يحلوا لهم من تعيينات وعزل وإقصاء بذريعة المحكمة الدولية وسير قضايا التحقيق، كما فعلت المحكمة الدولية في قضية رفيق الحريري، فهذا الضابط ممنوع وهذا القائد محظور وذاك السياسي مرفوض، وتلك الشخصية سنصادر أموالها ونضع عليها العقوبات، وآخرين مطلوبين للمحاكم الدولية، وكما يحلوا لأتباع قناة الجزيرة وثورة الإخوان ثائري “السيادة” على السعودية أما أمريكا “فهيت لك”.
وتلك نظرة ثاقبة لأمريكا بإختراق المؤسسة الأمنية والعسكرية ومؤسسات الدولة، ونظرة خبيثة للإخوان لتعيين وعزل من أرادوا، والنتيجة معروفة، جيش ممنوع من امتلاك قدرات تسليحية وبناء قوة بشرية ومؤسسات مخترقة وضعيفة وهزيلة لمصلحة خريجي معاهد ثقافة الحياة، والسيادة على السعودية أو تركيا أما أمريكا “فادخلوها بسلام آمنين”.
ولذلك فالواجب الوطني يحتم البت سريعاً بالقضية حتى لا نراها في أسواق نخاسة الجزيرة والخارج للإستثمار المشبوه بغسل الأيادي الدموية بل تقديمهم كشهود، وتجهيل من عطل تقارب شطري اليمن من الشرق والغرب واغتال الحمدي أولاً ثم سالمين تالياً، يجب على صنعاء الثورة قطع الطريق على العدوان القادم بالمحاكم الدولية، عدوان إختراق المؤسسات إلى ما شاء الله والإنقضاض على مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة واغتيال رؤية “الحماية والبناء” في مهدها، والوقت مناسب جداً لتبنِّي مشروع إعلامي في قناة يمنية ومشروع قانوني في ساحات القضاء اليمني لفتح القضية وبدون تحفظ ليعرف الشعب والأجيال من العدو ومن الأخ والصديق.
الغرب يُقيم الدنيا ولايقعد لو تعرض أحد رعاياه لحادث ما في الوطن العربي أو أي مكان في العالم، وفتاة فرنسية من المخابرات الفرنسية وأخرى روسية إبنة أحد أفراد المخابرات الروسية تُقتلان في صنعاء ويقذف بالجثث فوق جثث الشهداء الأخوين الحمدي، وعلى غير العادة فرنسا والإتحاد السوفييتي يبتلعون ألسنتهم حيال ذلك حتى اليوم، وقناة الجزيرة قالت بأنهن مومسات تم جلبهن من حانات باريس، ربما للتغطية على دور الإتحاد السوفييتي وفرنسا في إغتيال الحمدي لإجهاض وحدة اليمن، وهو ما يفسر صمت الدولتين عن مقتل رعاياها، بل التكتم بالمقارنة مع الجاسوس الروسي “سيرجي سكريبتال” وتداعياته بين أوروبا وروسيا، بينما مقتل فتاتين مجندات لدى مخابرات دولية في اليمن لا يهز أدنى إعتراض أو ما شابه، ذلك دليل قوي لمشاركة فرنسا وروسيا في قتل الوحدة.
ومن المهم تتبع خط سير ومسار فتيات المخابرات الفرنسية والـ كي بي جي السوفيتية من المنبع وباريس والحانات المزعومة حتى إثيوبيا وصنعاء والفنادق وتفاصيل مكوثهن في اليمن ثم شقة الموت الأخير لعميلات مخابرات الشرق والغرب فرنسا والإتحاد السوفيتي -المومسات الفرنسيات فقط عند الجزيرة- إستحمار لن ينطلي مع الزمن، فقط فريق نيابي قضائي أو إعلامي أو صحفي يزور عائلات هاتين الفتاتين وسيُكشف الكثير عن فريق القتلة وكشفهم للرأي العام بعيداً عن تدليس الجزيرة إخوان التي أفادت أن “محمد الشامي” الموظف في سفارة اليمن في فرنسا هو من أحضر الفتاتين من حانات باريس لليمن، وقناة الجزيرة إخوان تناقض نفسها في رواية “الغداء الأخير” و تقول أن المومس الفرنسية هي عميلة للمخابرات الفرنسية وبالوثائق.
من يصوِّر جريمة ما.. لاحقاً سيبتز القاتل
وقالت قناة الجزيرة أن عملية الإغتيال تم تصويرها وسيتم عرضها فور الحصول عليها، وهي عملية إبتزاز للسعودية وبقية الأدوات المتورطة للمضي بتنفيذ مهام قذرة أخرى، تماماً كاغتيال الخاشقجي المسكين المغدور به، تم سوقه سوقاً للمسلخ تحت التصوير دقيقة بدقيقة ثم الابتزاز والاستثمار، والبحث مهم عن كل التفاصيل المتعلقة بالشريط المصور لجريمة الاغتيال الذي تحدثت عنه القناة.
يصنعون حدث وتاريخ ليس لهم وصنعاء الثورة تمتلك الحدث والتاريخ ولديها الكثير
والمحلل الأمريكي يُعطى مساحة في وثائقي الجزيرة بالحديث عن دور السعودية في الاغتيال فهو أمريكي شاهد في القضية، وكذلك يريدون سفاح يناير أيضاً شاهداً، وقناة الفتنة الجزيرة التي سفكت الدم اليمني والعربي في الربيع الدموي شاهد ومحقق وقاضي في آن، وغداً سنرى محقق دولي ومحكمة دولية توجه الاتهام بقتل الحمدي للهاشميين بعد إندثار السعودية وأدوات الداخل، ألم تكن سوريا متهمة ثم حزب الله ومن يدري إيران لاحقاً في اغتيال الحريري، كل شيء جائز في عالم أمريكا واليهود الصهاينة وقناة الجزيرة ماسون.
استعباط لا ولن ينطلي، ولدى صنعاء الثورة شهود عيان من مسرح الجريمة، قائد الشرطة العسكرية حينها “محمد الحاوري” الشخص الوحيد المتبقي حياً ممن كانوا متواجدين في مسرح الجريمة، والموظف في سفارة اليمن في فرنسا “محمد الشامي”، ومسرح الجريمة بيت الغشمي ومكان الإستقبال وغرفة الإغتيال ومكان القذف بجثث الشهداء، كذلك دور الشيخ الأحمر في القضية والمعروف بمعارضته التقارب مع “الجنوب الكافر” من خلال مذكرات الشيخ “سنان أبو لحوم” عن الجريمة بالتواصل مع أسرة سنان للكشف عن خفايا الجريمة كونها حذفت من المذكرات في حينها، وحان الوقت لكي تكشف أسرة الشيخ سنان عن تفاصيل الجريمة والمشاركين لقطع دابر الإخوان وقناة الجزيرة، والمقربين للقتلة والمغدور بهم، وأسرة الشهيد، كلهم في متناول صنعاء الثورة، ومن الممكن دعم أسرة الشهيد رسمياً ومتابعة القضية في القضاء اليمني تزامناً مع قضية الصماد، حتى لا تذهب أسرة الحمدي إلى قطر والجزيرة، وما لذلك من متاجرة هدفها الابتزاز كقضية الحريري في لبنان أو الخاشقجي في تركيا.
وبذلك سيتم كشف الكثير عن فريق القتلة وكشفهم للرأي العام بعيداً عن تدليس الجزيرة إخوان، أما أدوات الداخل وآل سعود لم يغتالوا الحمدي فقط، ها هم يغتالون اليمن والعالم كله يشاهد ذلك بالصوت والصورة وواقع المحافظات المحتلة، ومع ذلك يقولون شرعية وتحرير ومركز سلمان للإغاثة وسفاح يناير شاهد عدل وقناة الجزيرة تريد تحقيق دولي والأمريكي يشهد وهلمَّ جراً.. يا هؤلاء نقول لكم زمن كتابة تاريخ وأحداث ومصير اليمن من الخارج -خارج الخليج وأمريكا والسفارات وإعلام الإخوان- قد ولّى وبغير رجعة، والتاريخ سنكتبه نحن لا أعدائنا، ومن المهم إلتقاط الفرصة السانحة الآن لتقديم الحقيقة كما كانت من جميع الجوانب، فميادين العزة والكرامة وساحات القضاء العادل سيكتبون التاريخ ويحاكمون المجرمين كائناً من كانوا بالشرع والقانون … إنها الرؤية الوطنية “يدٌ تحمي ويدٌ تبني” دولة يمنية حديثة ديمقراطية مستقرة وموحدة ذات مؤسسات قوية تحقق العدالة والتنمية والعيش الكريم للمواطنين وتحمي الوطن واستقلاله وتنشد السلام والتعاون المتكافئ مع دول العالم، وفق هوية الشعب الإيمانية وثوابته الوطنية والعربية والإسلامية والإنسانية، رؤية معمدة بدم الرؤساء الشهداء الحمدي والصماد والآلاف من شهداء الاحتلال والوصاية والقهر والإذلال البريطاني الأمريكي وأدواتهم الإقليمية والمحلية في كل زمان.
في مقابل الرؤية الأمريكية “يدٌ تنهب ويد تحتل وتمزق” لبناء دولة ثقافة الحياة والاستسلام والمعونات والمساعدات والفقر والجهل والحرمان، رؤية أطلقها علناً وزير الحرب الأمريكي “جيمس ماتيس” في مؤتمر المنامة، دولة ديمقراطية محصورة بالولاء لأمريكا، وأقاليم ممزقة ومناطق حكم ذاتي محاصرة، ومؤسسات هشة وضعيفة تحقق الفساد والنهب والفوضى والعيش المذل للمواطنين، ولا داعي لحماية الوطن فاليمن وبحسب “ماتيس” دولة لا تحتاج إلى صواريخ باليستية فليس هناك خطر على اليمن من أي إحتلال، ولا داعي للإستقلال فاليمن وبحسب الأمريكي ماتيس يجب أن تقبل أن تكون حدودها منزوعة السلاح وبحرها مراقب ومحاصر وأجوائها منتهكة صباح مساء، رؤية شيطانية واجهت كل أحرار الوطن من شهيد إنقلاب فبراير 1948م ورمز الإستقلال العربي الأول من الأتراك الإمام يحيى حميد الدين إلى الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي والشهيد الرئيس صالح علي الصماد ومعهم كل الأحرار، فالأعداء ذاتهم بمرور الزمن.
وفظيع جهل ما يجري وأفظع منه أن تدري… قاضي من إخوان جزيرة القطرِ، يحقق يدقق يستقصي يستحمر يتحريِ… قتلة في سروال أستاذ، وحوش تحت عمامة المقري… واعظٌ أمريكي ينشد ديمقراطية القبرِ، طاعون خفي وهو يستشري… الخارج المعادي لليمن تاريخياً يريد كتابة التاريخ اليمني كما يملي ويستقري، صفاقة بجاحة وقاحة قمة العربدة ذروة العهرِ.
الاعتدال لبيت الطاعة بالغدر والمكر والقهر هذا الزمن إنتهى، ولى، أدبر، رحل بغير رجعة، ولأول مرة في تاريخ اليمن يتم تشخيص أصل وجذور المشكلة بالاستفادة من تجارب التاريخ، فالدولة اليمنية يمنية، لا شرقية ولا غربية، وكل الأبواب موصدة أمام الأعداء، والطرق الوحيدة تشير لرؤية أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير “مهدي المشاط”، على خطى الصماد “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، وليعلم الكل والجميع أن الشهيد إبراهيم الحمدي عَسكّر الوظيفة المدنية بالضباط الشرفاء وأحال الفساد للقضاء وحقق طفرة فريدة قد تتكرر مرة ثانية بعسكرة الوظيفة بالمجاهدين قولاً وفعلاً، وكم نتمنى رؤية رتبة المجاهد العسكرية على كتف كل مسؤول في مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، وقالوا “دولة مدنية” لعزل العسكر عن الدولة، وقالوا “دولة علمانية” لعزل الدين عن الدولة، وكلاهما مصطلحات دخيلة لإفساح المجال لثوار وخريجي المعاهد الأمريكية وثقافة الحياة والاستسلام، فهل يدرك البعض المخدوع خطورة انجراره لتلك المصطلحات، وهل عرف البعض أهمية تقليد المشير المشاط رتبته وفقا لنص المادة 111 من الدستور اليمني “رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة”، تلك رؤية الحماية والبناء في الدولة اليمنية الحديثة، دولة الحمدي والصماد، لا بناء بدون حماية، لابناء بدون جيش قوي وسيادة واستقلال وإرادة القرار الحر، ولله عاقبة الأمور.