من وحي الحرف الجريح ، و كلّ الحروف جريحة ..
إب نيوز ١٨ مايو
لم يكن غريبا على بني صهيون الأعراب استهداف النّائمين الصّائمين في بيوتهم ، فهذا ديدنهم على مدار الخامس عام ، و إنّما حزن و ألم و نحن نألم على جميع الأبرياء و كلّ الشعب المعتدَى عليه بريئ ، و إنّما أصبتُ للحظة بوجوم ، صمت أطبق عليّ ، كلّ أفراد أسرتي يمرّون عليّ بأن تمّ استهداف ذلك الأخ النّبيل الإنسان الذي عرفته أسرتي من خلالي فوالدتي صديقتي المقرّبة و أنا لا أبتعد عنها حتّى في زيارات و ندوات يقيمها ذلك الشّهم الجريح ، و الذي هزّ خبر استهدافه مشاعر الجميع ، و عليه فقد طلبوا اللّه له الشّفاء العاجل و لكلّ الجرحى من أسرته و سوا أسرته ، و الرّحمة للشّهداء ،
الأستاذ ( عبداللّه صبري ) : صاحب الكلمة المعتدلة ، و الطّرح الأنيق ، و الأسلوب الموضوعي ، و الكتابة المقنعة ، و هو ممّن تعد مقالاته مرجعيّة لإلمامه و سعته ليس سعة إطّلاعه فحسب بل سعة صدره للجميع ، و دماثة خلقه ، و تواضعه الجمّ رغم مكانته و منزلته ،( صبري ) أيقونة و منار و رمز للعمل الدّؤوب ، و بصمت دون انتظار جزاء و لا شكورا ،،
نعم : التّواضع سمته و سمة كلّ الألمعيّين ، و إنمّا الدّخان مَن يعلو بنفسه في حين النّجم مرتفع رفيع ، و لعلّ نجوميّة أستاذنا و عزيزنا جميعا ( عبداللّه علي صبري ) لاتخفى على أحد ، و لهذا فاستهدافه كان هدفا للعدوان ، و هو الجريمة الكبرى ففي استهدافه ضرب لقيم و أعراف حريّة الكلمة ، و قبلا فاستهدافه استهداف الإنسان و كلّ إنسان عزيز ، و كلّ إنسان مقدّسة روحه و جسده من خالق السّماوات و الأراضين ، استهدافه استهداف الإنسان كان مشهورا أم مغمورا ، و لكنّ استهداف ( عبداللّه صبري ) رجل الإعلام الألمعي أيضا هو استهداف للرّجولة بكلّ ما تعنيه كلمة رجولة الجامعة لمعاني الشّرف ، و استهدافه سهما يترصّد نحور المضلّلين ، و سيفا بتّارا لكلّ ألسنة التّزوير ، كلّ تلك جعلت منه هدفا ثريّا لقوى العدوان الغاشم المجرم الذي لم يستهدف ( عبداللّه صبري ) فحسب ، بل استهدف الإعلام الحقيقي الصّادق النّزيه بكلّه ، استهدف الكلمة الفصل ، استهدف نور الشّمس الذي لن يغيب ، استهدف الحقيقة في كبدها ، استهدف الشّجاعة في غمدها ، استهدف الإنسانيّة في روحها ،
نعم : هو ملهم ، هو أخ ، هو نبيل ، هو نزيه ، شريف ، مناضل ، فريد من نوعه ؛ و لهذا كان استهدافه ، و لهذا لم يقصفوه فحسب فقد قصفنا جميعا به ،
فلعنة اللّه بكلّ لغات العالم على قاصفيه ، و لعنة اللّه على كلّ إعلامي مرتزق عجز أن يكون كــ ( عبداللّه علي صبري ) الأسد الجريح ، و لعنة اللّه على المعتدين ، و لعنة اللّه على الجبناء و الأذلّاء ، روّاد الشّقق الذين نطمئنهم أنّهم لن يطفؤوا بقصفه نور اللّه في قلوبنا ، و في أرواحنا ، لن يطفؤوا نور اللّه في ألسنتنا ، و في أقلامنا ، و لئن أرادوا إسكات ( صبري ) فكلّنا ( صبري ) ، و كلّنا القول الفصل، و كلّنا حبر الحقيقة ، و كلنا سنفتدي الحقّ ، و نحمل الرّاية ، و سنمضي للانتصار بــ : ” ن و القلم و مايسطرون ” ،
كلّنا على الدّرب ماضون لن تثني عزيمتنا جرائم المعتدين ، و سنجاهد بما أوتينا ، و ما مُنحنا من ضيّ أقلامنا التي لازالت في الظّلّ أمام قلم و مقام الأستاذ النّبيل المجاهد : ( عبداللّه علي صبري ) ، و سنصمد، و سنعاهد نور اللّه الذي يريدون إطفاءه حين عجزوا عن إسكات صوت الحقيقة ، نعاهد النّور بأنّه لن ينطفئ و لن يسكننا سواه و لو كره المجرمون ،
و السّلام .
أشواق مهدي دومان