فتيات سقطرى إلى أين ؟
إب نيوز ١٦ مايو
كوثر محمد
فتيات لايعرفن سوى رعي الأغنام وزراعة الأرض وبعض المشغولات اليدوية التي لازالت على الطريقة البدائية القديمة بأدوات بسيطة تنتج أفضل الأواني والحلي والملابس والأغراض المنزلية المتنوعة، قمة في الاحتشام والحياء، بسيطات ولكنهن عفيفات،،،
تشتهر جزيرة سقطرى بجمالها الأخاذ وبندرة أشجارها و خلجان مياهها وبطيبة وعفوية وسماحة أهلها فهم لايهمهم القصور ولا البناء العالي بيت أو كوخ أو عشة ٍمن القش هي أجمل مايملكون وما يريدون، لكنهم يعرفون معنى الأرض والوطن فهو الإنتماء والحاضنة الام ، إذاً فهم متسكون بأرضهم وعاداتهم وتقاليدهم ودينهم،،،
ولكن عندما يلج ُالمحتل أرضاً يحارب الإنسان فيها لأخذ الأرض فإذا قضى على الإنسان قضى على الأرض ، وأصبحت له، هكذا هو المحتل حقود ٌ لئيم فإذا ما اخذ الأرض يكون قد دمر الساكنين عليها،،،
أي لعنة أحلت بكم يا أهل سقطرى فأنتم لم تدمركم زحمة الحياة وتطورها ولا طمع البشر المتاجرين على أرضكم ولكن المحتل الإماراتي أقسم إلا أن يكون لكم خصيم في صورة إنسان، شيطان في صورة ملاك محتل في هيئة صديق ،،،
كيف ذلك وهو يأخذ بناتكم وهن لم يخرجن خارج حدود الجزيرة ليذهبن إلى وكر الشيطان الذي يظهر السلام ويبطن الاستيطان، يأخذ الفتيات ليتدربن على السلام أي سلام يعدن بعده وهن يلبسن أثوابً غير أثوابهن فالكعب قد ارتفع واللثام ارتخى والملابس ماعادت ساترة محملات بالهدايا والعطايا وماهي إلا إغراءات لمن لم يذهب لكي يأخذ دورة في الذهاب على طائرة خاصة تحط من أخلاق المرأة قبل أن تحط على مطار العاصمة حديبو ،،،
تدريب أم تجنيد، سلام أم استسلام، ثلاثة أشهر هي المدة التي قضتها 40 فتاة ليتم تدريبها على “حفظ السلام” في الجزيرة التي كانت تنعم بالسلام حتى جائها الثعلب الماكر والذئاب الجائعة، فهذة حرب ناعمة نزعت الحياء و البساطة والبست ثوب ماكر تحمي من خلفه النساء أشباه الرجال من المحتل الإماراتي ، وتكون له “كحامي أمني” ، بعد أن كانت لها كرامتها وحرمتها سمحت للمحتل إهانتها و تسخيرها كعبد مسخر لسيدٍ قذر هذه عطايا أبو ظبي ،،،
لم تكن الفتيات وحدهن فريسة للمحتل بل تم تسخير الأطفال وصغار السن وأخذ الشباب للعمل في الإمارات ، ومايحدث هو حرب المستعمر على قطعة الحلوى بين السعودية والإمارات فكل دولة تحاول إلتهام أكبر قدر ممكن من الحلوى أو أن تلتهمها لوحدها إن استطاعت إغراء سكانها وتجنيدهم لصالحها مقابل المال، وهذا ماهو إلا تخطيط لضم الجزيرة لدولة الإمارات التي تكذب بشأن التاريخ الواحد والأصل العريق لهم في الجزيرة، ولا ننسى قبل ذلك كله عقد هادي مع الإماراتيين لمدة 99 عام ليتم خلالها تحويل الجزيرة إلى قاعدة عسكرية إماراتية وإدارة موانئها البحرية للمدة ذاتها ولكن لا ننسى أن من خلفهم أوليائهم أمريكا وإسرائيل ينتظرون ايضاً حصتهم من الجزيرة ،،،
فهل سيفهم السكان المحليين للجزيرة خطورة مايحاك لهم، وهل سيكون لهم موقف أمام تجريف أراضيهم وقطع اشجارهم النادرة و إستخراج مابداخل سواحلهم بصورة عشوائية و سجن من يرفض العمل معهم، هل سيصحوا أبناء سقطرى أم أن نومهم سيطول ولن يعرفوا ما يحاك ضدهم إلا بعد فوات الأوان، هل ستستمر أسراب الطائرات بأخذ الفتيات الصغيرات ليرجعن كمجندات على أرض الوطن بدل أن يكون لهن عيشاً رغيداً وحياتاً هانئة، هل سنسمع عن الدعارة والخمور والفجور في الأرض الطاهرة، أم أن المحتل يحمل قلب ً شريف.