تــسلل الــهدوء إلــى زوايــا الـــروح ســائلاً كيـف حال مُجاهديكم ؟!
إب نيوز ١٢ مايو
بقـلم/ إقبال جـمال صـوفان….
يقطنون في أرضٍ مُترامية الأطراف بعيدون عن أعيننا قريبون من أرواحنا مرافقون لنا في مأكلنا ، مشربنا ، نومنا ، وصحونا.
إنهم يجدون الإطمئنان الروحي والسكون القلبي برفقةِ خالقهم واستشعار وجودهِ معهم في كلِ زمان ومكان نسمعُ أصواتهم فيحيا فينا كُل جميل ندعو لهم سِراً وعلانية لأننا نعلم أنه لن يُزهر ورداً دون رواء ولن يُثمر حباً دونَ دُعاء .
فتيةٌ آمنوا بربهم فزادهم هُدى سكن العز في أحشائهم وظهر الفخر على ملامحهم إغترفوا ثقافتهم من القرآن وصنعوا نصرهم من الإيمان.
هم من يتسابقون نحو العلياء عاهدوا الله فأوفوا بوعدهم حتى لو كلفهم ذلك تفتيت أكبادهم وتمزّق خلاياهم ثابتون يتغلغل الثأر لضحايا العُدوان في دمائهم لم يهدأ لهم بالٌ إلا بتنكيلهم لأعداء الله والوطن.
غامروا بأنفسهم مُتجاهلين طُرق المخاطر والعقبات ودعوّنا وملامحهم تُشع ضياءً وبهاء سلّموا أنفسهم وأهليهم لله الواحد الجبار الذي سيكفلهم ويرزقهم مُطمئنين بقولهِ تعالى : (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)
[سورة هود 6].
يسكنون في مناطقٍ تتنزل فيها ألطاف الإله التي تحفهُم وتحميهم كسياجٍ منيعٍ يَصعُب كسرُه يتذكرونا ونتذكرهم ولكنهم هُناك ونَحنُ هُنا وبيننا وبينهم جسر الدُعاء!
يتغلبون على وحشةِ الليل وقساوةِ المطرح ماضون قُدماً نحو الصبر نحو التحمّل نحو الإرتقاء بأنفسهم طامحين الوصول إلى مراتب الأولياء الصالحين بتزوّدهم من هدي القرآن الكريم ونهلهم لتفسيرهِ من ملازم معدودة للشهيد القائد تجاوزت بمحتواها أسراباً من القواميس والمُجلدات!
يُكافحون صعوبة الأيام ويتجاوزون إرتفاع العقبات لا ينتظرون منّا جزاءً ولا شكوراً هدفهم الوحيد نيل الشهادة في سبيل الله!
يزورونا بين الحين والآخر كأطياف السلام وأجنحةِ الطيور مُحلّقين في سماءِ أرواحنا يطلّون علينا ويكونون ضيوفً خفيفي الظل أطيافهم كنسمات الرياح في مرورها تمضي الأيام وهم برفقتنا كلمحِ البصر لا نَحُس بأوقاتنا معهم فهي تمر كمرور ِ السحاب الممُطر على الأرض!
تجملّوا بعينٍ لا تُبصر مُحرماً وبقلبٍ لا يُعلق بمنكراً وبأذن لا تسمع ذنبا ً!
وازنوا بين آيتين من آيات الله :
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامَُ)
[سورة البقرة 183]
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ َ)
[سورة البقرة 216]
في شهرِ القرآن والجهاد.
هذا هو حال مُجاهدينا أيها الهدوء!